الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 7

عباس موسى الكعبي

2021 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


من كتاب: العراق قلب الشرق الأوسط - تأليف: ريتشارد كوك
ترجمة: عباس موسى

كذلك تحسن الوضع في بلاد فارس. وتحت القيادة التي لا تقهر للخبير المعروف السير بيرسي سايكس الذي منحته الحكومة البريطانية صلاحيات كبيرة ، تحولت قوة درك فارسية ضعيفة وغير متجانسة تدريجيًا إلى قوة موثوقة ومؤيدة لبريطانيا. تم أُجبار ضباط الدرك السويديون القدامى، المؤيدون لألمانيا ، على الفرار ، وتم فتح الشوارع والطرق التجارية الأكثر أهمية في جنوب فارس أمام البريطانيين مرة أخرى. في هذا السياق، كانت عملية إعادة ترسيخ سيطرة البريطانيين على البلاد بشكل تدريجي مهمة للغاية بسبب النفط ، و كذلك للتصدي لخطر الدعاية الألمانية التي وصلت إلى البلدان الواقعة في أقصى الشرق.

في بلاد ما بين النهرين ، شهدت فترة نهاية الصيف انعكاسًا تامًا للوضع السائد في وقت سابق من العام. في غضون ذلك، وصلت تعزيزات بريطانية ثقيلة استعدادًا لشن هجوم جديد، وتم زيادة وتحسين مرافق الهبوط والنقل بشكل كبير ، وتم انشاء خطوط مهمة للسكك الحديدية. وفي شهر آب/ أغسطس ، تولى مكتب شؤون الحرب البريطاني في لندن مهمة ادارة قوة بلاد ما بين النهرين، وألغيت مهمة السيطرة غير المجدية في الهند. وفي نفس الوقت وصل قائد جديد للقوات المسلحة إلى البصرة ، متمثلا في شخص الجنرال اللامع (مود).

لم يُبذل أي جهد خارجي للتقدم حتى نهاية العام ، على الرغم من أن الأشهر الفاصلة كانت خالية من أي إنجاز. كان الجنرال الجديد قد عقد العزم على عدم تكرار الإخفاقات السابقة التي تعود الى ضعف التنظيم أو الامدادات، وسعى ليل نهار لتحويل البصرة إلى نقطة انطلاق فعالة وحقيقية للحملة الجديدة. في هذا الاثناء، تم الاستيلاء على عدد قليل من المواقع التركية بشكل مفاجئ في يوم 13 كانون الأول/ ديسمبر. ورغم المعارضة الشديدة، إلا ان الأسابيع التالية شهدت تقدمًا بريطانيًا متواصلاً.

بحلول منتصف شباط/ فبراير ، تم تطويق جميع الدفاعات التركية في الكوت. وفي نهاية الشهر، وقعت المدينة في قبضة البريطانيين. ليس هذا فحسب، ففي الرابع من آذار/ مارس، كانت القوات البريطانية قد تقدمت باتجاه "الموقع المشؤوم" لمعركة المدائن، الذي كان اقصى حد وصلته قواتهم في السابق، لكن في هذه المواجهة ، تراجع الأتراك الى أماكن أبعد، وتحصنوا خلف نهر ديالى، وهو أحد روافد نهر دجلة التي تمر جنوب بغداد. وفي ذلك المكان، اتخذ الأتراك موقفًا حازمًا، لكن جهودهم لم تفلح في مواجهة ضغط المهاجمين. وقبل منتصف آذار/ مارس، وقعت بغداد نفسها في أيدي البريطانيين. وبهذا دخل الجنرال مود التاريخ باستيلاءه على المدينة عبر منطقة الباب المعظم. وسرعان ما توجت المزيد من النجاحات بسواعد البريطانيين. وبحلول الصيف، تم تطهير البلاد من الأتراك حتى شمال سامراء ، وإلى أقصى الشرق حتى الحدود الفارسية.

يتبع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله