الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زواج إسرائيل من -فؤادة- باطل

أحمد زكارنه

2006 / 8 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


بالأمس ومع فنجان قهوة مر كمرارة الحياة.. حاولت عبثاً الهروب من وجع المأساة العربية المتلفزة.. وبكبسة زر تنقلت بين الفضائيات العربية.. المشهد نفس المشهد.. المأساة أبت إلا أن تلاحقني.. بكبسة أخرى نزعت إلى المحليات التي تلاقفتني بفيلم مصري حديث العهد.
في البداية لم اعرف اسم الفيلم، ولكنني بحسب فهمي البسيط أكاد اجزم انه احد صناعات الفن السابع الجيدة، مقارنة مع ما ينتج هذه الأيام، إذ استطاعت حبكته الدرامية منذ المشهد الأول أن تأخذني بعيداً عن أوضاعنا العربية المبكية.. الأحداث تمر من مشهد إلى أخر، لأفاجأ بنهاية القصة بأنني عائد إلى وطن مفعم بالجراح.
اسم الفليم الذي عرفته بالنهاية هو " ملاكي إسكندرية" للمخرجة المصرية المبدعة ساندرا نشأت.. وكلمة ملاكي باللهجة المصرية تعني " السيارة الخاصة" وبالطبع إسكندرية هي تلك المدينة الساحرة عروس البحر التي سميت باسم الاسكندر الأكبر.
إحدى زوايا قصة الفيلم تناولت بشكل مبسط صميم فكرة الإنسان ومكنوناته وخصوصياته التي قد يحيا ويموت دون البوح عنها حتى لأقرب الناس إليه وإن كان شريك حياته.
هذه الجزئية أثارت في نفسي تساؤلات عدة أهمها لماذا نؤجل البوح حتى الموت؟لماذا نرفض الاعتراف بالحقائق؟. آياً كانت جميلة أم قبيحة.. مفرحة أم محزنة.. فمهما يحدث من حولنا فنحن بنهاية المطاف بشر لنا حسناتنا وسيئاتنا، نخطئ ونصيب، نصدق ونكذب.. فلا عيب أن نعترف بأخطائنا، ولكننا نأبى إلا أن نتجمل.
إن الحياة والموت حق كما الخير والشر، السماء والأرض، الليل والنهار، الذكر والأنثى، الشيب والشباب.. فكلها حقائق نحاول دائماً وأبدا ألا نعترف بها، نماطل، نهرب، نتخفى، ونعفي النفس البشرية من شرورها التي خلقت مع الإنسان وستبقى معه حتى اللحد.
ولا شك ان مشهدنا العربي العاجز ألوانه ساطعة سطوع الشمس، نتلمسها ونحياها، كما تلمسها من قبلنا أديبنا الراحل محمد الماغوط رحمه الله، ولكن الفرق أنه اعترف قائلا: إن كل طبخة سياسية في المنطقة، تعدها أمريكا، و توقد تحتها روسيا، و تبردها أوروبا، لتأكلها إسرائيل، فيما العرب يغسلون الصحون.
وكما قال الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط الأب المؤسس للتراث النقدي للفلسفة" إن البصيرة تدرك الطبيعة، والعقل يدرك الحرية، وأما القدرة على الحكم فهي تدرك الفن". فالاعتراف بشرعية هيئة أمم تفترش سرير الامتثال الإسرائيلي رغم إبصارنا لحقائق الأمور هو اعتراف باطل، وإدراكنا بتسليم مقدراتنا لتطير إلى أمريكا، ومن ثم تعود لنا مختومة بصك العولمة هو باطل كذلك.. وامتثال سلاح نفطنا العربي لبيت الطاعة الأمريكي باطل أيضا.. وخنوع جيشينا العربية لحكام غير شرعيين باطل باطل.
هذه حقائق ندركها ولكننا كثيراً ما نؤجل الاعتراف بها.. نجنح نحو السلام مع باطل نتخفى وراءه، فنعفي أنفسنا من تأنيب الضمير.. نهرب للامام فلا نواجه أو ربما نحيل مواجهة بواطن الأمور وظواهرها لأجيال لاحقة، فزواج إسرائيل من السلام باطل، نماطل قبل أن نفتح أعيننا عليه.. باطل كزواج عتريس من فؤادة باعتبارها تمثل السلام بحسب رائعة مخرجنا المصري حسين كمال وملحمته" شيء من الخوف".. زواج إسرائيل من فؤادة باطلٌ.. باطلٌ.. باطل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح