الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائحة كورونا تجول المعمورة و العراق يعاني منها بمركزه الأول بين البلدان العربية

محمد جواد فارس

2021 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


القرن العشرين الماضي حمل في طياته التاريخية أحداث تركت بصماتها في التاريخ الحاضر ، ومن أهمها الحربين العالميتين الأولى والثانية و التي كلفت البشرية الكثير من الضحايا بسبب النزاعات العسكرية ، وقد رافق ذلك انتشار الامراض الناتجة عن الحروب هذه ، مما حتم على الأطباء والعلماء العمل الدؤوب في اكتشاف سبل العلاج الجراحي و السريري ، أضافة لتجريب الادوية بعد التشخيص للأمراض ، على الرغم ما بساطة أجهزة التشخيص و بداية ظهور النمو للتكنولوجيا أصبحت هناك سهولة في وضع التشخيص و البدء بالعلاج ،و من الجدير بالذكر ان هناك اكتشافات لعب العلم والعلماء دورا مهما في اكتشافات اللقاحات للإمراض السارية والمعدية منها السل ( التدرن الرئوي ) والهيضة (الكوليرا ) والحصبة و النكاف و الكساح و شلل الأطفال ، وفيروس الحمى الصفراء ، والتهاب الكبد الفيروسي و نقص المناعة البشرية ( الايدز ) وغيرها من الامراض المعدية ، اقدم العلماء على إيجاد اللقاحات الضرورية للكثير من الامراض المذكورة وعملت المختبرات العلمية ليل نهار و هذا ما شاهدناه في لقاح السل والهيضة و الانفلونزا ، واللقاح الثلاثي للأطفال ، هذه اللقاحات انقذت البشرية ، من الجانب الإنساني ، وقد استخدمت الدول الامبريالية العاشقة للحروب بعض الفيروسات في تنميتها مخبريا من أجل الاكثار منها و استخدامها للحروب الجرثومية ،ونتذكر ان نظرية مالتوس حول التكاثر ونظريته كانت تقول (إن وتيرة التكاثر الديمغرافي "السكاني" هي اسرع من وتيرة ازدياد المحاصيل الزراعية و كميات الغذاء المتوفرة للاستهلاك .) و لذلك ان تقليص عدد السكان يمكن ان يكون : اما بالحروب أو بنشر الامراض المعدية السريعة الانتشار بين السكان .

وماذا عن جائحة القرن الحادي والعشرين كورونا

بدء انتشارها في عام 2019 في نهاية العام و اكتشفت في مختبر مدينة وهان الصينية ، وانطلق الفايروس سريعا في الانتشار في أوربا و أمريكا و اسيا وافريقيا وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن الجائحة وحذرت من الانتشار ب اتخاذ إجراءات احترازية منها لبس اغطية الوجه ( الكمامات ) و القفازات و التباعد الاجتماعي ،والانتباه الى الاعراض التي تظهر لدى المرضى وهي : فقدان حاسة الذوق او الشم او كليهما ، ضيق نفس او صعوبة التنفس ، آلام في العضلات ، قشعريرة ، التهاب الحلق ، سيلان الانف ، الصداع ، آلم في الصدر ، احمرار العين (التهاب الملتحمة ) ،

فيروسات كورونا هي مجمعة من الفيروسات التي تسبب أمراض مثل الزكام و التهاب الجهاز التنفسي الحاد ، وقد اكتشفت كورونا 19 في أذار (مارس ) 2020 كما ذكرنا في الصين ، تزداد فعالية كورونا 19 عند الحالات المرضية المزمنة لدى الشخص ومنها امراض القلب الخطرة ، مثل فشل القلب و مرض الشريان التاجي ، واعتلال عضلة القلب ، السرطان ، داء الانسداد الرئوي المزمن ، الإصابة بمرض السكري من النوع الأول او الثاني ، السمنة ، ارتفاع ضغط الدم الشرياني ، مرض الكلية المزمن ، مرض الخلايا المنجلية ) او الثلاسميا ، ضعف الجهاز المناعي الناتج عن زراعة الأعضاء الصلبة ، الحمل ، الربو القصبي ، الامراض الرئوية المزمنة ، امراض الكبد الفيروسي ، الخرف ، متلازمة داون ، الحالات المرضية المتعلقة بالدماغ و الجهاز العصبي ، وأخير اضطرابات إساءة استخدام الادوية .

وفي حالة وجود الاعراض المارة الذكر على الشخص ان يراجع اقرب مركز طبي لأخذ عينة أي مسحة من الانف والبلعوم لمعرفة النتيجة ان كانت سلبية او موجبة ، وهنا يأتي دور الطبيب عندما تكون النتيجة إيجابية في حالة المريض إعطائه العلاج لتناوله في المنزل او ضرورة إدخاله الى المستشفى لحاجته للأوكسجين والعناية المركزة .

ففي عراقنا اليوم هناك معاناة شديدة أولها نقص الكادر الطبي و التمريضي ، وقلة الاسرة في المستشفيات ، والبناء مستشفيات غير مطابقة للشروط العالمية و هناك حوادث جرت فيها منها في قسم الخدج وحدثي الولادة ،و كذلك مستشفى ابن الخطيب ومشفى الحسين في الناصرية و أدت إلى عدد غير قليل من الوفيات ، نتيجة الإهمال وعدم الاكتراث بصحة وحياة الانسان ، وهذا الجانب تتحمله الدولة وخاصة وزارة الصحة ، اما الجوانب الأخرى هو نقص التوعية في مجال توعية المواطنين صحيا من ان هذه الجائحة خطرة تؤدي الى الوفاة ، و يجب على المواطنين اتخاذ التدابير الوقائية ومنها التباعد الاجتماعي في الأسواق وعدم التجمع وإقامة مراسيم الزيارات الخاصة والعامة ، وارتداء غطاء الوجه (الكمامة ).و اخذ القاح وخاصة انه متوفر من دول متعددة منها الصيني ،والروسي ، والبريطاني ، والامريكي ، ولكن للأسف ان هناك دعايات و خزعبلات يقوم بها عدد من المروجين حول اللقاحات ، وهنا يلعب نقص الوعي الثقافي و الصحي دورا مهما في التأثير على السذج من الناس والجهلة ، لذلك ان العراق اصبح الأول بين الدول العربية في عدد الإصابات وعدد الوفيات ، لذا ندعوا أبناء شعبنا للتوجه لأخذ اللقاح و العمل في توجيهات وزارة الصحة من اجل حياته وعائلته و من حوله ، وليكن في سلامة وصحة من اجل بناء وطنه وتحسين الاقتصاد الوطني في العمل ، و ندعوا للبشرية جمعاء الخلاص من هذه الجائحة القاتلة .



طبيب وكاتب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس