الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب الاستنزاف، عبده مباشر واسلام توفيق

مهند طلال الاخرس

2021 / 8 / 19
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


حرب الاستنزاف (الجزء الاول ) كتاب من اصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة سنة 2005، والكتاب يقع على متن 235 صفحة من القطع المتوسط، والكتاب سيرة حية وشهادة تاريخية على فترة حرب الاستنزاف لكل من عبده مباشر و اسلام توفيق، والكتاب جاء اصداره ضمن سلسلة تاريخ المصريين بعنوان «حرب الاستنزاف» لمؤلفيه عبده مباشر واسلام توفيق.

الكتاب يتناول فترة مهمة من تاريخ العسكرية المصرية وهي فترة حرب الاستنزاف ، تلك الحرب التي لم يسلط الضوء عليها رغم اهميتها وطول فترتها، وهي الحرب التي امر بها جمال عبدالناصر بعد النكسة مباشرة، وهي الحرب التي ولدت معاركها من بين ثنايا النشاط المصري في مجال إعادة بناء القوات المسلحة منذ وقف اطلاق النار في يونيو 67 وحتى وقف اطلاق النار في 8 أغسطس 1970 وفقا لمبادرة وليام روجرز وزير الخارجية الأميركي في ذلك الوقت والتي أعلن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قبول مصر لها.

وهذا الكتاب هو في الأصل تسجيل لشهادة كل من المؤلفين عبده مباشر وإسلام توفيق عن المجموعة 39 قتال والتي تم تشكيلها بقيادة العميد ابراهيم الرفاعي بتعليمات من اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية في ذلك الوقت والتي قامت بتنفيذ العديد من العمليات خلف خطوط العدو خلال الفترة من 1967 وحتى اندلاع المعارك في اكتوبر 1973.

وقد كان للمؤلفين شرف الانضمام إلى تلك المجموعة عبده مباشر متطوعاً بصفته المدنية وبموافقة خاصة من عبدالناصر القائد الأعلى للقوات المسلحة واسلام توفيق بصفته قائدا لاحدى سرايا الصاعقة البحرية.

شكلت سيرة ومسيرة كل من المؤلفين عبده مباشر واسلام توفيق ميزة اضافية للكتاب؛ فسيرة البطلين سيرة يتماهى فيها الخاص مع العام وتلخص السيرة الشخصية لكل منهما عن تلك الفترة السيرة الجمعية لاحوال مصر وجيش مصر وتضحياته الجسورة.

فبطلنا الاول عبده مباشر امتاز بانه محرر عسكري كبير ومراسل حربي معروف في الوسط العسكري والصحفي المصري والعربي على حد سواء، كما أنه مكتبة متنقلة في العلوم العسكرية والسياسية، وخبير استراتيجي فى قضايا الصراع العربي الإسرائيلي.

تطوع عبده مباشر في كتائب الفدائيين عام 1951 لطرد الاحتلال الإنجليزي من مصر، وانضم لقوات الحرس الوطني والمقاومة الشعبية بعد نكسة 1967، وكان عضواً مشاركاً في المجموعة 39 قتال التى تخصصت فى ضرب خطوط العدو بقيادة البطل إبراهيم الرفاعي.

تطوع بطلنا بصفة مدنية فى المجموعة 39 قتال المعروفة بقوات الكوماندوز والتى شاركت فى العمليات العسكرية خلف خطوط العدو بسيناء حتى عام 1972 رغم أنه مدني، لكن تاريخه الطويل في العمل التطوعي والمقاومة الشعبية أهله للالتحاق بالمجموعة 39 قتال، وهى قوات كوماندوز تابعة للمخابرات الحربية، كانت مهمتها القتال خلف خطوط العدو في سيناء تحت قيادة البطل إبراهيم الرفاعي، ولذلك مُنح نوط الشجاعة من الطبقة الأولى لتعدد أعمال الهجوم على العدو وأسر العديد من أفراده فى ميدان القتال، كما أمر بمنحه رتبة عسكرية فخرية، وهو أول مدني يحصل على هذه الرتبة بقرار جمهوري، خاصة أنه كان يتطوع للعمل مع قوات الصاعقة والمظلات ومشاركتها فى عملياتها.

اتقن عبده مباشر اللغتين الإنجليزية والعبرية واجادهما باتقان، وحصل على درجة الماجستير فى رسالة عن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، كما حصل على نوط الواجب العسكري ووسام العلم اليوجوسلافي وميدالية النصر من الجيش الثالث ودرع الشجاعة من الجيش الثاني، كما أنه أول مدني يلتحق بقوات الصاعقة والاستطلاع ودرس بكلية الدفاع الوطني في أكاديمية ناصر العسكرية العلياً.

وعن تلك السيرة والمسيرة يقول بطلنا: "في أول استثناء من نوعه فى تاريخ القوات المسلحة، اشتركت فى الطابور العسكري بالزي المدني، وتم منحي نوط الشجاعة من الطبقة الأولى، وصدر قرار بتكليفي برتبة الرائد لأواصل حمل مسؤولياتي بالمجموعة 39 قتال بجانب عملي فى جريدة الأهرام".

ويضيف: "مثلما كان الاستثناء الأول من الرئيس جمال عبدالناصر بقبول تطوعي ملفتاً للنظر ومؤثراً بعمق في حياتي ومسيرتي الصحفية، فإن الاستثناء الثاني بقبول وجودي في طابور عسكري بالزي المدني فى مناسبة تكريم المجموعة 39 قتال كان ملفتاً للنظر بشكل أوضح نظرا لعلنية المناسبة التي تمت تغطيتها إعلامياً".

ولم تقف ميزة الكتاب عن سيرة ومسيرة بطلنا الاول عبده مباشر ولم تقف عند حدوده، بل شاركه سطور كل تلك البطولة وعبر كل صفحات الكتاب بطلنا الثاني اللواء البحري اسلام توفيق، والذي جائت في سيرته الذاتية بحروف من نار وبارود ودم، فكان حقا لصفحات التاريخ ان تحفظ اسمه على مر الزمان وعبر كل الاجيال؛ فبطلنا هذا قام ب 124 عملية عسكرية خلف خطوط العدو في سيناء.

بطلنا اللواء إسلام توفيق هو احد اهم ابطال الصاعقة البحرية المصرية، وهو من قام بتدريب أفراد المجموعة التي قامت بتفجيرات ميناء إيلات الإسرائيلي، وهو بطل الملاكمة في الجيش المصري، وكان أحد أفراد المجموعة 39 قتال الصاعقة البحرية وفرقة الضفادع البشرية ..

سبق وان قام بنسف وتدمير أول كاسحة ألغام إسرائيلية في سيناء وبها قائد الموقع الإسرائيلي مما تسبب في إقالة قائد الجيش الإسرائيلي في سيناء ومعه مدير الموساد في سيناء ..

كانت هوايته أيام حرب الإستنزاف عبور القناة بصفة شبه يومية والإغارة على مواقع العدو والإتيان بقتيل أو بأكثر فى شوال يحمله على ظهره .. ومع كثرة عملياته الفردية وعدم إستطاعته حمل أكثر من ثلاث قتلى .. كان يقطع أيديهم ويأتي بها في شواله .. فتقدمت إسرائيل بشكوى إلى مجلس الأمن بسببه تشتكي عليه بحجة التمثيل بجثث جنودها ..

أسندت له مهمة القضاء على قناص إسرائيلي محترف قنص بعض من الجنود المصريين .. فعبر القناة وليس معه إلا صورة لهذا القناص وسلاح أبيض ومكث فى قشلاقات العدو لمدة ثلاث ليالى .. تصوروا كيف أختفى عن الأنظار طوال تلك المدة ماذا كان يأكل ؟ كيف كان يقضى حاجاته ؟ .. وأخيرا عثر على فريسته و أبى إلا أن يـأتى به إلا حيا وتغلب عليه و أختطفه وعبر به للضفة الغربية من القناة .. والغرابة فى الموضوع أن هذا القناص أتضح إنه دانى شمعون بطل العالم فى المصارعة الحرة ميزان 96 وتم إستبدال دانى شمعون بعدد كبير من الأسري المصريين من أسرى نكسة 67.

وفي عام 68 نشرت إسرائيل صواريخ علي الضفة الشرقية للقناة لضرب جنودنا وقواعدنا علي الضفة الغربية .. فتم تكليف البطل العميد بحري إسلام توفيق بعبور القناة والعودة بصاروخ إسرائيلي منهم لدراسته حتي يتم التعامل معه وضربه .. وعبر إسلام توفيق ومجموعته القناة وعاد بثلاثة صورايخ وليس صاروخ واحد.

وبعد حرب أكتوبر كان اللواء بحري إسلام توفيق مستهدفا من قبل الموساد الإسرائيلى حتى معاهدة كامب دافيد والتي كانت فى بعض نصوصها منع التعرض له حيث أن إسرائيل رصدت مكافئة بمليون ج لمن يأتى برأسه .

اللواء بحرى إسلام توفيق هو أحد أفراد المجموعه 39 قتال وشارك فى حرب الإستنزاف لمدة أربع سنين فى 124 عملية خلف خطوط العدو وحصل على :
نجمة الشرف العسكريه
النجمه العسكرية مرتين
نوط الشجاعة من الطبقة الأولى
نوط الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة
ميدالية الترقية الاستثنائية من نقيب الى مقدم
خطاب شكر من سياده الفريق محمد فوزى وزير الحربيه فى هذا الوقت .. وأحيل إلى المعاش فى عام ١٩٨٤ ، والآن يبلغ من العمر ٨٢ عام ولازال على قيد الحياة يروي سيرته للاجيال، مقدما لنا سيرة تستحق ان تروى وتاريخ يستحق ان يبقى، فجزاه الله عنا خير الجزاء، فله ولامثاله ترفع القبعات.

بقي ان نقول بان الكتاب يتضمن توثيق لاهم العمليات الفدائية التي قامت بها القوات المسلحة المصرية باجهزتها واذرعها المختلفة بما فيها تلك العمليات التي اشترك فيها ابطال ومغاوير قوات العاصفة تلك المجموعات الفدائية التابعة لصفوف الثورة الفلسطينية.

الكتاب قيم جدا، ويعد شهادة تاريخية ومرجع مهم لتوثيق نضالات وتضحيات وبطولات الجيش المصري والجهات والاشخاص والتنظيمات المتعاونة معه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز