الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تبقى من الوطن... غير الأغنيات العتيقة...

غسان صابور

2021 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


آخر صرخة أطلقها.. من أجل بلد مولدي الضائع...
نعم... وألف مرة نعم... ماذا تبقى من هذا الوطن الذي ولدنا بـه.. غير الأغنيات العاطفية الحنينية الفيروزية... موطني.. لبيروت.. يا شـــآم؟؟؟... ماذا تبقى من بيروت فتوتنا وشبابنا... ماذا تبقى من دمشق.. وتاريخها الإنساني الحضاري الإنساني؟؟؟... لا شيء غير النق والنقيق.. ألا رطة خبز.. ولا بترول.. ولا ماء ولا كهرباء.. ولا بصبوص أمل.. بأن تكف يد العداء والخراب والتجويع.. ضد العاصمتين التي كنا نحب ونعشق ونتغزل فيهما... أما اليوم فكل شيء ممنوع ومحروم... حتى افق بحر بيروت متفجر بمئات أطنان نيترات الأمونيوم العاهرة... من تركوه وخزنوه ليتفجر.. ويدمر.. ويقتل.. يرقصون حول موائد لا تنقصها لقمة من لذائذ الحياة الفاجرة... وكلما أسمع أغنية موطني... أرى رؤوسا قد أينعت.. تحتاج لمقصلة ٍSaint Just ببدايات الثورة الفرنسية... ولكن اليوم شابات وشباب بيروت ودمشق.. لا قوة لديهم ولا ثورة.. سوى صرخات ضائعة... يضحك منها حكام مكرشون منتفخون.. موائدهم تمونها أفخم المطاعم الأوروبية.. وبعض العواصم العربية التي لا تعاني من الأمبارغو الغشيم.. نظرا لقبولها ديكتات الدول التي تدير مصير العالم... يعني من يعيش.. ومن يموت...
وهل تبقى للغلابة الباقين هناك.. بعدما نهش الذئاب.. لقمة حياتهم.. وأية نفحة حياة؟؟؟... لا أعتقد... وهنا... سوف تنتفخ كروش الاعتراض المحلية والمهجرية.. على كلماتي البائسة اليائسة... دون أن بتوقفوا لحظة واحدة عن نهش ملذات موائدهم.. ليفكروا كيف يعيش الأخرون.. أو ماذا تبقى لهم.. من لوازم العيش (ولا أقول الحياة).. لأنه لم يتبق لهم أي أمل بعودة الحياة.. بهذه المدن وهذه القرى التي خطط العجوز كيسنجر.. تمزيقها وحرقها ومحوها من خارطته.. لكل نهاية حياة الشرق الأوسط... إذ راينا ما ما فعلته أمريكا بكل من الفيتنام وتايلاند وغيرها من البلدان الأسيوية... وبعدها أفغانستان.. تتدخل.. لنهش كل ما يؤخذ.. باسم حماية الديمقراطية... ثم تنسحب.. عندما لا يتبقى أي شيء ينهش ويؤكل... وكيف ننسى العراق.. وكيف فجروا العراق.. وها هم فتتوا سوريا.. وخربوا لبنان... وما تركوا لنا سوى بعض الأغاني الفيروزية.. نتعربش بها.. وبعدها.. نسقط بالفقر والعتمة والغيبيات والضلال الدائم...
بدلا من أن تغضبوا من كلماتي يا أصدقاء.. ويا أنصاف الأصدقاء.. كالعادة... تعالوا لتفكروا معي.. وخاصة يا من تنعموا بكل حمايات الهجرة العتيقة... شاركوا على الأقل بالكتابة.. أو المشاركة بالتصويت بالبلدان الأوروبية والأمريكية والاسترالية والكندية التي تعيشون بها.. وتحملون جنسياتها.. وبطاقاتها الانتخابية... علنا نستطيع ــ على الأقل ــ تغيير بوصلة الأمبارغويات التي ساهمت بتجويع أهالينا هناك... على الأقل المشاركة بمظاهرة.. أو كلمة بجريدة أو موقع.. بدلا من الطعن والانتقاد والنق.. وخاصة بمظاهر الحنين المزيف...
هذه آخر صرخة.. أطلقها بعمري المتعب هذا.. من أجل هذا البلد المفتت الضائع.. والذي ولدت به.. ومضيت فتوتي وشبابي.. بلا أية ذكريات تروى.. لأنها ليست ـ على الإطلاق ـ ذكريات إنسانية عادية... رغم أنني أعطيته كل فتوتي وشيابي...
واليوم.. واليوم تعبت من الصراخ.. بأزقة الحياة المعتمة الضائعة...
وغدا.. وبعد غد.. لن تسمعوا ولا أية أغنية عن وطنكم.. عن أوطانكم الضائعة المفقودة... وتعلموا.. إن أردتم أن تفهموا... بما يجري اليوم بأفغانستان!!!... واليوم.. وغدا دور ما تبقى من أوطانكم!!!...
نقطة على السطر... انتهى.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فـــرنــســا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في