الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل توقف العدوان الاسرائيلي الأميركي على لبنان، بعد صدور قرار مجلس الامن بالاجماع ذات الرقم 1701 أمس؟

الحزب الشيوعي اللبناني

2006 / 8 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


المستجدات السياسية 12/8/2006
هل توقف العدوان الاسرائيلي ـ الأميركي على لبنان، بعد صدور قرار مجلس الامن بالاجماع ذات الرقم 1701 أمس؟

بعد شهر ويوم على بدء العدوان الاسرائيلي ـ الاميركي على لبنان، وبعد فشل اهداف العدوان، والغاية منه، وبعد المماطلة الاميركية المتكررة في افشال عقد جلسة مقررة لمجلس الأمن، وبعد وضع الكثير من مسودات المشاريع الاميركية والمجملة فرنسياً، إلا أن ساحة القتال الدائرة في الجنوب، والمقاومة المشرفة هي التي فرضت واقعاً جديداً لم تعرفه اسرائيل في مدى صراعها الطويل في المنطقة وفي حروبها المعروفة، وبعد كر وفر في كل قرية جنوبية يدعي العدو انه حقق انتصاراً او انجازاً ما، انقشع الغبار وبأن الميدان ساحة حقيقية للمقاومة الاسلامية تدافع وتصد وتلحق الخسائر البشرية العسكرية بالعدو المحتل، الامر الذي استنفذ كل الحجج الاميركية والمماطلة والوقت، ... حيث افرزت المعركة العسكرية ونتائجها المزيد من الخلافات والتباينات والتحليلات على مستويات عدة، داخلية لبنانية، واسرائيلية ـ اسرائيلية، واوروبية ـ أميركية، واختلطت الأوراق، وانشغلت الدبلوماسية بخطوات حثيثة وحامية حتى صدور القرار المذكور اعلاه، والذي اعلن اليوم على وقع قرار الحكومة الاسرائيلية توسيع رقعة عملياتها البرية العسكرية في الجنوب حتى الليطاني، والمحرجة على مستويات عسكرية وسياسية داخلية لها. ونستطيع القول بان قرار مجلس الأمن الصادر، وكأنه حاجة دوليه لالتقاط الانفاس في المعركة الدائرة، ولإعادة الحسابات بهدوء، ليس على مستوى المستجدات الميدانية فحسب، بل على مستوى المستجدات السياسية ايضاً وتبدلها(الموقف العربي، الموقف الداخلي اللبناني...)

لذلك فإن القرار الصادر جاء نتيجة صمود المقاومة والشعب معاً. والسؤال يكمن في مدى جدية تنفيذ هذا القرار؟ وفي اعتباره مرحلة اولية او هدنة مؤقتة؟ والأسئلة الكثيرة التي يمكن ان تثار لو تمعنا جدياً بكل فقرة من فقرات القرار الصادر حيث يمكننا التأكيد على انه لم يكن ممكناّ حصول مثل هذا الاتفاق لولا استنفاد كل الوسائل المتاحة الاسرائيلية لتغيير واقع المعركة ميدانياً، ولولا التبدل الحاصل لمواقف (فرنسا وحساباتها في لبنان، الموقف العربي والتبدل الحاصل من اعطاء شرعية للعدوان الى احتضان القرار الصادر عن مجلس الأمن...)

ورغم ذلك يمكن ان نرى الكثير من الالغام المؤقتة في حقل هذا القرار والذي لم يلب الحد الأدنى اللبناني، والمتمثل "بالنقاط السبعة" التي اقرتها الحكومة اللبنانية بالاجماع رغم تضمين البعض منها بالمفرق.

- فالاتفاق ابعد الجانب القانوني الدولي لمحاكمة اسرائيل لناحية همجية اعتداءاتها البشرية والحجرية، كون الاتفاق ادان حزب الله كونه البادئ في المعركة، متجاهلاً كل الجرائم والاعتداءات الاسرائيلية بحق لبنان.

