الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة الجزائرية تخادع بينما البلاد تحترق

مصطفى عبد الغني

2021 / 8 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


ترجمة مصطفى عبد الغني

مات 71 شخصًا على الأقل في الجزائر نتيجة لانتشار حرائق الغابات في أجزاء كبيرة من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا. كان ارتفاع درجات الحرارة وفوضى المناخ السبب الرئيسي في تلك الحرائق، كما أدى إلى حرائق محتدمة في أجزاء أخرى من العالم. هذا هو واقع التغير المناخي، فارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى انتشار الجفاف والحرائق.

يقول ماثيو جونز، الباحث في مركز جامعة إيست أنجليا لأبحاث تغير المناخ، إن متوسط عدد الأيام التي يواجه فيها حوض البحر المتوسط ظروف مناخية مناسبة لاشتعال الحرائق الشديدة قد تضاعف تقريبًا منذ الثمانينيات. وصرَّح جونز أن “التغير المناخي يفرض تحول المناطق الطبيعية حول البحر المتوسط إلى حالة قابلة للاشتعال بشكل منتظم عن طريق تجفيف الغطاء النباتي وبالتالي تجهيزه للاشتعال”.

ومنذ أسبوعين، سجلت تونس أعلى مستوى لدرجة الحرارة على الإطلاق بما يزيد عن 50 درجة مئوية في القيروان. وتنتشر حرائق الغابات في الجزائر، ففي 2020 تصاعد الدخان من ما يقرب من 44 ألف هكتار من الغابات الجزائرية، يمثل الهكتار ما يعادل مساحة ملعب دولي لكرة القدم تقريبًا.

ولكن حجم الحرائق وشراستها يرتفع كلما ارتفعت درجات الحرارة. يتوقع تقدير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن درجات الحرارة في حوض البحر المتوسط سترتفع أسرع من المعدل العالمي في العقود القادمة. وتحذر الهيئة أن عشرات الملايين من الناس سيواجهون خطر نقص المياه المتصاعد، والفيضانات الساحلية والتعرض للحرارة الشديدة القاتلة.

يبلغ عدد ضحايا حرائق الجزائر حتى الآن 43 مدنيًا و 28 جنديًا. أصدرت الحكومة الجزائرية الكثير من المعلومات حول وفيات الجيش والقليل حول القرويين الذين لاقوا حتفهم. كثير من الذين ماتوا هم عمال ريفيون يعيشون في فقر مدقع وكانوا يحاولون حماية منازلهم ومحاصيلهم. نشر الناس على مواقع التواصل صورًا للقرويين المُحاصرين والماشية المذعورة وسفوح التلال التي كانت تغطيها الغابات وقد تحولت إلى كتلٍ متفحِّمة. بدأ القرويون بالعودة إلى منازلهم بعدما أُجبروا على إخلائها، ليُصدَموا بحجم الدمار. أخبر أحدهم وكالة AFP الإخبارية “لم يتبق لي شيء، لقد تدمرت ورشتي، وسيارتي، وشقتي. لكنني تمكنت من إنقاذ عائلتي، لقد مات جيراني أو فقدوا أحد أقاربهم”.

لقد أجرمت الدولة بتغاضيها عن ذلك التهديد. كانت هناك حرائق غابات في منطقة خنشلة‎ في يونيو الماضي، ولكن لم يكن هناك استعداد جاد لمزيد من الحرائق من ناحية حشد الموارد مثل طائرات مكافحة الحرائق. بدأ نشر تلك الطائرات الآن فقط، والقوى الأوروبية التي أمكنها توريد تلك الطائرات تصرفت بصورةٍ بطيئة للغاية.

حاول الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، التشويش على عدم استعداد السلطات بشكل مقزز حينما وصف أغلب الحرائق بأنها “بفعل فاعل”. وأعلن القبض على 22 من مشعلي الحرائق المزعومين، منهم 11 من تيزي وزو، المدينة الكبيرة في منطقة القبائل، وهي المنطقة التي كثيرًا ما تمردت على السلطة المركزية.

تعيش الجزائر في حالة تمرد منذ عامين، ومنذ شهرين قاطع ملايين الناس الانتخابات كعلامة على معارضتهم المستمرة للنظام الحاكم. كانت نسبة المشاركة في الانتخابات 30% فقط، وهي النسبة الأقل في المشاركة في الانتخابات التشريعية في الـ 20 سنة الأخيرة. ولا تزال القوات المسلحة تحتفظ بالسلطة الحقيقية.

تمثل الحرائق الأخيرة إدانة للنخبة الحاكمة في الجزائر، وللنظام الرأسمالي العالمي الذي تسبب في التغير المناخي.

* المقال بقلم: تشارلي كيمبر – صحيفة العامل الاشتراكي البريطانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د