الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طالبان تعود للحكم في افغانستان وفلسطين لا تزال محتلة

سمير دويكات

2021 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


المحامي سمير دويكات
لست من هواة الكتابة في هذه المواضيع ولكن لأهميته وبعض العلاقة التي تربطنا به كونه جاء بعد دحر الامريكان وكذلك عودة هذه الجماعة التي ارتبط اسمها بالكثير من المواضيع وكونها حركة اسلامية مختلفة، فانه وبعد سنوات الاحتلال نقول وكما تم تناقله ان طالبان عادت لحكم افغانستان ذات البعد الاستراتيجي الكبير وهي دولة مهمة جدا في المنطقة، وهي التي سيكون لها دور كبير في المستقبل كون لها حدود بعيدة عن دولة مثل امريكا وكونها مرتبطة في دولة لها بعد ديني واستراتيجي مثل ايران وباكستان الدولتان المسلمتان.
فبعد عشرين عاما من الاحتلال الغربي وخاصة الامريكي لأفغانستان، هرب الامريكان يوم امس من كابل واعلنت الحركة سيطرتها الكاملة على العاصمة والعديد من الولايات وهي بالتالي المتحكم بكل شؤون افغانستان اليوم، فقد حاربت وصدت الحركة كل العتاد العسكري الامريكي والغربي وفرضت عليهم الرحيل بدون مواعيد سوى ما حدده فريق التفاوض مع الاحتلال الذي لم ينسى او يتجاهل القوة التي كانت سببا لطرد الاحتلال من افغانستان وبالتالي فان المعركة على تحرير افغانستان من الامريكان واعوانهم اخذت الكثير من الوقت والإمكانان ولكنها ربما كانت تستحق.
ما نريد ان نقوله في الموضوع، انني شخصيا لا اتفق مع حركة طالبان ولا مع الحركات الشبيه كون اننا نعيش في وقت يحتاج فيه المواطن عبر العالم ان تتوفر له دولة تعطيه الامكانات والخدمات والحقوق التي يأخذها كل مواطني العالم اجمع، ولا يحتاج الى مجرد شعارات خائبة مثل التي يتغنى بها مسؤولي السلطة الوطنية وهي ادت الى شعور غريب عند المواطن الفلسطيني وذهبت به الى الشعور انه غريب في وطنه، لكن تبقى طالبان حركة استطاعت ان تطرد اكبر قوات موجودة في العالم من اراضيها وهي سنوات شهدناها وشبيه بمحاربة السوفييت في ثمانينات القرن الماضي ودحرهم عن افغانستان.
فلسطينيا كان يجب على السلطة الوطنية ان لا تبقي نفسها عاجزة عن اختيار الطريق الأمثل في مواجهة الاحتلال الصهيوني والذي لا يمكن ان يخرج من فلسطين الا بالقوة وان أي حساب للسلطة الفلسطينية في الربح والخسارة هو رهان فاشل، فأي خسائر في مواجهة الاحتلال لا تعد خسارة مقابل ان تكلل بنجاح في التحرير والنصر فيما بعد، فتجربة افغانستان درس جديد للفلسطيني اينما كان ان الاحتلال لا يمكن ان يرحل الا بالسلاح والقوة المناسبة وهو ما شرعه القانون الدولي في حق الشعب المحتل ان يستخدم كافة الوسائل لدحر الاحتلال وهو ما حصل في افغانستان.
الابعد من ذلك ان افغانستان وهي في يد طالبان كانت صديقة لفلسطين وخاصة وقت ان كانت القاعدة تتخذ منها قاعدة اساسية تنطلق منها الهجمات ضد الامريكان وكون ان طالبان منظمة مسلمة تعمل وفق شرع الله ولو ظاهريا، ربما لا متسع لوضع بعض النصائح لحركة طالبان ولكن ربما استفادة الحركة من التجربة وخاصة انها طلبت من الشعب الافغاني الهدوء وانها ربما ستحكم بطريقة جديدة تحفظ من خلالها السلم الاهلي لكل شعب افغانستان والجوار، وبالنسبة للعالم الغربي لن يكون لها مسالما ولن يفرش لها الطريق بالورود انما سيضع لها في كل دروبها العراقيل وهو ما سيؤثر على طريقة حكمها لان الغرب ودوله مجموعة من اللصوص الذين لا ينظرون لدولنا وشعوبنا الا نظرة غريبة ومتدنية، وهو الامر الذي سيبقي على افغانستان بعيدة ومضطربة ومستهجن العيش فيها، والمعول لها ان تفهم الدول الاسلامية والعربية انه لا حل الا بالتعاون مع نظام الحكم الجديد لكي يضمن استقرار المنطقة كلها.
من المبكر الحديث عن الابعاد الدبلوماسية والسياسية في كيفية تعامل طالبان داخليا وخارجيا، ولكن الامور واضحة للفلسطينيين ان يسلكوا طريق مختلف عما هو موجود لمقارعة المحتل وهزيمته وفرض حقائق جديدة فوق الارض وخاصة بالاستفادة من تجارب بيتا وجنين اللاتي رفضنا وجود المحتل على الرغم من اعداد الشهداء والجرحى وهي تجربة في بيتا تغنى بها كل اطياف الشعب الفلسطيني وحتى العربي والعالمي.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