الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة المشاركة في المغرب

عبد الواحد بلقصري

2021 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


إعداد :عبد الواحد بلقصري
باحث في مركز الدكتوراه مختبر بيئة.تراب.تنمية بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة

في الحديث عن ثقافة المشاركة

كثر في الآونة الأخيرة، في الحقل السياسي والمدني المغربي الحديث عن المشاركة في شقها السياسي. وذلك مع اقتراب مـــــوعد الاستحقاقات الانتخابية. البعض يتحدث عن اللامشاركة و اللاتسيس بالنظر إلى نسب المشاركة الضعيفة التي طبعت الانتخــــــابات الســـــــــــــــابقة . والبعض يتحدث بنوع من العمومية بكون المشاركة السياسية هي السبيل الوحيد لتحقيق الانتقال الديـــــــــمقراطي.
والبعض الاخر يتحدث على ان نسب المشاركة الضعيفة كانت سببا في فوز الحزب الاغلبي الذي يقود الحكومة منذسنة 2011 وذلك بالنظر الى الطبيعة السوسيو لوجية للكتلة الناخبة التي صوتت لصالحه .

والبعض الآخر..يذهب بعيدا ويتحدث عن المشاركة بشكل قطاعي.المشاركة وعلاقتهما بقطاع الشباب وبقطاع المرأة...ويتم تبرير هاته العلائقية بالأهمية التي يكتسبها هذان القطاعان، كما يتم الإشارة إلى(نسبها الضعيفة التي ترجع إلى أسباب سوسيو سياسية متعددة الأمية والفقر...) ،وبين هذا وذاك يتيه مصطلح المشاركة بين تيهان كل هاته الآراء.


إن الحديث عن المشاركة هو شيء إيجابي ومهم، وبدونه لايمكن التقدم إلى الأمام.لكن قبل الحديث عن مصطلح المشاركة بوجهيه الجزئي micro والكلي macro يجب الحديث عن ثقافة المشاركة.ماذا يقصد بها؟ كيف يمكن ترسيخها؟ وماهو دورهافي تعزيز الحياة الديمقراطية عبر تمثيلية وإرادة حقيقية.


وبالحديث في هذا الجانب عن التجارب المقارنة، أي الدول التي عرفت انتقالات ديمقراطية. وأصبحت نماذج إرشادية بوصفاتها ومؤشراتها، ذات النسب المتقدمة فيما يخص التمثيل والمسائلة، نجد أن تعزيز المشاركة في هاته البلدان اعتمد على مقاربة سوسيو ثقافية ، ثم التركيز لنشر هاته الثقافة على المدارس والجامعات أولا. وعبرتوسيع المشاركة باتجاه الفئات الأصغر سنا عبر ترسيخ التنشئة الاجتماعية والسياسية ثانيا.


وعبر ابتكار آليات التواصل مع الجمهور واستغلال الطفرة التكنولوجية والمعلوماتية في ذلك . وذلك عبر التواصل مع مختلف الطبقات السياية والثقافية والمدنية ..) كل هذا دفع بهاته البلدان عبر ديمقراطيتها المعاصرة، بكون إعطاء الثقة للمجتمع لن يتم إلا بالمشاركة الفعالية التي تعتبر الضمان الوحيد لأي تغيير حقيقي.


ففي الحديث عن هاته التجارب المقارنة عبر كبيرة يمكن الاستفادة منها، بالرغم من الإختلاف في الجغرافيا الثقافية والإقتصادية والسياسية بيننا وبينهم.


إن الحديث عن ثقافة المشاركة مسألة يجب أن تعطى لها قيمتها الحقيقية، ولكي لا تصبح مصطلحا عابرا ومناسباتيا يجب التأسيس لمناخ ديمقراطي بواسطة أم القضايا، وهي قضية المشاركة وقضية تفعيلها تستدعي جهود كل الأطراف وبمشاركة جميع المواطنين.

وهنا يأتي دور المؤسسات التعليمية ودور الأحزاب االسياسية. وبالرغم من أننا ورثنا تراكمات سلبية من منــــــاخ سيـــــاسي كرس اللاتسيس واللامشاركة واللاثقة. وبتكريس المشاركة المجتمعية الفعالة المبنية على وعي مجتمعي حقيقي يمكن أن نبني ثقافة للانتقال الديمقراطي الحقيقي الذي نريده والذي تتطلع إليه مختلف فئات هذا المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استئناف مفاوضات -الفرصة الأخيرة- في القاهرة بشأن هدنة في غزة


.. التقرير السنوي لـ-مراسلون بلا حدود-: الإعلام يئن تحت وطأة ال




.. مصدر إسرائيلي: إسرائيل لا ترى أي مؤشر على تحقيق تقدم في مسار


.. الرئيس الصيني يلتقي نظيره الصربي في بلغراد ضمن جولة أوروبية




.. جدل بشأن هدف إنشاء اتحاد -القبائل العربية- في سيناء | #رادار