الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلما زاد خوفُك من الدين؛ نقص إيمانُك!

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)

2021 / 8 / 12
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


أعياني البحثُ كثيرًا في المدخل للتطرف، وتسهيل الإرهاب، وصناعة الترهيب؛ فإذا به على مرمى حجر من صلواتنا ومناسكنا و.. تفسيراتنا!
الدين رسالة حُب، وقصيدة غزل، ووصف للجَمال، ووعود لا نهائية بمكافآتٍ سماوية من خالق الكون العظيم؛ فلما وُضِعَ بين أنامل مازوخية، وشفاه سادية تمكّن من تحويل الزهور إلى سيوف، والكلمات إلى سلخانات!
عندما اختار رجالُ الدين التفسيرَ بأنفسهم قرؤوا ما بها من شرور، ووحشية، ورغبة في الافتراس، فالكتبُ المقدّسة قابلة للتأويل وفقــًا للنفس الأمّارة بالسوء التي تزهو بالقسوة والوحشية.
الإنسانُ عدوٌ لدودٌ لأخيه الإنسان؛ فيحاول طوال حياته جعلَ الله، عز وجل، هو العدو للإنسان، فهو، حاشا لله، المُعذّب، والمتربصّ، والذي لا يتهاون في خطأ والذي يحاسب على النسيان والسهو وقطعة الملابس واختيار المرء لمذهبه وعقيدته ودينه وفهمه الذي أوصله إليه عقلــُه.
يظل الإنسانُ خائفــًا من الدين؛ فينعكس خوفُه على علاقتِه بالله؛ فيظن أنَّ كل لمسة، وهمسة ونظرة وخاطرة وفكرة سيئة وما يدور في خلده تمهيدٌ للطريق المؤدي للجحيم.
وعندما تقذف في صدر أحدهم بثقتك أنَّ اللهَ غفور رحيم ينتفض على الفور ليردّها إلى أذنيك بأنه منتقم جبار، رغم أن الأولوية للرحمة و.. ليست للانتقام.
يقولون بأنه لا يأمن أحدٌ مَكْرَ الله ويضيفون بأن كلا منّا آتيها يوم القيامة، ومن يدخل الجنة سيصلىَ نار الجحيم ولو لبعض الوقت، أما أنا فعلى يقين بأنكم "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وأتى بقوم آخرين، يذنبون، ويستغفرون الله فيغفر لهم"!
لم يدر بذهني قط أنني سأكون يوم القيامة في مكان آخر غير الجنة، وأنَّ أول ما تقع عليه عيناي هو وجه ربي ذي الجلال والإكرام، مهما تعاظمت ذنوبي( والذنوب غير الفواحش)، وتكدست أخطائي(والأخطاء غير الخطايا)!عندما يكون الدينُ حالة دراكيولية في الدنيا، وفي المرض، وفي القبر، ثم ينتهي الإنسانُ يوم القيامة في أحضان دراكيولا، فهو ليس ديني؛ إنما فيلم من أفلام الرعب لا يليق بعظمة الخالق، وغفرانه.. ورحمته!
إذا نسيتَ ذنوبك فكيف تتصور أن العزيز الوهاب سيقون بتذكيرك إياها بعدما اعتذرتَ، واستغفرتَ، وندمتَ، وحزنت مئات المرات؟
الدين يبدأ من إيمانك بأنك ستكون في الصف الأول يوم القيامة للداخلين إلى رحمة الله وعفوه ومغفرته وجمال وجهه.
أنا لا أدعوك للدخوك في الخطيئة، معاذ الله، ولكن للثقة بأن حياتك وموتك ودقائق عُمرك من المهد إلى اللحد، ودينك ومذهبك وفكرك في ميزان لا يطفف يوم القيامة قيد شعرة.
لهذا فأنا لا أخاف من الدين، ولا أعتقد كمسلم أنني أفضل من أي إنسان آخر ، فالفاصل هي التقوى، والتقوى في القلب، وفيه يتم التمييز بين الخير والشر، وما يراه الآخرون شرّا قد يراه الله عين الخير.
من يخاف من الدين كمن ينتفض فزعا من قصيدة غزل أو كلمات رقيقة أو محبة ساطعة.
لست منشغلا بالجنة والنار، لكنني أملأ صدري وقلبي وعقلي بالثقة بالله، الودود الرحيم.
لو اجتمع كل رجال الدين في الدنيا على محاولة اقناعي بأن جهنم مصيري؛ فلن يحركوا شعرة في قلبي؛ ولو حاول أصغرهم وأخفضهم صوتا اقناعي بأن الجنة ستلتقيني بالأحضان، فسأصدقه.. ففيه الروح التي أبحث عنها.
امتدحوا، وتغزلوا في الدين وعانقوه بدون ذرة خوف من مفسّريه وشارحيه وستجدون النعيم قبل يوم القيامة بأطول الأزمنة.
أنا أقرأ القرآن الكريم فلا أعثر على غضب وانتقام الله لأنني لا أبحث بين الصفحات، إنما في صدري وعقلي ومنطقي وثقتي بالله.
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 11 أغسطس 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة الإنجاب في كوريا الجنوبية تعرض مستقبل البلاد للخطر


.. فليك في برشلونة.. قائد الثورة الذي سقى ورود حديقة كتالونيا ف




.. ترامب يستعد لخطوات حاسمة لإنهاء الحروب.. وعماد أديب: العرب ف


.. بعد تمزيق مشجعين إسرائيليين أعلاما فلسطينية.. صدامات بين مشج




.. الغارات الإسرائيلية على بعلبك في لبنان تطول المواقع الأثرية