- لم يشمل الاتفاق الاعلان عن وقف فوري لاطلاق النار، بل عن وقف العمليات العسكرية، ما يعني ترك الباب مفتوحاً امام اسرائيل وجيشها للتكيف مع القرار واتخاذ ما يلزم من اجراءات عسكرية وفق ما تراه مناسباً، وحسب الحاجة الأميركية ـ الاسرائيلية المشتركة.

- التراجع التكتيكي الأميركي المؤقت بعد فشل العدوان واهدافه ومحاولة خلق فسحه لالتقاط ما يجري، واللعب وفق اوراقها التي باتت معروفة ومنها (الداخل اللبناني...)

- تغافل القرار عن موضوع الاسرى، و ترك موضوع مزارع شبعا خارج البحث لأهداف قد تستخدم لاحقاً مع الأطراف الاقليمية.

- ملاحظة ان كل البنود الصادرة عن القرار والتي هي في مصلحة لبنان تأتي في سياق بنود تمهيدية، اما ما يتعلق منها بمصلحة اسرائيل فإنها تأتي تحت بنود تنفيذية..

يمكن قول الكثير عن القرار، إلا أنه بكل الاحوال لم يكن هذا الاتفاق ليأتي لولا الصمود الشعبي الوطني الرائع والمستمر، ولولا هذه المقاومة الباسلة التي اثبتت مرة اخرى ان لبنان بمقاومته الوطنية والاسلامية وبصمود شعبه، وبالتفاف كافة القوى الوطنية والديمقراطية حول خيار المقاومة لا يمكن جعله ساحة للمشروع الأميركي في المنطقة، ولا منطلقاً "لشرق أوسط جديد" فلبنان لا يمكن الا ان يكون عنواناً للصمود والوطنية والعروبة، مهما حلم البعض بنقله من الضفة الوطنية ـ العربية الى الضفة الأميركية.

- حتى اللحظة فشلت كل المحاولات الدولية لتنفيذ القرار الأميركي ـ الاوروبي 1559، وفشلت كل المحاولات في تحقيق اي هدف من اهداف العدوان الاسرائيلي ـ الاميركي الا اهداف قتل الاطفال والنساء والابرياء الذين دفعوا ثمن هذا الحقد النازي الجديد... ومحاولات بعض قوى 14 آذار ومنهم سعد الحريري القادم على طوافة فرنسية بأذن اسرائيلي ـ أميركي الى بيروت، انما يأتي في سياق الظهور بمظهر المنقذ السياسي، وتسويق فكرة أن الحل جاء بجهوده المضنية في الخارج طيلة فترة العدوان. كل ذلك لن ينفع، إلا اذا اخذنا بمبدأ اللقاء الوطني على قاعدة ان لبنان حقق انتصاراً على المشروع الأميركي ـ الاسرائيلي ويجب العمل سريعاً وبكل قوة للارتقاء الى مستوى المسؤوليات الوطنية لتثمير هذا الانتصار سياسياً لتحقيق خطوة متقدمة نحو بناء دولة القانون والمؤسسات بعيداً عن المحاصصات الطائفية والمصالح الفئوية الضيقة.

لقد اثبت لبنان بشعبه ومقاومته ارادة صلبه وقوية، ولا بد من ان يحبط مجدداً كل محاولات تجويف او تفريغ هذا الانتصار الوطني. بكل ابعاده العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وان تكون مهمتنا المركزية هي في تحصين وتدعيم وحدة الصف الوطني اللبناني منعاً لأي خرق، وتعزيزاً لمواجهة المشروع الاميركي ـ الاسرائيلي المستمر على وطننا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيك سوليفان: -قرار تجميد شحنة الأسلحة، لا يعني أننا سنتخلى ع


.. اتساع رقعة العمليات العسكرية في غزة رغم الدعوات الدولية لوقف




.. معارك ضارية في الفاشر والجيش يشن قصفا جويا على مواقع في الخر


.. -منذ شهور وأنا أبحث عن أخي-.. وسيم سالم من غزة يروي قصة بحثه




.. بلينكن: إذا قررت إسرائيل الذهاب لعملية واسعة في رفح فلن نكون