الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاعق الاحذية...!

رياض العطار

2006 / 8 / 16
كتابات ساخرة


يسمونه في العراق، المتملق... و في سوريه، اللقلوق، وفي لبنان، ماسح جوخ،و الفرنسيون لكثره احتقارهم لمثل هذه الشخصيات يطلقون عليه ( لاعق الاحذيه )، السياسيون يصفونه ب الانتهازي و الوصولي... اما روفائيل ميكافيلي ( مؤلف كتاب الامير ) فقد وصف الملق بانه مرض... و تحدث في كتابه هذا عن حواشي الملوك... اما الدكتور علي الوردي فقد وصف هؤلاء بـ ( وعاظ ا لسلاطين )، و كممارسه مرفوضه و مكروهه سميت من قبل بعض الكتاب و المثقفين( الثقافه الانتهازيه ) ، هذه الثقافه التي انتشرت بشكل واسع في الكثير من المجتمعات ( سواء ان كانت هذه المجتمعات في الدول الاوربيه او الناميه..)، حيث اوصلت ممارسيها الى بعض المناصب المرموقه و الشهره، و على سبيل المثال الكاتب الكبير(شاتو بريان) الذي رشح نفسه ذات مره الى منصب رئاسه الجمهوريه الفرنسيه والسياسي المخضرم ( تاليران ) و ( بيير بيزار )، الامين العام لحركه ( لاعقي الاحذيه ) الذي ترأس المؤتمر الاخير للحركه و القى كلمه جاء فيها : (... يتهموننا بأننا عوره في المجتمع الفرنسي، ولكننا ضروره لا يمكن الاستغناء عنا و يتعذر ان ينجح اي نظام حاكم بدون الاستعانه بنا، و الاصغاء الى نصائحنا، نعم نحن
فخورين بالعمل الذي نقوم به، و لابد من ان نحتل مكاننا في المجتمع، و كفانا اهانه و ازدراء و اهمال... ).
و في نفس السياق كتب الدكتور غسان الرفاعي ( كاتب سوري مقيم في باريس ) قصه شاب فرنسي، كان يتغيب عن الدوام و لا يؤدي عمله الذي يكلف به، و يثيراستفزاز الاخرين...طلب لاعق الاحذيه الذي يرأس الشاب في موقع عمله اضبارته فقرر تسريحه من الوظيفه. بعد سنوات و اذا بهذا الشاب المسرح من الوظيفه يصبح وزيرا يمثل الحزب الاشتراكي الفرنسي.
بادر لاعق الاحذيه الى اصدار تعميم، طلب فيه من كل موظفي الوزاره، ان يجتمعوا امام الوزاره لاستقبال الوزير الجديد ( ابن الوزاره البار ) كما اطلقت عليه، و حينما وصل الوزير بطلعته البهيه القى لاعق الاحذيه كلمه حماسيه امتدح فيها الوزير الجديد و كفائته و نظافه يده، و توقع ان تصبح الوزاره ارقى وزاره بفضل ارشاداته و توجيهاته... يقول لاعق الاحذيه، لقد لامني كل موظفي الوزاره على ( رخصي و نفاقي ) و سألوني كيف اجيز لنفسي ان انافق و العق حذاء الوزير، و كنت قد سرحته من الوظيفه سابقا بسبب اهماله و تغيبه عن الدوام. لقد وصف تروتسكي هؤلاء : ( ان طبقه الاداريين المنافقين الذين يمتدحون كل ما يصدر عن القياده، هم سبب البلاء في تشقق اي نظام تقدمي... ).
و تحضرني بذلك كتابات احدهم قبل سقوط النظام البائد الذي كان يكرس كتاباته لمهاجمه المرجعيه في النجف الاشرف متهما رموزها باستغلال الاموال لمصلحه الابناء و الاحفاد و الاصهار، كما اتهم هذه الرموز بأنهم غير عراقيين و من اصول ايرانيه ( كـأن ذلك وصمة عار و انتقاص من الفرد ... ) و بعد سقوط النظام انقلب مادحا أيه الله العظمى السيد علي السيستاني ( المرجع الاعلى لشيعه العراق و العالم )، و اقترح منحه جائزة بوبل ! و انضم لاحد الاحزاب المشاركه في الحكومه وحصل على منصب اعلامي !
و اخيرا ان هؤلاء الذين نقصدهم هم ممن يتقنون ممارسه الثقافه الانتهازيه و انا لا اقصد على الاطلاق من تخلى عن قناعاته السياسيه فهذة القناعات غير ثابتة و قابلة للتطور ( او التراجع ) و لا ضرر بذلك و انا واحدا منهم، بعد مراجعة متأنية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته