الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتعاونون العرب !!

حسن مدبولى

2021 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


من غير الضرورى الإستغراق فى تفاصيل أعداد ونوعية وانتماءات من تعاونوا مع العدو الأجنبى فى أفغانستان ، وقد بات معلوما أن ذلك العدوان الهمجى شاركت فيه غالبية دول المنظومة الغربية بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة واسعة من الدول الأوروبيةوعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ، ولم يقتصر الامر على اوروبا بل أيضا شاركت دول أخرى من خارج أوروبا مثل إستراليا وكندا إلخ،
وكما حدث أثناء غزو نفس تلك القوى الغربية للعراق ومن قبله فيتنام ، إستخدم هذا التحالف الغربى مئات الآلاف من الخونة ( الذين أطلق عليهم المتعاونين) حيث ساند هؤلاء الخونة العدو الغازى ومهدوا له الأرض ليعيث فسادا، بل إنهم شاركوه حتى فى تنكيله وسحقه وقتله لإخوانهم وأبناء شعبهم مقابل الدولارات والوظائف ؟
فهؤلاء الخونة كانوا مثلا يساعدون الغزاة على إخفاء عملياتهم القذرة ، مثلما كشفت عنه فضيحة عمليات تدريب المجندين الإستراليين الجدد لإثبات جدارتهم العسكرية عبر إجبارهم على قتل الأبرياء الأفغان العزل بدون معارك ، فقد كان جنود الجيش الاسترالى فى افغانستان يقبضون عشوائيا على بعض الأفغان ثم يأمرون المجندين الجدد بقتلهم ،وكان الجندي الجديد يختار شخص أفغاني مدني أعزل ويقتله بنفسه ، وكان كل جندي يتفنن في طريقة القتل ، فمنهم من يضرب الضحية بالرصاص، وبعضهم كان يقوم بذبحه بسكين ، وكان هناك جنود يختارون ان يحرقوا ضحاياهم ويشاهدونهم وهم يتعذبون ويموتون حرقا ؟
وأى جندى كان يقتل اكبر عدد من هؤلاء العزل المساكين، يتم تكريمه وتثبيت أقدامه بالخدمة العسكرية!
المفجأة هى أن تلك المذابح المرعبة كانت تتم بمساعدة أفغان خونة وعملاء كانوا يساعدون جنود الاحتلال لإصطياد الضحايا وتقديمهم للجنود ، ثم وبعد إنتهاء حفلات التعذيب والقتل كان هؤلاء المتعاونون يتولون إخفاء الجثث والتخلص منها ؟
ولم تكن تلك هى الفضيحة الوحيدة التى شارك فيها هؤلاء( المتعاونون) فبعضهم كان يعطى معلومات محددة للقوات الغربية لكى تقوم بقصف أهداف بعينها، لدرجة إنه تم الإبلاغ عن إحتفال للأطفال بمناسبة إتمام حفظهم للقرآن الكريم، بحجة وجود بعض الأفراد من طالبان فى الحفل الذى أقيم بمدينة قندوز عام 2018 ، مما ادى إلى قيام الطائرات الأمريكية بقصف الحفل وإستشهاد أكثر من مائة طفل، هذا غير عمليات الإبلاغ عن الأعراس والأفراح أو حتى المآتم ليتم قصفها وقتل آلاف الأبرياء !
بالإضافة إلى المساندة الغير محدودة من هؤلاء المتعاونين مثل العمل بالترجمة ، وكمرشدين للطرق والمناطق والأماكن الوعرة ، وحتى كسائقين وموردين للعاهرات !!
وقد لاحظت المقاومة فى العراق وافغانستان ذلك الدور القذر والخطير الذى كان يؤديه هؤلاء( المتعاونين) فبدأوا يركزون على التخلص منهم بشكل ممنهج ، وكان من أشهر عمليات التخلص من بعض المتعاونين هى عملية اقتحام واختطاف بعض العاملين فى شركة التليفون المحمول التى أنشأها المحتل الاميركى فى العراق بواسطةأحدرجال الاعمال المصرين
( المتعاونين) !!
بقيت نقطة أخيرة وهى إنه ينبغى التنبيه إلى أن الدور القذر( للمتعاونين) لايقتصر على وجود المحتل الأجنبى بشكل مباشر فى دولة ما، فالعالم العربى و بصرف النظر عن انظمة الحكم الرسمية ورجالها ، يمتلئ بملايين ( المتعاونين ) الحاليين والمرتقبين،تعرفهم جميعا من لحن القول ، ومن تحيزات المواقف ضد الثوابت والمقدسات، ومن تلويثهم لكل جبهات المقاومة العربية ، وأيضا من مساندتهم للقمع والقهر والإستئصال، وكذلك من خلال تغاضيهم الواضح عن العديد من ممارسات الغرب وعدوانه وهيمنته على بعض بلداننا، وكذلك تبريرهم للمذابح التى ترتكب ضد الأقليات المسلمة بالعديد من الأماكن بأنحاء العالم ، حتى فى القضية المركزية للعالم العربى تجدهم يحاولون إدانة الفصائل الفلسطينية ، بل ومدح الصهاينة أحيانا بحجة مكافحة الإرهاب !!
والاخطر من كل هذا هو تأييدهم لكافة محاولات إجتثاث الهوية الإسلامية فى مصر والعالم العربى تحت حجج التنوير ومقاومة الظلامية ، وكذلك جرأتهم اللامحدودة ضد الرموز والثوابت الإسلامية، فيما يتحولون إلى نعاج منبطحة إذا ما تعلق الأمر بثوابت أخرى ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابو علي
عدلي جندي ( 2021 / 8 / 20 - 10:13 )
قلبي معاك
شاء وما قدر فعل ولا اله الا الله

اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو