الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمناسبة يوم الشهيد الشيوعي و8 شباط الاسود

خلف الشرع

2021 / 8 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كنا اربعة اخوة واختا واما وابا ,,, تضمنا الحيطان القديمة لمحلة -جديد حسن باشا- وكنت صغيرا آنذاك , خالي الذهن من اية فكرة عن الشيوعية وعن افكار اخي ( زكي بسيم) , الى ان حدث ذلك اليوم الذي وضحت فيه الاشياء الضرورية ,,كان ذلك في محلة -البقجة-قرب مركز شرطة السراي.....رأيت مظاهرة حيث كنت في العاشرة من عمري وكان البعض يحملون -علما-و سارية, ولافتات, وقد لاحظت اخي الشهيد يندفع صوب التظاهرة , ويثبت شعارا كان قد انفصل عن السارية الخشبية, ولم يصعب علي ,ان الاحظ ان له نفوذا على بعض المشاركين في التظاهرة مع اننا لم نتحدث في هذا الموضوع , الا اني استطعت ان اعرف بعد ذلك ان ما حدث لم يكن عفويا وان هناك تنظيما , كانوا يتحدثون عن اجازة -حزب لتحرر المفاوضات مع الاحزاب الاخرى الجبهة الوطنية , ان هناك رجلا يقود دفته, انه -فهد-, وفي ذاكرتي, لاتزال واضحة راسخة صورة رجلا انيقا قصير القامة مع الشهيد صعدا الدرج الى غرفة في الطابق العلوي, وعرفت بعدئذ ان الرفيق -فهد-ينوي الاقامة في البيت لأنه مطارد . كنت اراهما يتفحصان بعض شرائط الافلام والظاهر انها مؤلفات كانت مصورة , كانا يستنسخانها بعدئذ مع ,, مع علم التنظيم , مرة طرق الباب بطرقة غير اعتيادية من فتحة الباب اطل افراد شرطة التحقيقات , لقد عجبت بذلك البرود الذي قابلهم به الشهيد استمهلهم قليلا ,واختفى الرفيق -فهد-عن طريق السطح وغاب عن الانظار ,,كانت حصتي حمل سلة ملآنة ,, اخذ الرفيق الشهيد واحتجز لمدة شهر. لقد بدأت ايام صعبة وبدأت المطاردات ,,استقال الشهيد من دائرته (اسالة لماء) وتفرغ للعمل الحزبي . كنا ننهض في الصباحات نراه فجأة في الدار واحيانا يأتي من يخبرنا بموعد زيارته ,,!الظاهر انه كان يجهد نفسه كثيرا, فقد لاحضنا جميعا ان صحته ليست على ما يرام . وفي احدى المرات شعر بدوار ووقع على الارض ,وتبين ان نزيفا حدث في معدته , وقد نصحه الطبيب (الدكتور اسعد سعاد نيازي) بملازمة الفراش ولكن هذا غير ممكن, سمعنا أن الرفاق قبض عليهم في دار بالصالحية.....وانهم سجنوا في -ابو غريب-. كانت والدتي الوحيدة التي يسمح لها بمقابلتهم ,, كانت في البداية تنقل لهم الطعام , رغم صعوبة وسائط النقل كانت سيارة نقل تقف عند المتحف , مرات تتأخر ومرات لا تأتي . كان يتعين على الوالدة ان تحمل اشيائها المطبوخة وتصعد -لوريات- الجص حتى -ابو غريب-في ايام الحر!, ثم منعت نهائيا. اعلن الرفاق الاضراب عن الطعام ويأتون الى المحكمة ووجوههم شاحبة ويطلبون من الحاكم للتدخل لتحسين ظروفهم , ويعرفون ان هذا خارج صلاحية المحكمة , لكنهم ارادوا تحويل المحكمة الى منبر وندوة سياسية لإشعار الراي العام بمعانات السجناء السياسيون. لقد دخل الاضراب اسبوعه الثاني والمسالة على حالها! يأتون الى المحكمة شاحبي الوجوه , وينددون بالمعاملة السيئة التي يلاقونها على مسمع من الصحفيين والنساء وعوائل الشهداء, ولقد اثار منظرهم احاسيس الناس , وما زلت اذكر صراخ امرأة وتبعتها اخرى , وبدأ العويل من عدة مصادر ,, ولم يترك الر فاق هذه الفرصة تمر دون ان يصعدوها واشاروا عليهنّ الخروج الى الدوائر الحكومية والمطالبة بأطلاق سراحهم, وفعلا خرجت تظاهرة نسائية ومرت عبر الشوارع وسمع الناس ما اراد الرفاق سماعه, وعرف الشعب ان السلطات قد خففت الاحكام الى المؤبد و(15) عاما للشهيد(زكي بسيم) . توالت الاحداث واحيلوا مرة اخرى الى المجلس العرفي بحجة ممارسة النشاط الشيوعي والتخطيط لثورة ضد النظام من داخل السجن , فحكموا مجددا بالإعدام , ونفذ الحكم ليلة (14) وليلة (15) شباط عام 1949....واصبح شباط علامة سوداء في ثوب العراق الذي لم يكن زاهيا...!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو