الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طالبان والوجه القبيح لأمريكا ومأساة الشعب الأفغاني

احمد موكرياني

2021 / 8 / 19
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


ليس من المستغرب ان تترك الولايات المتحدة الشعب الأفغاني ليواجه مصيره بيد من يتاجرون بالدين الإسلامي ولا يفهمون من الإسلام الا القتل والتخلف والعيش في الماضي.
ان الصور التي تصلنا تظهر رعب الأفغان من طالبان، فلا يمكن لاحد تصورها في القرن الحادي والعشرين والشعارات الحقوق الانسان تزين الديمقراطيات الغربية، يرفعونها وقتما يشاؤون وضد من لن يخضع لهم.

ان الشعب الافغاني والشعب العراقي هما من ضحايا الغباء والاستهتار الأمريكي بالشعوب، وهذا ليس بغريب على الشعب الذي استولى على ارض الهنود الحمر وابادوهم، واخلدوا عمليات ابادتهم للهنود الحمر بقصص وافلام وكأنها بطولات رسخت روح التسلط والعدوانية في الشعب الأمريكي، ومن ثم استعبدوا الشعب الأفريقي من خلال شرائهم كعبيد من التجار الاوربيين، وقد زرت احدى الحصون في افريقيا حيث كانوا يجمعون الافارقة، رجال ونساء، صغارا وكبار، ويشحنونهم كالحيوانات في السفن الى الولايات المتحدة الامريكية فيسخرونهم في الزراعة وبناء أمريكا دون مقابل ولا بمعاملتهم كبشر.
ان معاملة الأمريكيين البيض للأمريكيين من غير البشرة البيضاء او من أصول غير أوربية ما زالت حاضرة في اذهاننا، وكان احد نجومها هو الرئيس الامريكي السابق المهرج القبيح دونالد ترامب حيث دعا الى ترسيخ وتفوق العنصر الأبيض في المجتمع الامريكي، وما المعاملة الفوقية التي يتعاملون بها مع الأمريكيين من الأصول الأفريقية بعد تحريرهم من قبل الرئيس ابراهام لينكولن، ودفع ثمن تحرير العبيد بحياته، الا استمرار لسياسة من يدعونهم الاباء الأوائل المؤسسين للولايات المتحدة الامريكية.

ان أقبح تعليق سمعته من الرئيس بايدن " لم نذهب الى أفغانستان لنبي أمة"
We did not go to Afghanistan to nation build

إذا لم يكن هدفكم تطوير أفغانستان، فلماذا بقيتم عشرون سنة هناك بعد ان قضيتم على القاعدة وعلى أسامة بن لادن؟ وصرفتم المئات المليارات الدولارات وآلاف الضحايا وتركتكم أفغانستان مدمرة شعبا وبلدا لتقدموها على صحن من الذهب الى الرعاع اللذين يدعون أنفسهم بحماة الدين الإسلامي وشرائعه، وقد شاهدنا طالبان كيف يقتلون الجنود الأسرى العزل ويقتلون كل من يعارضهم او يتظاهر ضدهم، فهؤلاء الهمج لا يمثلون الإسلام الا عند دويلة القطر الممولة للإرهاب، انهم يشوهون الدين الإسلامي ولا فرق بينهم وبين المغول الترك اللذين لبسوا رداء الإسلام ليغزوا الدول ويجندوا أبناء ورجال المسلمين في حروبهم من اجل الغنائم والسبايا، ولم تكن حروبهم وغزواتهم لنشر الدين الإسلامي، وما تصرفات خليفتهم أردوغان الا ترجمة للاستراتيجية التركية المغولية العثمانية التي دمرت المنطقة وجعلتها متخلفة عن العصر.
فهل المؤيدين لحركة طالبان في الخارج أكثر معرفة من الشعب الأفغاني الذين يضحون بحياتهم بالمئات والآلاف للهرب من افغانستان كي لا يقعوا تحت حكم طالبان؟ وهم ذاقوا الأمرين تحت حكمهم.

ان الشعب العراقي من أكثر الشعوب إدراكا وفهما لما يخافونه الشعب الافغاني من حكم طالبان اللذين يتاجرون بالدين الإسلامي، فقد سلمت الولايات المتحدة الامريكية العراق الى إيران وعملائها من المتاجرين بالدين وبدم آل البيت على نفس الصحن الذي قدموا بها أفغانستان الى طالبان، فحولوا المتاجرين بالدين وعملاء ولي البدعة خامنئي العراق الى دولة فاشلة وشعب فقير لا يجد ماء ليشربه.

العيب ليس في الإدارة الأمريكية، ولكن العيب فينا، فنحن فرقا متنافسة وكل فرقة تنكر الأخرى ولا تتردد في افنائها، فلا نؤمن بالعيش معا Coexistence وننكر وجود الاخرين:
• القوميون العرب ينكرون وجود الشعوب في البلدان التي تولوا حكمها بعد السقوط الدولة العثمانية المغولية والتحرر من الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي.
• الشيعة لم تتخل عن الثارات مقتل الإمام الحسين، وهم اللذين قتلوه بعد ان بايعوه على الخلافة ودعوه الى العراق ليتولى الحكم.
• المغامرين من القيادات العسكرية يتحولون بعد سيطرتهم على الحكم الى سياسيين جهلة ويظنون بإمكانهم إدارة الدول المدنية.
• الهدف الوحيد للأحزاب في منطقتنا، هو الاستيلاء على الحكم، ولا يمتلكون رؤية للتطوير البلدان اقتصاديا، وترفيه شعوبها، وكل من يعارضهم يُقتل او يُسجن او يهاجر وحتى في فترة نشاطهم السري.
• اما بقاء الترك المغول في حكمهم العنصري Apartheid للدولة التي تسمى تركيا فهو عار على الشعوب المنطقة التي تتعامل معهم تجاريا وسياحيا، وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة وجميع المنظمات الحقوق الأنسان في العالم، فالترك المغول هم السبب الرئيسي في تخلفنا وتولي البدوا والعشائر حكم بلداننا.
كلمة أخيرة:
• لا يمكننا ان نحرر شعوبنا وبلداننا من التدخل وسطوة الحكومات الغربية الا بتطهير شعوبنا من المتاجرين بالدين والمذهبية وبالعنصرية القومية.
• لا يمكننا ان نحرر شعوبنا وبلداننا من التدخل وسطوة الحكومات الغربية الا بإزالة حكم البدو والعشائر والوراثة العائلية.
• لا يمكننا ان نحرر شعوبنا وبلداننا من التدخل وسطوة الحكومات الغربية الا بامتلاك شعوبنا للموارد الطبيعية في بلداننا وليس من قبل حكامنا لتوزيعها الى عائلاتهم وعشائرهم او تمويل الإرهاب والإسراف على أنفسهم.
• فبأي قانون او تشريع مدني او ديني يستلمون أمراء السعودية والشيوخ الخليج الرواتب والامتيازات دون ان يعملوا او يخدموا شعوبهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا


.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها أنقذت محتجزا إسرائيليا ح




.. -إغلاق المعبر يكلفني حياتي-.. فتى من غزة يناشد للعلاج في الخ