الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرة البعثات الرياضية فى طوكيو 2020 ؟

حسن مدبولى

2021 / 8 / 10
عالم الرياضة


كما هو الحال كل أربعة أعوام ، تذيلت الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، مؤخرة الترتيب بعد إنتهاء دورة طوكيو الأوليمبية 2020، ورغم هذه الفجيعة المتكررة، حاولت بعض الأبواق والجيوش المساندة، تصوير عملية الحصول على ميدالية هنا او هناك، باعتباره أمرا بطوليا إعجازيا لم تحققه الأوائلُ ؟ فتراقص الكثيرون وكتبت عرائض المديح، وألقيت خطابات التهنئة من كبار المسئولين،بالرغم من هذا الإخفاق والفشل الذريع ؟
وبدا الأمر وكأنه مدعاة للفخر أن أمة عريقة تتكون من مئات الملايين من البشر، وتنفق المليارات على الرياضة وملحقاتها،لا تحصل سوى على عدد محدود من الميداليات، غالبيتها الكاسحة من الميداليات الفالصو التى لا تذيع نشيدا، ولا تقدم ترتيبا،وجميعها فى ألعاب لا تؤشر أو تدل أو تشير إلى أى تفوق أو نبوغ جماعى حضارى قائم على التخطيط والإبداع ؟
مع إن الحقيقة الواضحة لكل ذى عينين تشي بأننا أمام إخفاق كبير لا يدعو لأى إحتفال، ولا يبشر بأى مستقبل رياضى على مستوى جميع الدول العربية ؟
فحتى قطر التى حصلت على ميداليتين ذهبيتين، وأخرى برونزية ،فازت بها جميعا بواسطة لاعبين مجنسين ؟
و تتضح المأساة بجلاء إذا قارنا الأمة العربية مجتمعة بدولة واحدة متوسطة التقدم مثل إيطاليا، حيث سنكتشف حجم الضآلة والتخلف المحيق بنا،فقد حصلت كل الدول العربية (مجتمعة) على 18 ميدالية متنوعة (5 ذهبية، 4 فضية، 9 برونزية)
بينما حققت إيطاليا (وحدها) 40 ميدالية منها 10 ذهب و10 فضية، والباقى برونز، وجاء ترتيبها العاشر على مستوى العالم !! وذلك على الرغم من أنها دولة أوروبية عادية غير مستقرة، وتعتبر أقرب إلى الدول النامية منها للدول المتقدمة ؟
وفى دليل آخر يؤكد على مكانتنا الأوليمبية المتدنية، نجد أن البعثة الألمانية قد تعرضت لحملة انتقادات واسعة وذلك لحصولها على عدد 37 ميدالية فقط؟ منهم عشرة ميداليات ذهبية، و11 فضة ،والباقى برونز ،وهوما يمثل أقل عدد من الميداليات حصلت عليه ألمانيا فى تاريخها،مما جعلها فى المركز التاسع وجلب السخط على المسئولين هناك ؟
لكن المسألة تصل لحد الفضيحة إذا ما تناولنا الإنجازات العربية لكل دولةعلى حدة وقارناها مع بعض الدول( غير المتقدمة) فى العالم، حيث سيظهر الأمر أكثر كارثية،،
فقد جائت البرازيل ونيوزيلاندا وكوبا والمجر وكوريا الشمالية فى المراكز من 12 الى 15،ثم جمهورية التشيك ( التى انفصلت عن تشيكسلوفاكيا)فى المركز 18 برصيد 11 ميدالية منها 4 ذهب،
ثم تأتى كينيا فى المركز 19 برصيد 10 ميداليات منهم 4 ذهبية ؟ ثم جامايكا فى المركز 21 برصيد 9 ميداليات منهم 4 ذهب،بينما جائت إيران فى المركز 27 برصيد 7 ميداليات منهم 3 ذهبية !!
أما تركيا فجائت فى المركز 35 برصيد 13 ميدالية منها 2 ذهب
وأوغندا فى المركز 36 برصيد 4 ميداليات منهم 2 ذهب !!
بينما إسرائيل فى المركز 39 برصيد 3 ميداليات منهم 2 ذهب، ودويلة قطر فى المركز 41 برصيد 3 ميداليات منهم 2 ذهب
بينما جاء إقليم كوسوفو ( الذى لا تعترف به الكثير من دول العالم كدولة مستقلة)
فى المركز 42 برصيد ميداليتين ذهبيتين ؟
ثم جنوب أفريقيا فى المركز 52 بميدالية ذهبية واثنتان فضيتان،،
أما مصر التى تعتبر الدولة الكبرى ورائدة الرياضة العربية، فتأتى فى المركز 54 بميدالية ذهبية واحدة واخرى فضية والباقى برونز؟ وبعدها تأتى بقية الدول العربية !!
ومن البديهى بالطبع إنه على مستوى الأرقام القياسية العالمية والأولمبية، لا يوجد رقما عالميا جديدا تم قيده بإسم عربى أو مصرى واحد ،على الرغم من إنه تم تحطيم العديد من الأرقام العالمية على يد نجوم ألعاب القوى وغيرهم من الأبطال مثل السباح الأمريكي كاليب دريسيل الذي حصد 5 ميداليات ذهبية وحده ، والسباحة الأسترالية إيما ماكيون، التي أحرزت 7 ميداليات من بينها 4 ذهبية؟
وعلى ما نعتقد فإنه فى أولمبياد باريس عام 2024 ستستمر نفس المأساة المتوارثة ، فطالما أن ميزانيات الرياضة العربية يتم إنفاقها على مافيات ومرتزقة كرة القدم، لتحقيق أهداف لاعلاقة لها بالرياضة ولا بالتقدم والرقى، فسوف نظل بعيدين كل البعد عن منصات التتويج الحقيقية ؟

لقد كان من الأجدى توفير ما تم إنفاقه من ملايين الدولارات على إعداد وتجهيز البعثات العربية المشاركة فى طوكيو، خاصة ماتم إنفاقه على إستعدادات البعثة المصرية ،و كان ينبغى قصر ذلك الإنفاق على لعبات محددة مثل الكاراتيه ، والتايكوندو ، والمصارعة بأنواعها ، والخماسي الحديث ورفع الأثقال، وكرة اليد فقط ،مع استبعاد كرة القدم وكرة السلة والطائرة وغيرها من اللعبات الجماعية الفاشلة، كما كان ينبغى أن تحدد كل دولة عربية افضل اللعبات التى تمتلك تفوقا نسبيا فيها ويتم التركيز عليها فقط ، بدلا من المشاركة المأساوية فى كل دورة من خلال لعبات لا علاقة لها بأى تفوق أو تميز،

المؤلم أن الأمر لم يتوقف عند النتائج الرياضية الضعيفة، لكن الفضائح الأوليمبية إكتملت بلقاء لاعبة الجودو السعودية تهانى القحطانى مع احدى اللاعبات من إسرائيل، وقيامها بخلع حجابها رغم رمزية هذا الأمر بالنسبة للبلد المقدس الذى تنتمى إليه ؟
أيضا كان من المشين أن يقبل لاعب الجودو المصرى محمد عبد العال بملاقاة نظيره الصهيونى، بعد أن صمم كباتنة و رواد التطبيع فى اللجنة الأوليمبية على ملاقاته للاعب الاسرائيلى، وذلك سيرا على خطى سيدهم رائد التطبيع فى كرة اليد الذى نال مكافآت ومناصب دولية مقابل تلك الريادة،

لكن على الرغم من كل تلك الممارسات المخيبة للآمال، كانت هناك نقطة واحدة مضيئة، تمثلت فى الموقف المشرف للاعب الجودو الجزائرى فتحى نورين ، ونظيره اللاعب السودانى محمد عبد اللطيف ،الذين رفضا بإباء وشمم ملاقاة لاعبا إسرائيليا وفضل كلاهما الإنسحاب ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رابطة كرة القدم الأميركية تسمح بفتح قاعات صلاة للمسلمين


.. الدوري الإسباني: مباراة لريال مدريد للاقتراب أكثر من اللقب ق




.. ترقب جماهيري عربي لحسم بطاقتي العبور إلى نهائي دوري أبطال إف


.. مصطفى عسل: الأهلي هيكسب مازيمبي ولو مكنتش في البطولة كان زما




.. نور الشربيني: سعيدة بالتأهل لنهائي الجونة.. وضغط المباريات ص