الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية - 2

نزار رهك

2003 / 5 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية (2)


www.Rahakmedia.com

 

إن خرق وإنتهاك حقوق الأنسان وعدم الألتزام بالمعاهدات الدولية خاصة التي تتعلق بالتعامل مع السجناء والأسرى هي صفة من صفات الأنظمة والأحزاب الفاشية وقد كانت ألمانيا النازية قد أجرت التجارب الكيمياوية والبيولوجية على الأسرى والسجناء السياسيين عدا حرمانهم وهم في الأسر أو السجون من أبسط المقومات الأنسانية . وفي مثلنا العراقي يبرز صدام حسين في مقدمة مجرمي الحرب الذين فاق أساتذته النازيين لا في التعامل اللاأنساني مع السجناء السياسيين بل الى أبادتهم الجماعية بالكامل مما أثار غرابة ودهشة حتى الدول والقوى التي كانت تقف الى جانب هذا النظام البربري مأخوذة بخداع وكذب إعلامه الفاشي . ويتسائلون لماذا قتل آلاف السجناء ؟ ووجودهم  على قيد الحياة في السجون سوف لن يهددوا نظامه . لماذا زهق هذه الأرواح ؟ ونقول لهم إن الجواب سيأتيهم عندما يمثل هذا المجرم أمام محكمة الشعب.

إن من يخوض الحروب وحتى العادلة منها عليه أن يلتزم بالقوانين العالمية والأنسانية وخاصة منها معاهدة جنيف التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة والمتعلقة بالتعامل الأنساني مع أسرى الحروب. ومن يخرق هذه المعاهدة والقوانين الدولية فسوف لن يكون سوى مجرم حرب ولن يكون هذا الخارق لها سوى فاشيا أو ممارسا للأساليب الفاشية حتى وإن كانت هذه الخروقات بحجة النضال ضد حكومة فاشية. وفي العراق فأن الجنود مهما كانت مسميات وحداتهم هم من أبناء شعبنا المجبرين على الحرب والمجبرين على إطاعة الأوامر .

في كتاب صدر في لندن عام 1999 لكل من روي كوتمان ودافيد ريف يحمل إسم جرائم الحرب

(Crimes of War : what the Public should know ) 1999 by W.W. Norton &

Company, London

 وهو معزز بالصور التي لاتقبل الدحض نقل عن الصحفي كورت شورك الذي كان حاضرا لجريمة إبادة قام بها مقاتلوا جلال الطالباني في السليمانية عام 1991 بحق 125 جندي عراقي إلتجأوا الى إحدى البنايات بعد قتال دام أكثر من ساعة  وأعلنوا إستسلامهم وقد رأى الصحفي علامات الأستسلام (رغم جهله بالعربية أو اللغة الكردية ) لكن المقاتلين الأكراد قتلوا جميع الجنود المستسلمين واحدا تلو الآخر . وقد كان بينهم جرحى وقد شاهد بأم عينه مقتل هؤلاء الجنود وقد كانت أيديهم فوق رؤوسهم وهم يقادون خارج البناية وقد رأى بالقرب منه سبعة جنود عراقيين تم إبراكهم على الأرض وماهي إلا دقائق وقد تم إطلاق النار عليهم. ويستطرد بأن كل الجنود العراقيين الذين رأيتهم خارج هذه البناية كانوا غير مسلحين ولا أحد منهم يستطيع المقاومة وقد تم إعدامهم جميعا ..وعند دخوله الى البناية يقول أرعبني المنظر إذ كان مايزيد على 75 جنديا تتكدس جثثهم في قاعة صغيرة ولم يكن أحد منهم مسلحا وكان أغلبهم على مايبدوا جرحى قبل أن تنتهي المعركة ..كان المسلحون الأكراد يفرغون مخازن الكلاشنكوف واحدا تلو الآخر على جثث الجنود ليقتلوا من لم يمت بعد. أحد الأكراد المقاتلين لم يطلق الرصاص على الجثث بل أخذ قطعة بلوك كونكريتية وأسقطها على رأس أحد الجنود الذي لم يمت بعد بجروح الأطلاقات النارية. وفي خلال نصف ساعة قتل كل الجنود العراقيين المحتمين في البناية وقد كان عددهم 125 جنديا . وينهي الصفحة بجملة إن قتل هؤلاء الجنود رغم إستسلامهم هو جريمة حرب .)

إن هذه العصابات الفاشية عملت كجيش مرتزق مع القوات الأمريكية وكانوا يطلقون النار على الجنود الهاربين من محرقة الحرب . كان الهاربون غير مسلحين إذ تركوا أسلحتهم في المواقع التي تعرضت لقصف الطائرات الأمريكية.

 والطريف في بعض التصريحات لهذه القيادات هو تبديل نبرة التحريض والدعاية ، احياناً يتهمون معارضيهم او اعداءهم بأنهم عراقيين وليسوا اكراداً عندما تدور المشكلة في مواجهة الحكومة العراقية ، واحياناً بكونهم عملاء لدولة اقليمية معينة عندما يكونوا في تحالف مع الدولة المعادية لها ، وان الآ خر منحرفاً ومعادياً للأكراد عندما يتحالفون مع النظام العراقي في مواجهة منافسيهم وهم على استعداد لارتكاب المجازر من اجل مصالح محدودة توفرها علاقاتهم مع النظام العراقي ( مجازر بشت آشان ) ، وهم على استعداد لارتكاب مجازر جديدة واثارة جديدة للمشاعر القومية في مواجهة التركمان والعرب ( المحتلين ! ) وفي احدى لقاءات قناة الجزيرة قال احد مسؤوليهم جملة( عندما احتلها الجيش العراقي الغاشم !!. يقول هذا المسؤول ان ( هؤلاء هم من اهالي كركوك ( مؤشرا على من معه) ويريدون الرجرع اليها بعد غياب دام عشرين عاماً ! ) وبمحض الصدفة شاهدت ثلاثة من اهالي السليمانية من بين هذه الجمهرة .

وللعودة الى موضوع الفاشية فأن الفاشيين هم أكثر المعادين الى وطنهم أما أهدافهم القومية فهي لن تكون إلا مدخلا لمحاربة الوطن وهو السبب الذي يقف وراء رغبة المحتلين الأمريكان والبريطانيين في وضعهم كقوة سياسية أساسية لتشكيل حكومة عراقية تخضع لا لمصلحة الوطن بل لتنفيذ المصالح الأمريكية. وهم يتخلون بسهولة عن أي مبدأ كانوا يطبلون له لعشرات السنين طالما كانت هناك منفعة مادية مقابل هذا التخلي .

لقد قرأت في الأول من آيار موضوعا في موقع الحوار المتمدن للكاتب خالد صبيح عن جريمة بشتاشان التي أرتكبتها عصابات جلال الطالباني الفاشية بحق أكثر من 120 مناضلا عربيا وكرديا من الأنصار الشيوعيين العراقيين و كرس موضوعه في التذكير بجريمة أخرى أرتكبت بحق مناضلين عراقيين من قبل عصابات فاشية كردية هي (الأتحاد الوطني الكردستاني) أوالجلاليين تدعي لنفسها اليوم بأنها ممثلة للشعب الكردي وهي مناسبة لأحيي الأخ خالد صبيح على إحياءه لذكرى هؤلاء الشهداء العرب الذين حملوا السلاح دفاعا عن الشعب الكردي ليلاقوا على أرض النضال سكاكين الغدر والجريمة على يد من يجلسون الآن مع المحتلين ليكونوا قادة للعراق بعد إن كانت العراقية أو كلمة العراقي هي شتيمة ونقد يوجهها هؤلاء بوجه منتقديهم أو خصومهم السياسيين من الأكراد.

 

وللموضوع بقية









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا