الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كابول وبغداد .. عن معنى الدولة ومعنى الطرف الثالث والسلاح المنفلت

جعفر المظفر

2021 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


كابول وبغداد
عن معنى الدولة ومعنى الطرف الثالث والسلاح المنفلت
لا أدري مَنْ ذكرني بِمَنْ .. بعض الأمور تتداخل مع بعضها, ورغم إختلاف المكان فإنها تعطي ذات المعنى. هذا الإنهيار السريع والمتتالي بين صفوف قوات الحكومة الأفغانية أمام جيش طالبان ليس صعبا على الفهم وهو قريب الشبه بما جرى مع حراس الشهيد عبير مدير بلدية كربلاء,. العيب هنا وهناك, في العراق كما في أفغانسان, هو في معنى الدولة, أما النصر الذي تحققه قوات طلبان فهو لا يتأسس, كما في حالة إغتيال الشهيد عبير, على القوة الذاتية لطالبان بل على الضعف المزري لدولة كابول التي بناها الأمريكان على قاعدة الإرتزاق قبل ان يبنوها على القواعد الأخلاقية التي تتأسس عليها الدول.
(دولتنا) العراقية هي كذلك, بل لعل من الخطأ أن نسميها (دولة). الأمريكان لم يبنوا دولة, بل إنصب جهدهم على بناء سلطة وعلى إنهيار دولة, والحالة هنا ليست شاذة على المستوى التاريخي فهي تشبه من الناحية القانونية والسياسية السلطة الفلسطينية بقيادة أبو عباس. العراق محكوم عليه أن يبقى بلا دولة لأنه ولد مشاغب ومثير للمشاكل, لذلك فإن الحديث عن هيبة الدولة, وعن كرامة الدولة هو حديث لا يتفق مع الوقائع, فإن كانت النوايا التي تتحدث به طيبة وحسنة فإن الجحيم نفسه معبد بذلك النوع من النوايا.
الواقع أن الحديث عن وجود دولة عراقية وعن وجود خارجين عن القانون ينطلق من محاولة تدليس كبرى لأنه يخدر الناس وينسيها الفرق الحقيقي بين مفهوم السلطة ومفهوم الدولة, وكيف أن الدولة العراقية لم تعد للوجود في الوقت الحالي ولم تظهر بوادر عودتها للحياة من جديد.
الكاظمي يشارك بالتدليس عن دراية أو غير دراية لأنه في أذكى حالاته وأحلى حالاته سوف يأخذنا إلى الوهم معه لو أنه إستمر بإقناعنا بأنه إنما يحارب الخارجين على قوانين الدولة, لأن محاربة أولئك تبدأ بالحرب على من له مصلحة حقيقية في بقاء العراق سلطة بلا دولة,, ولعل ذلك لن يبدأ إلا من خلال إعادة ترتيب الأوراق من جديد وبناء دولة حقيقية وسلطة لقيادة هذه الدولة بعد بنائها .
وإن معنى السلاح المنفلت يندرج في نفس الخانة. الإصرار على إستعمال المفردة يراد به أن نؤمن أن هناك دولة حقيقية وأنها بجيش محترم وعساكر مؤمنة ومنتمية لمؤسسة لا وجود لها, وهي الآن تمر بحالة إستثنائية ظرفية شاذة تعبر عن نفسها بوجود السلاح المنفلت. هم يريدون إقناعنا بذلك في حين أن العكس هو الصحيح, والأمر هنا يتناغم مع الترويج القذر لمفهوم الطرف الثالث المسؤول عن إغتيال المتظاهرين في وقت يفهم فيها الجميع أن الطرف الثالث هو عينه الطرف الأول, وإنما إختلفت طريقة الإغتيال.
الواقع يدحض بشدة مفردة السلاح المنفلت لأنه في الحقيقة سلاح تقوده وتشرف عليه سلطة الدولة المغيبة.
للسلطة رجال وللدولة رجال.
أما رجال الدولة فهم لم يظهروا للعلن بعد.
ولا أعتقد أن الكاظمي هو واحد منهم, فهو في النهاية يعمل في حدود المسموح الذي إن تجاوزه حتى تراه وحيدا بلا حراس في مواجهة خاسرة مع سلطة السلاح المنفلت والطرف الثالث الذي يظهر عند الحاجة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل