الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستقلالية في المفهوم

عبد الخالق الفلاح

2021 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الإستقلالية هي مهارة حيوية، وغالباً ما يتمتع بها الأشخاص الذين يمتلكون قدراً كبيراً من المعرفة والخبرة، ويحاولون السيطرة على حياتهم دون الحاجة لمساعدة الآخرين. ويسعون لتحقيق أهدافهم وفق قواعد عقلانية ذكية تنم عن خلفياتهم الثقافية وحرياتهم الشخصية و الاستقلالية شأنها شأن كافة المفاهيم الإنسانيّة التي تحتاج إلى تغذية وتنمية وتطوير لتحقيقها، وتتطلّب أنّ تُبنى على أساس سليم منذ الصغر، علماً أنّ هناك فروقات شاسعة في تطبيق الاستقلالية بين المجتمعات المتقدمة التي تحترم الحرية الشخصية وتمنح الشخص مساحةً كافيةً من الحرية للعيش، والمجتمعات المتخلّفة والنامية التي تنبذ هذه الأفكار الحضارية، في الوقت الذي ترتبط فيه الاستقلالية بصورة مباشرة بالديموقراطية، بينما ترتبط مفاهيم الدكتاتورية والتسلط في غياب الاستقلالية والحريات.وتعني أن " يجب أن يكون العمل ‏مستقلاً في الأهداف السياسية و بدون الاستقلالية والاستقلال الذاتي التي يمنح، سيكون الانسان معرض للخطر لا سامح الله ويؤدي الى الانحراف عن مساره في الالتزام بالمبادئ الإنسانية الثلاثة الأخرى ألا وهي الإنسانية والنزاهة والحيادية ، والشخصية الاستقلالية قد تنشأ منذ الطفولة في عمر المبكر وتبدأ تتكون ملامح هذة الشخصية في مرحلة المراهقة وللأهل دور أساسي في التأثير على شخصية طفلهم ليس فقط لناحية نموّه الفيزيولوجي، بل لأنّها تؤسّس لتكوين شخصيته. فهذه المرحلة تتّسِم بالتبَعية للوالدين حتى عمر الخامسة أو السادسة، حين تبدأ الشخصية بالتكوّن حتى مرحلة المراهقة. ترسو في المراهقة قواعد الشخصية المستقلّة بمساعدة الأهل الذين يجب أن يشجّعوا أولادَهم على الاستقلال عنهم. ولكنّ بعض الأشخاص لا يصِلون إلى تكوين الشخصية المستقلّة وفي ان تخلق منه شخصية منفتحة وتتسم بعدم بناء القيود و الحواجز مع الآخرين و التعامل معهم بالتساوي ، و مُحبة للذات وتتعامل مع نفسها بصورة طيبة ، وتتميز الشخصية الاستقلالية أيضاً بأنها تحب أن تعتمد على نفسها ويُمكنها مساعدة الآخرين دون تردد. الاستقلالية لا تعني أن يقوم الشخص بكل شيئ بنفسه، بل يتحقق مفهوم الاستقلالية بقدرة الفرد على تحديد قدراته الشخصيّة وإنجازها، وتوزيعه للمهام الأخرى على الأشخاص المعنيين.
الاستقلالية الفكرية هي التفكير بلا حدود وبلا مخاوف، هي إطلاق العنان للابداع والافكار الخلّاقة، وتتعلق بمدى قمع المواهب والافكار الشخصية وإعطاء الحدود للعقل بأن ينتج أفكارًا بلا قيود، كما أنها عكس العبودية الفكرية التي تعني تحجيم العقل ووضعه بحكم التربية والعادات في صندوق مغلق يساهم في الحد من التطور وإنتاج ما هو جديد، فقد يصل بالإنسان لمرحلة التقليد والتبعية و يخاف من طرح أفكار جديدة خارج هذا المفهوم ويصبح غير قادر على صياغة أفكار بنفسه ولا يقييم ما يدور حوله من وقائع، ويتبع ما هو سائد من غير تفكير ويتعايش فقط مع ما هو تقليدي ويستنكر كل ما هو مختلف ، بدل ان يكون الشخص المستقلّ استباقياً، ويصنع قوائم المهام المترتبة عليه وعلى زملائه، وأن يتعلّم مهارات جديدة تُمكّنه من تطوير قدراته والاعتماد على نفسه والإحساس بالاستقلالية التي تعني كذاك هي مهارة حيوية تعني قدرة الفرد على حكم نفسه، وغالباً ما يتمتع بها الأشخاص الذين يمتلكون قدراً كبيراً من المعرفة والخبرة، ويحاولون دائماً السيطرة على حياتهم دون الحاجة لمساعدة الآخرين، كما أنّهم يسعون لتحقيق أهدافهم والوصول إلى طموحاتهم وفعل ما يُريدون وِفق قواعد عقلانية ذكية تنم عن خلفياتهم الثقافية وحرياتهم الشخصية، والاستقلالية أيضاً تقود الفرد لإيجاد حلول استراتيجية ومنطقيّة للمشاكل المختلفة، بالإضافة لتحقيقه نجاحات مهنية عالية، فالشخص المستقل يمتاز بالكفاءة والعزيمة و الاستقلالية الأخلاقية هي قدرة الإنسان على تقدير جوانب شخصية أخلاقية لنفسه ويعتبر الاستقلال الذاتي الأخلاقي نتاجًا للتنمية البشرية والشخصية ، ويمنح الناس القدرة على اتخاذ القرار بما يتفق مع قيمهم الأخلاقية وتصورهم النقدي للعالم ، مثل ، التمييز بين الصواب وما هو الخطأ ، أو ما هو مجرد ما هو غير عادل. يعتبر الناس قادرين على الحكم على طريقة التمثيل أو الواقع دون مراعاة العوامل الخارجية التي قد تؤثر على هذا التقييم. ومع ذلك ، على المستوى الحقيقي ، يتأثر الاستقلالية الأخلاقية للناس بشدة بالبيئة الاجتماعية ،ان من أهم العناصر التي ترغب المجتمعات في الحفاظ عليها في الحقيقة الاستقلالية وهو عدم وجود تبعيات ملموسة ترتب بشكل صريح عن المبدأ نفسه و من منظورها الأوسع، و يُفهم على أنه يقف في وجه ويقاوم أي محاولة للتدخل في شؤونه سواء كانت سياسية، أو أيديولوجية، أو اقتصادية، ولها القدرة على تغيير مسار عملهم الذي يُراعي المتطلبات الإنسانية، وعدم التحيز، والحيادية و تُعتبر الاستقلاليّة من الصّفات والمقوّمات والركائز الرئيسيّة التي تقف وراء تحقيق الكرامة الإنسانية، وهي عكس التبعية من حيث المفهوم والجوهر، وتتعدّد أشكالها ما بين الاستقلاليّة المالية والشخصية والفكرية، وكذلك الاستقلالية في العيش والتعبير عن النفس والرأي والدين والتعلّم والزواج واختيار الشريك والأصدقاء والمهنة وغيرها
.
رخشان جبار حسين الفيلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون