الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمائم وغنائم / 1

وداد عبد الزهرة فاخر

2021 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لم يدر بخلد العراقيين بأن يوما سياتي عليهم ، يستغل فيه البعض من لابسي العمائم ، من مستغلي الفرص ووفق مقولة " الناس على دين ملوكهم " ، ويصبح هذا البعض من غير رجال الدين الحقيقيين أوالمحسوبين ضمن الآمري بالمعروف والناهين عن المنكر ، هم الطرف المهيمن على السياسة والشارع العراقي ، الذي اخذ يئن من تجبر بعضهم وتسلطه ، وتسلط ميليشياته على الاوضاع السياسية والاقتصادية لبلد لا زال يعاني من آثار الدكتاتورية السابقة للبعث المنهار ، ليحل محلها من يمارس نفس اساليبها ، وتصرفاتها ولكن بحجج دينية مفبركة ، وجهل مطبق بالشريعة الاسلامية ، وتواطئ مبيت من قبل المستفيدين من المحيطين باولئك المشوهين لمفهوم الدين الاسلامي ونظرته الاجتماعية من اجل تطوير المجتمع وتطهيره من الشوائب والخرافات ، والاسرائيليات التي دخلت على معظم المذاهب الاسلامية خاصة بما انتشر من كتب سميت بكتب الحديث لائمة اهل السنة يتقدمهم كتاب البخاري ، والحشو المزروع بين صفحاته ، زورا وبهتانا على اقوال نسبت لرسول الامة الاكرم وقائدها . وما نتج عن حشو لبعض الكتب للطرف الاخر من المسلمين من شيعة آل البيت ايضا .
وطبق الكثير من لابسي العمائم من السنة والشيعة حرفيا مقولة شيخنا ماركس في مقولته الشهيرة " الدين افيون الشعوب" والتي كان يقصد بها تحايل واستغلال رجال الدين ، ولم يكن يقصد الدين المسيحي بذاته لفقراء الناس وبسطائهم خاصة في القرون الوسطى .
واستفادت عمائم معينة من الوضع السياسي الشاذ ، والدستور المفصل على مقاس الكتل واحزاب الصدفة الذي وضعت خطوطه العريضة لهم الدولة المحتلة امريكا ، وباشرت بقيادتهم وفق خطط وتكتيكات معدة مسبقا ، بغية الهيمنة العسكرية والسياسية على بلاد الرافدين ، واستغلال شخوص معينة لتنفيذ كل مشاريعها الاستعمارية بالعراق والمنطقة .
لذلك سلموا العراق لتلك الاحزاب والكتل الكارتونية المصنعة محليا وخارجيا من قبل خاصة ما سمي بـ"الحاضنة العربية " ، التي توجهت بالخصوض للسنة العراقيين ، وبعض كتل الشيعة المهرولين نحو المال والنفوذ ، واستغلت عمائم عدة من اجل كسب الغنائم التي " تتبرع " بها الحاضنة العربية المثقلة بالعداء الفكري والمذهبي والسياسي للطائفة الشيعية ، وكانت تلك " الحاضنة " ، الاب الروحي الحنون ، والممول البارز ، للمنظمات الارهابية بدءا من القاعدة فداعش ، ومن ثم بطرق الدفع المالي المباشر لاعوانها من اجل تخريب العملية السياسية المشوهة باسم الديمقراطية ، وخاصة ما يطلق عليه افتراضا " مجلس النواب العراقي " ، الذي اصبح له الدور البارز بنهب اموال الدولة من خلال نفوذ وتدخلات " مكاتب الاحزاب والكتل الاقتصادية " .
وتمت السيطرة وبضمنهم شركاء الوطن المفترضين من الاحزاب الكردية ، على المنافذ الحدودية ، وتهريب النفط ، وممارسة كل الموبقات باسم كتلهم او بالنيابة عنها لنهب اموال الدولة العراقية .
وزاد الطين بله ما حصل من فوضى عارمة وعمليات قتل عشوائي اثناء ولاية رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي ، الذي تكالبت عليه قوى محلية داخلية شاركت الفوضويين من عملاء سفارة المحتل و" الحضن العربي " بثورتهم المشبوهة ، والمخطط لها امريكيا ، والتي سميت
بـ " ثورة تشرين" ، ساعدهم بذلك الانفلات الامني ، وضعف قدرة عادل عبد المهدي ، وخيانات من داخل قوات الجيش والامن وخاصة " جنرالات السفارات"، وتشجيع من بعض المحيطين بالمرجعية التي اجبرت عبد المهدي على تقديم استقالته بالاكراه ، ثم لما صفا لهم الجو ، توقفوا عن خطبهم المحرضة ضد رئيس الوزراء وتحولوا لتسليم مجموعة من " ثوار تشرين " السلطة ، وتنصيب شخصية لا علاقة لها لا بالعلم ولا السياسة ولا التاريخ السلطة بالعراق .
وكان للعمائم صاحبة الغنائم الدور البارز في هذا المجال بعد ان ضعفت الدولة وراحت هيبتها ، وانتشرت شعارات الخيانة والعمالة لاطراف عدة اولها المحتل الامريكي ، وبان الغرض الرئيسي من " ثورتهم " التخريبية التي دمرت مدن الشيعة من وسط وجنوب العراق ، ورفعت علنا شعارات التطبيع مع اسرائيل ، ونشرت الفاحشة والرذيلة بدون اي تردد او حياء ، واصبحت العمالة والخيانة للوطن مهنة " يتشرف " بها خونة وجواسيس الوطن جهارا ونهارا ....
يتبع ...........

*شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج ومن حملة مكعب الشين الشهير الحقيقي
فيينا / 24 . 08 . 2021
www.saymar.org
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال