الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهروب الأخير من فيصل الثالث

عماد عبد اللطيف سالم

2021 / 8 / 18
الادب والفن


أنا ثامنُهُم في ذلكَ التَيه
عدا ذلكَ "الكلبِ" الذي عافَ القبيلةَ نائمةً
في أعراسِ "شيوخها" الغارقةِ في "الدِهْنِ الحُرِّ"
والعسلِ المغشوش.
أنا الرجلُ "الثامِنُ" في حروبِ أبناءِ "المساطرِ" مع الفجر
ذلكَ الرجل شارد الذهن
الذي لم يخذُلْ الحالمينَ يوماً
ولم يسرُق من الجنودِ ذهولَ الذهابِ إلى المُنتهى
في "المحطّةِ العالميّةِ" غربَ بغداد
ولا طاردَ النسوةَ المُتعباتَ منذُ أوّل الفجرِ
في "كَراجِ النهضةِ" العظيم
الذي يشبهُ "قَيْمَراً" مغسولاً
بشاي الخذلانِ الكبير.
أنا ثامنُهم
عدا ذلكَ الكلبِ الذي يشبهُني الآنَ
رأيتُهم يذهبونَ .. لَحِقْتُ بهم ..
وأبصرتُهُم كـ "سامريٍّ" مُعاصِر
وهُم ينامونَ منَ القَهْرِ
هاربينَ من مدينةٍ لَمْ تَعُد لهم
فَنِمتُ طويلاً بعيداً عن أُلْفةِ الأهلِ
أشبَهُهُمْ ، مِثْلُهُم ،
خوفاً من ذلكَ الذي سوف يأتي
من "ملوكِ الطوائفِ" في الزمانِ الجديد.
أنا الذي لا "سوقَ" لي .. ولا "وَرِقٌ" سابِقٌ .. ولا دينارٌ حديث.
أنا الذي يمشي قريباً من حائطِ الرِضا ، تارِكاً شارعَ الروحِ للقادمين.
أنا العابرُ .. كالعابرين
لو أنّهُم نهضوا
لتوَسّلتُ إليهم
أنْ لا يذهبوا إلى السوقِ
فليسَ لنا في المدينةِ
مَنْ يعرِفنا في المدينةِ
والمدينةُ هذه
لن تكونَ لمن يشبهنا في المُدُنِ الأُخرياتِ
وليس لنا عِصْمَةٌ في الساحاتِ "التي تُفْضي لأزِقَّةٍ"
وليس لنا في "الأزِقَّةِ" التي "تُفضي إلى الساحاتِ" رفيق.
أنا ثامنُهُم
عدا ذلكَ الكلبِ الذي مازالَ "يعوي"
في "كَراجات" البيوتِ التي رحلَ آباؤها
تاركينَ سيّاراتهم "الإمبرياليّة" المنشأ
لصغارِ القططِ المُسلّحةِ بـ "صُنِعَ في الصينِ" -الشعبيّةِ – "المُجاهِدة"
تبولُ فيها ، وتموءُ
كما يفعلُ الوقتُ بالحضاراتِ قليلةِ الحظِّ
في ذاكرةِ العائلة.
أنا الذي رأيتُهُم يستيقظونَ ..
فنِمْتُ
لا أُريدُ القيامةَ الانَ ، ولا أريدُ القيامَ غداً
لأنّ لا ضوءَ لي
فيما تبقّى من فائضِ الليلِ هذا
ولا أُلفةَ لي
عندما أتركُ ذلكَ الكلبَ ، الذي ما زالَ يشبَهُني،
"باسِطً ذراعيهِ" على وصيدِ روحي
التي لا تشبهُ الروحَ في شيءٍ
عدا غربةِ الروحِ في هذهِ المنافي الفسيحةِ جدّاً
ولا عزاءَ لي
عندما يتركني ذلكَ الكلبُ
أعوي مع هذا الوقتِ الفائضِ عن الحاجة
مثلُ "عَبدٍ" صغيرٍ في هذا السهلِ الرسوبيِّ المُعَذَّبِ
عند أولئكَ"المُلاّكِ" الغائبينَ عن الأرضِ
في بغداد و بيروت ولندن
الذينَ "توافقوا" علينا بعدَ مائةِ عامٍ
وأصبحوا السيّدَ – الشيخ
"فيصلَ" الثالث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا




.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف