الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصولية الدينية والسياسة الغربية !..

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2021 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


التمدد الأصولي الديني في مناطق مختلفة من العالم ليس بجديد ، بل وجدناه في الوطن العربي في خمسينات القرن الماضي على يد الأصولية الإسلامية المتمثلة بالإخوان المسلمين في مصر والعراق وسوريا وفي القرن الحادي والعشرين في تونس المتمثل بحزب النهضة الإخوان المسلمين ، وقبلهم في تركيا الإخوان المسلمين .
وبرزت قطر كراعية للإخوان المسلمين وللحركات الإسلامية المتطرفة ، وتمد هذه التنظيمات المتطرفة بالمال والدعم والإعلام والدعاية والتحريض .
وبعد بروز بعض الحركات وأحزاب الإسلام السياسي الشيعي في العراق وإيران ولبنان واليمن ، وبدعم وتموين وتسليح من قبل نظام ولاية الفقيه في إيران وتزعمهم الأصولية الإسلامية الشيعية بعد نجاحهم في إسقاط نظام الشاه على يد قائد الثورة الخميني .
برزت الأصولية الدينية كقوة لها موقعها على الساحة العربية والإسلامية ، وقد نجح الإخوان المسلمين في الوصول إلى السلطة نتيجة عوامل كثيرة ذاتية وموضوعية ، داخلية وخارجية .
ونجح الإخوان بالوصول إلى السلطة في تونس وفلسطين في غزة ( حماس ) وفي تركيا حزب أورديكان ومن سبقه من الإخوان .
سيطرت السلفية الإرهابية في أفغانستان [ حركة طالبان ] يعد الانسحاب السوفيتي وتمكن هذه الحركة من إسقاط حكومة نجيب الله الشرعية ، وأقاموا بدل هذا النظام حكومة ( متطرفة إرهابية .. من أكثر الإسلاميين تطرف وظلامية ، على شاكلة القاعدة وداعش وجبهة النصرة وبوكا حرام في أفريقيا .
ويجب أن لا يغيب عن الأذهان بأن من دعم طالبان وأمدها بالمال والسلاح ، دول الخليج وعلى رأسهم السعودية وقطر ، وبمباركة ودعم وتسليح الغرب والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ، لتهديد أمن وسلامة الاتحاد السوفيتي وإسقاط النظام الشيوعي في أفغانستان ، ولقد تم لهم ذلك عام 1990 م بإنهيار الاتحاد السوفيتي .
ولا يخفى على أحد بأن الأصولية الدينية بجميع مسمياتها وتوجهاتها ، هي حركات إرهابية متطرفة ، إن كانت إسلامية أو يهودية أو مسيحية أو هندوسية أو السيخ وأي تسميات أخرى !..
جميع هذه الحركات معادية للديمقراطية وللحريات وللتعددية وللحقوق بما فيه حق الإنسان في الحياة .
إن الدولة العبرية الصهيونية العنصرية ، قامت بفقه وثقافة ونهج الصهيونية الدينية المتطرفة ، بدعم ومباركة الإمبريالية الصهيونية الماسونية ، فقد قامت بريطانية وأمريكا والغرب ، بهبة الصهاينة ( دويلة ) على أرض فلسطين وتشريد أصحابي الأرض الأصليين الفلسطينيين ، ودفع هجرات اليهود من مختلف بلدان العالم إلى فلسطين بما في ذلك اليهود العرب من بلدانهم العربية عنوة ودون رغبتهم .
الغرب وهب ما لا يملك ، فلسطين إلى الصهيونية الدينية المتطرفة ، وليس لهؤلاء حق في ذلك أبدا .
لا شك بأن الأصولية الدينية والسياسية ، معاديان بشكل مطلق للديمقراطية وللتعددية وللتعايش والسلام ، والعالم له تجارب مريرة ومؤلمة ، أدت إلى ملايين الضحايا وزرعت في النفوس الكراهية والحقد الأعمى ، لتسود ثقافة الظلام والتصحر ومن أجل إلغاء الوعي الجمعي والتفكير وتلمس الواقع ببصيرة ، والتنكر للحقوق وللحريات وللعدالة وللمثل الإنسانية والتعايش .
إن ما حدث في يوغسلافيا في تسعينات القرن الماضي ، والصراع المركب من تطرف ديني وعرقي ، أدى إلى ملايين الضحايا الأبرياء ، بدعم وتحريض إمبريالي رجعي ، أدى إلى تمزيق يوغسلافيا إلى دويلات ضعيفة مهلهلة ، ورغم مرور عقود ثلاث فما زالت هذه الدويلات تعاني من أزمات اجتماعية واقتصادية وما أحدثته هذه الحروب من ألام وجراح .
كما بينت فإن الأمثلة كثيرة وما حدث من اغتيالات لغاندي ونجلها راجيف كانت دوافعه طائفية متطرفة ، وما يحدث في الصومال وما تقوم به بوكا حرام وما ترتكبه من جرائم مروعة يندى لها الجبين ، وما قامت به داعش والقاعدة وأخواتهما سيبقى ماثلا أمام البشرية والعراقيين ولن تغيب تلك الجرائم وما قامت به الميليشيات الطائفية من جرائم ستبقى راسخة في ذاكرة العراقيين والبشرية .
إن العمل الإرهابي الذي نفذته القاعدة في 11/9/2001 م ضد البرجين الأمريكيين كان مروعا ، وذهب ضحيته الألاف .
هذا العمل الجبان قد خلق ذريعة للولايات المتحدة الأمريكية لتقوم بعمل مجنون وغطرسة وجنون إمبريالي مهين ، باحتلالها لأفغانستان والعراق وإسقاطها نظام القذافي في ليبيا ، والتدخل السافر في شؤون الدول تحت ذرائع وحجج واهية وتهديد للأمن والسلام الدوليين .
الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وبطريقة مريبة ، تدعوا إلى القلق الشديد على السلام في أفغانستان والدول المحيطة في هذا البلد المضطرب منذ عقود ، ولا شك بأنه يخفي ورائه الكثير من الأسئلة والكثير من الأهداف التي أخشى ما أخشاه زعزعة أمن المنطقة والعالم وتأجيج الكثير من النزاعات السياسية والعرقية والدينية والطائفية .
إن تمكين طالبان السيطرة على مقاليد السلطة في أفغانستان ، سينتج عنه حربا ضروس داخليا ونزاعات طائفية وعرقية ، وسيساهم في زعزعة الاستقرار والأمن والسلام ، وسينعكس سلبا على الحدود الهندية الباكستانية الأفغانية ، وكذلك في روسيا وجمهوريات أسيا الوسطى ، ومن المؤكد من وراء هذا الانسحاب سيكون مشروع ضغط على روسيا الاتحادية التي تماثلها العداء أمريكا والغرب ، وهذه الأهداف ليست ببعيدة عن الصين وكوبا والمتغيرات التي أحدثتها قوى اليسار في بلدان أمريكا اللاتينية .
تأثيرات كل هذا على العراق سيكون ضمن السياسة الإنكلو أمريكية والغربية ، وحجم التدخل والتأثير يتوقف على الاصطفاف السياسي ووحدت قوى التغيير المراد إحداثه ، وأعتقد بأن العراق ربما سيشهد خلال الفترة القريبة القادمة متغيرات عميقة في المشهد السياسي ، أنا هنا لا أقصد ما ستحدثه الانتخابات القادمة والتي أشك بقيامها .
على قوى الخير والتقدم في العالم ، التصدي الحازم لمحاولات حركة طالبان الإرهابية للسيطرة على مقاليد الحكم في أفغانستان وبدعم أمريكي غربي في الخفاء وقريبا في العلن ؟..
سيطرت طالبان على أفغانستان ، يعني انتعاش للحركات والأحزاب والعصابات الإسلامية السياسية المتطرفة في العالم وخاصة في منطقة الشرق أوسطية ، وهذا بالضد من مصالح شعوبنا وشعوب العالم والأمن والسلام في أرجاء المعمورة .
14/8/2021 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بعض المثقفين لا يزالون يجترون نفس الاسطوانة
فهيم عبدالفادي ( 2021 / 8 / 16 - 09:31 )
الامر الذي يثير الاستغراب هو عدم بروز كتاب لتفسير هذا التحالف بين السياسة الغربية و الاصولية الدينية الاسلامية و تسهيل الغرب لعملية غزو المسلمين لاوروبا، فلا يزال هؤلاء الكتاب يجترون نظرية المؤامرة و محاربة الغرب للاسلام قافزين على كل الشواهد التي تثبت عكس ذلك و منها تسهيل الدول الغربية لتدفق ملايين المسلمين الى اوروبا و امريكا و التي تسيطر عليها الحكومة الليبرالية العميقة ، لقد تم بناء الاف الجوامع في الدول الغربية ففي لندن و باريس عدد الجوامع و الحسينيات يفوق عدد الكنائس الموجودة فيهما، في خمسينات القرن الماضي كان عدد المسلمين في اوروبا اقل من نصف مليون و الان اصبح عدد المسلمين 70:مليون و تقلد المسلمين لمناصب ادارية عالية مثل محافظ لندن و وزير داخلية و غير ذلك ، كل متابع للامور بصورة عقلانية يتبين له و يتأكد ان الدولة العميقة في الغرب التي تهيمن عليها اقلية دينية و اثنية وجدت في المسلمين خير مكون يمكن ان يساعدها في تحقيق هدفها بتمزيق نسيج المجتمع الغربي و لن تجد حليفا خيرا من المسلمين في جعل اوروبا ممزقة مكونة من مجموعات دينية متنافرة و متصارعة


2 - انتو ما ملليتوا يا استاذ دبش ؟ من يتآمر ضد من؟
حسيب المندلاوي ( 2021 / 8 / 16 - 11:51 )
في الدول العربية و الاسلامية يتم تعليم التلاميذ في درس الدين( ما عدا الذي يتم تلقينه في البيت و الشارع و في الجوامع ) ان الغربيين كفار و هذا بالضرورة يعني حلال غزو دولهم و قتل رجالهم و سبي نساءهم و بيعهم مع اطفالهم في سوق النخاسة و انفلة ممتلكاتهم - و اتحدى اي مسلم ان يقول ان هذا الكلام كذب - بينما في الدول الغربية يعلمون الاطفال ان الناس سواسية و لا فرق بين دين و آخر ( هذه النقطة انا اعتبرها دليلا على سذاجة الغربيين لأن التساوي بين دين يحث على على السلام و يحرم الحرب و القتل مع دين يحرض على فتح الدول و يحلل قتل المخالفين اذا رفضوا الخضوع و دفع الجزية هذا غباء خطير ) و كذلك الغربيين سنوا قوانين فتحوا فيها ابواب اوروبا للمسلمين الهاربين من دولهم و يتم بموجبها منح اللجوء و الجنسية الى المسلمين و اخرى يتم بموجبها محاكمة اي شخص يثير الكراهية الدينية و منها ان يربط بين الهجمات الانتحارية التخريبية و الدين التي يعتنقه المسلمون المتدينون مدفوعين بنصوص من القرآن او يقول كلاما او تصرفا فيه تمييز ديني او اهانة الاديان الاخرى، التعليق له تكملة ،

اخر الافلام

.. فريق تركي ينجح في صناعة طائرات مسيرة لأغراض مدنية | #مراسلو_


.. انتخابات الرئاسة الأميركية..في انتظار مناظرة بايدن وترامب ال




.. المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين يزور إسرائيل لتجنب التصعيد مع


.. صاروخ استطلاع يستهدف مدنيين في رفح




.. ما أبرز ما تناولته الصحف العالمية بشأن الحرب في قطاع غزة؟