الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تصنع ارهابيا ناجحا ؟

محمد فُتوح

2021 / 8 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


كيف تصنع إرهابياً ناجحاً ؟!
----------------------------------------
منذ أن أصبح الإرهاب ، سمة ، أو ظاهرة ، تتخطى الحواجز المحلية ، ونحن نرى وجاً قبيحاً من وجوه العولمة ، والذى جعلنا نتحدث عن ظاهرة الإرهاب العالمى ، أو عولمة الإرهاب ، وتدويل الإرهاب ، والتجارة فيه ، كما التجارة فى السلع.
حقاً ، لقد أصبح الإرهاب من أكثر السلع ربحية ، حيث يعتمد على إنتاج أكثر الأدوات إدراراً للربح ، على مستوى العالم ، ألا وهى " الأسلحة ".
تعقدت الشبكة الإرهابية ، وتحالفت الخلايا الإرهابية ، و تناثرت أوكارها ، وبؤرها فى جميع بلاد العالم . واستقطبت لزعمائها وفكرها الإرهابى الدموى ، الشباب من مختلف الجنسيات.
وبات الأمر محيراً. وأخذت أتساءل ، وربما يتساءل معى كثيرون عن طبيعة هؤلاء الشباب ، الذين ينساقون إلى جرائم يذهب ضحاياها أى ناس ، من أى جنسية ووطن ، ومن كل الأديان.
أخذت أفكر فى السمات الشخصية الرئيسية ، التى تمثل القاسم المشترك ، للإنسان صاحب اليد التى تمسك بالمدافع والرشاشات ، وتفجر القنابل ، وقبل أن يذبح الأبرياء من المستهدفين ، يخبىء عيونهم ويجعلهم يقرأون الشهادة ، أمام أسرهم على الإنترنت.
هناك تشابهات بالتأكيد ، فالإنسان لا يولد إرهابياً . ولست من أنصار العالم الإيطالى لمبروزو ، الذى فسر " الإجرام " بكل أشكاله ، بأنه يولد مع الشخصية.
من ملاحظاتى ، وربما أكون مخطئاً ، أن الشخصية الإرهابية تتسم بثلاثة أنواع من " الخواء ".
أولاً : " خواء المعدة " . فالإنسان الجائع ، هو أول واحد يقف فى طابور اليائسين المستعد لأن يفعل أى شىء ، لكى يسكت آلام معدته الخاوية . وإذا كان هذا الجائع ، لا يرى إمكانية أن يأكل بكرامة ، ويجد مصدراً منتظماً للرزق بكرامة ، له ، أولاً ، قبل أن يكون له ولأسرته ، فإنه يصبح مؤهلاً للاستقطاب فى أية أعمال إجرامية .. ثم إرهابية .. بعد أن أغلقت فى وجهه ، ألف باء الحياة.
ثانياً : " خواء العقل " . فالإرهابى الذى بدأ ، بالاستجابة إلى احباطاته ، وآلام معدته ، وإنغلاق طموحاته ، أصبح بالضرورة أيضاً ، مغلق العقل ، لا قضية له ، إلا المضى قُدماً فى الطريق الذى ، حرضته عليه المعدة الخاوية ، والإحباط الأسود ، القادم من بنية محدودة المعرفة والمعلومات ، و موروثاته المستقاة من الذين استقطبوه ، الأكثر محدودية . هذا " الخواء العقلى " ، هو التربة السهلة ، الملائمة ، لصناعة شخصية إرهابية ، قصيرة النظر ، تنساق بسهولة إلى الفكر المتطرف . فالتطرف هو نوع من أنواع الجهل ، إن لم يكن أسوأ أنواع الجهل جميعها . فالجهل وحده ، والانغلاق ، والمحدودية الفكرية ، هى التى تجعل الإنسان يعتقد أنه يملك الحقيقة ، وأن الصواب المطلق ، هو ما يدور برأسه.
ثالثاً : " خواء القلب " . وأقصد به عدم قدرة رجال الإرهاب ، على إقامة علاقة سوية مشبعة ، مع الجنس الآخر ( المرأة ). وهذا ما يفسر لنا ، كيف أن أعنف وأحد ، وأشرس التعصب الذى يوجهه الإرهابى ، هو ضد جنس النساء ، بالتحديد. لا شىء يكرهه الإرهابى ، أكثر من المرأة ، لأنها تجسد له ، فشل رجولته، وتعثر ذكورته فى العلاقة العاطفية ، والجنسية معها . وبالتالى نجد أن جميع فتاوى المتطرفين ، ورؤية الإرهابيين للمرأة ، أن تتغطى من فوق لتحت ، وأن تُمنع من كل الأنشطة المبهجة فى الحياة ، وأن يُلصق بها جميع الصفات السيئة ، المدنسة ، وأن تُحرم من حقوقها ، حتى تلك التى أقرتها لها الشريعة الإسلامية. بذلك هو لا يدافع عن الدين ، أو الشريعة ، أو يحمى من الفتنة ، أو يحافظ على الأخلاق ، ولكنه " ينتقم " من المرأة التى عجز عن إقامة علاقة حب أو علاقة عاطفية معها .. والتى أصبحت تمثل له " رمزاً " ، لفشله فى الاستمتاع ،
بأجمل ما فى الحياة " أن يتبادل الحب مع امرأة ".
" خواء المعدة " ، " خواء العقل " ، " خواء القلب " ، هذه كما أعتقد ، هى الثلاث " خواءات " التى تُميز كل متعصب ، إرهابى ، متطرف .
لابد أن يكون لنا ، وقفة مع كل خواء منها ، حتى نقضى على صناعة الارهابى الناجح ، محليا ، وعالميا .
من كتاب " الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الدينى " 2002








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخواءات الثلاثة
عبد الفادي ( 2021 / 8 / 19 - 18:53 )
بإعتقادي لا يشترط ان تنطبق الخواءات الثلاثة (خواء المعدة ، خواء العقل ، خواء القلب) كحالات عامة لكي ينتج عنها شخص ارهابي ، فهناك ارهابيين خلفيتهم ميسورة ماديا ويحملون شهادات عليا وقلوبهم رحيمة في السابق ولكن في لحظة يتحولون الى وحوش كاسرة ، فيجب ان نبحث عن القوة الخفية التي تجعل الطبيب او المحامي او فنان مشهور كالمغني اللبناني فضل شاكر مثلاً يتحولون من ملائكة الرحمة الى عبيد للشيطان واعداء للإنسانية ، إذن من اين تأتي هذه القوة الرهيبة التي تستطيع صهر عقول مثقفين وتحويلهم الى شياطين ، من يستطيع خلق هذه الطبيعة الفاسدة في إنسان مسالم غير الشيطان نفسه الذي يتقمص صفة الله ويوعد ويغوي البشر في الآخرة بمكافأت كاذبة بعد ان يقتلوا تنفيذا لتعاليمه الشريرة ، إذن لماذا نلف وندور والحقيقة امامنا ، تحياتي واحترامي للأخ كاتب المقال

اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا