الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف حدث ذلك..؟

جاسم العايف

2006 / 8 / 15
حقوق الانسان


المؤتمر الصحفي الذي عقده مدير شرطة البصرة وكالة بدعوة من (برلمان المجتمع المدني العراقي في البصرة) وتناول فيه مسائل عدة و حساسة تشغل بال الرأي العام هنا وفي المقدمة منها ، ما يتعلق بجرائم القتل التي تجري في البصرة ، في وضح النهار بدم بارد وبدقة متناهية وبثقة تامة من قبل منفذين ، ينصرفون بعد التنفيذ بهدوء وطمأنينة وراحة بال ، آمنين غانمين، وبعضهم لا يغادر مسرح الجريمة دون ان يتأكد من أداء مهماته ، ولا يعترض طريقه معترض ! . ولم يحصل ان حضر من يحقق او يسأل او يجمع الادلة والقرائن التي قد تكشف هويات اولئك الذين في الغالب غير ملثمين . وقد تعهد مدير الشرطة في مؤتمره الصحفي بمواجهة التردي الأمني وحوادث القتل والاغتيالات وسيعمل على بسط الأمن في البصرة وملاحقة القتلة ومقاضاتهم وفق القوانين . ولعل ذلك ما لم يتنصل منه أي مسؤول جديد يواجه به الإعلام في اول ظهور علني له ، والأمل ، ولا شئ سواه فقط، يدعونا لان نثق بتلك التعهدات ، لأن الأمل جزء من تمنيات يتشبث بها الناس في هذه المرحلة العصيبة التي يواجهون فيها تردي حياتهم اليومية الشاقة التي تسلمهم لدوائر متتالية من الأزمات التي لا فكاك منها اطلاقا..الأمل في حياة تنسجم مع جزء من تطلعات إنسانية بسيطة مشروعة يقع الأمن في مقدمتها..سنثق بما قاله مدير شرطة البصرة وكالة.. فلا مجال ولا خيار لنا إلا ان نثق بما وعد نفسه به علنا في مؤتمر صحفي كشف فيه عن وجود 2000 شرطي في البصرة لا يجيدون القراءة والكتابة..!! وطلب فيه من مؤسسات المجتمع المدني العمل على تأهيلهم وتعليمهم القراءة والكتابة ،لا ضير في ذلك وهذا من أرقى الواجبات المدنية التي تترتب على مثل هذه المؤسسات..ولكن كيف يمكن ان توضع خطة تعليمية وتدريبية لتأهيل الـ 2000 هؤلاء ؟ أيتم تعليمهم القراءة والكتابة على طريقة راشد يزرع التي لم يجن منها العراقيون زرعا ما..؟. أم بطريقة مكافحة الأمية التي انقلبت لمكافحة الحركة الوطنية التقدمية في أواخر حقبة السبعينيات المعروفة..!!. 2000 شرطي لا يجيدون القراءة والكتابة في شرطة البصرة الجديدة..! من دفع بهم لهذا المسلك.. !؟ كيف تم قبولهم..!؟ من اختبرهم..؟ من قادهم للتطوع في شرطة البصرة..!؟ أي طرف قام بتجنيدهم و من اشرف على مقابلاتهم..!؟ من أعطاهم الموافقة ليصبحوا شرطة العراق الجديد..!؟ ما هي رتبهم..؟ كيف كانوا يعملون..؟ من اشرف على فحص مؤهلاتهم ومستمسكاتهم..؟ ومن يتحمل ذلك؟ ثمة اسئلة كثيرة تتناسل..وعدم معرفتهم القراءة والكتابة ليس نقصا في تكوينهم الانساني فهم غير مسؤولين عن ذلك،وهذه مسألة اجتماعية في اساسها وتداعياتها..لا ندعو لطردهم من وظائفهم قطعا فهذا من الحقوق التي تعتبر مكتسبة ولا يمكن المساس بها لان ذلك يمس أرزاق أسرهم وحياتهم ومستقبلهم..ولكن كم من خريجي الكليات والمعاهد والاعداديات والمتوسطات ، تنافسوا على وظيفة شرطي وتم إقصاؤهم منها بحجج معروفة ، يقع في مقدمتها اشتراطات هي في واقعها استنساخ مكرر لما كان يعمد اليه النظام البائد في ربط المواطنين بعجلة حزبه المقيت من خلال احتكار فرص العمل ، وبذا يتم بعد كل الكوارث الاجتماعية التي عشناها العودة الى الغاء حق المواطنة ثانية وجعله حكرا على من يتحكم في مفاصل السلطة فقط . مَنْ لا يجيد القراءة والكتابة تحول بسهولة الى شرطي ، يعمل على وفق اصول القوانين ويتصرف في ضوء حقوق الانسان الذي يتحدث اغلب مسئولي وزارة الداخلية العراقية وسيظلون يتحدثون عنه.. نثمن في مدير الشرطة وكالة صراحته وكشفه بشفافية بعض نواقص المؤسسة المهمة التي يقودها امام الاعلام ، ونأمل بحملة سريعة جادة لـتأهيل 2000 شرطي في شرطة البصرة لايجيدون القراءة والكتابة..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا والسويد تعتقلان سوريين يشتبه بتورطهم بجرائم حرب


.. بريطانيا تحاول عرقلة عمل المحكمة الجنائية الدولية.. ما القصة




.. نقل أطفال مصابين في القصف الإسرائيلي على مدرسة النازحين في خ


.. In defence of free expression and peaceful assembly in solid




.. شاهد| لحظات اعتقال أسرة منفذ عملية الطعن في كرمئيل بالجليل ا