الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثالوث محرم ومثلث نحْس يطارد الرواية!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2021 / 8 / 22
الادب والفن


قبل أن أخط عبارة بصفحة بيضاء، خاليّة من الأوهام، على واجِّهة الكيبورد، أراجع ذاتي، بتأملاتٍ ميتافزيقيّة! أي رواية أكتب؟ وأي دار نشر مستعدة لتبنيها، وأي قارئ في بالي؟ ثلاث جهات شاقة، إذا تخيَّلت هذا الثالوث بدولة عربية...فالرواية لتمنح تأشيرة مرور، يُشْترط تجنبها الثالوث المحرم...الدين، الجنس، السياسة... لكن لا تقترِب من المٌحرمات رغم كلّ ما فيها يصرخ بأسوأ من المُحرَّم، بالزيف...
إنها عاهِرة ولكنها مستقيمة، مع احترامي للعاهرة كامرأة، فهي مقبولة بكلِّ ما تزْخَر به من ترهات، فُسق وزيف وسطحية وتجد دور النشر العربية، تتسابق على نشرها لأنها تحتوي على ما يطلبه العقل والقدم العربيين!تمامًا كالأفلام العربية، التي لم تسْلم منها حتى روايات نجيب محفوظ، فأفسَدتها...
كتب محفوظ رواية الحب تحت المطر، احتجاجاً على وضع حرب 5 حزيران 1967، وحين شوِهت إلى فيلم مجَّدَت حرب أكتوبر التي لم يأتي ذكرها بالرواية الأصلية...
يجري تفعيل الرواية بكلِّ ما يطلبهُ القارئ، لكن يظلّ التفشيل قائمًا،فالتأليف بالساحة الخليجية، خاصة والعربية عامة،يخضع لرغبة الدولة والموزع والناشر والقارئ، ولا رغبة للكاتب إلا إذا قبض سنتات لا تغني أو تُسِمن... فالقراءة بحالة كسل وخمول، لأي رواية خارج السرب...فانظر إلى ما تنتج دور النشر الخليجية وخاصة الكويتية، سترى قارئ من كوكب آخر غير الأرض، وتأمّل محتوى الرواية، وكأنهاجسم إنسان مريض من الداخلوصحي من الخارج... دولاب النشر لا يعكس حركة للتأليف، بل مطبخ لذوي الشراهة بالأكل... حالة الكتابة والنقد متراخيّة، بل وفي بعض أو ميِّتَة سريريًا، ثمةنحس يتعقبرواية، أي رواية عربية، تُفصِح عن المسْكوت عنهُ أمامها خيارين، الانتحار أو الاعتقال في عقلِ المؤلف...ولو جرؤت دار نشروحيدة مغامِرَة على تحدي المسكوت عنه ونشَرت، ستُقاطع من قبل معارض الكتب ولجان الجوائز...
وحدها الروايات الحائزة على نوبل تتخطى الاعتقال...فالأصل في هذه المحطات العربية المحاطة بالكسل الثقافي أن يكون نصيب القراءة بالنسخ محصورٌ في خانة المئة، والمحظوظ من سيتخطىالألف...إلا طبعاً ما نُشر تحت عناوين الإثارة والمحتويات التي تُغازل الشبيبة الجائعة للحب والغزل والخيانات الزوجية، وقليل من البهارات الجنسية والدينية...
قراء جون شتاينبك أو أنطونيو سكاربيتا أو غابرييل غارسيا ماركيز، في مدينة أوروبيةفقط يتخطى قراء العالم العربي بأسرهِ، هذا ليسنحْس يطارد كاتب أو رواية،بل هو نحْس قارئ لا يجيد سوى رواية غزل صحراويّة، بلهجة بدويّة، ودار نشر نفطيّة، ثرية جدًا تعتبر جبران خليل جبران مُحرم ويجري تحت نظرها حرق كتبه، مقابل طباعتها مئات الروايات وكتب الذات الرخيصة، مع أشعار قبليّة هذا حدث في دولة خليجية...ماذا تنتظر إلا أن يلاحق كلّ من فكر وتجرأ وانجَرف يكتب رواية؟ وإذا كان هذا النحْس ورائهُ القراء الذين اختاروا مرغمين بنضوبِ التمييز، كتب الشعوذة والسحر وعذاب القبر والأبراج وطبخ المعجنات، فما مبرِّر وحجَّة النقاد الذين بدا وكأنهم اخْتُطِفوا من قِبل غزاة فضائيين ليحجبوا الرواية عن أقلامهم؟!
اِبحث عن السبّب وسترى ثلاثة أطراف متواطِئة في جريمة التجهيل، دار نشر وقارئ وناقد، وجهة رسمية ترعى هذا الثالوث...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كندة علوش ملهاش في الأكشن وبتمنتج معايا أفلامى .. عمرو يوسف


.. كيف برأ الباحث إسلام بحيري فراس السواح و يوسف زيدان من التط




.. -للحديث عن الغناء الكلاسيكي-.. صباح العربية يلتقي بالفنان ال


.. الفنان السعودي مشعل تمر يوصف شعوره في أسبوع الأزياء بباريس




.. الفنان السعودي مشعل تمر يتحدث عن حصوله على مليار مشاهدة على