الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‎الأهداف الكامنة وراء تقسيم إقليم الأهواز او عربستان الى إقليمين جنوبي وشمالي

جابر احمد

2021 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


‎طرح مؤخرا على مجلس الشورى الإسلامي الإيراني تقسيم إقليم الأهواز "عربستان" إلى إقليمين، أحدهما يسمى الإقليم الجنوبي ومركزه مدينة عبادان، والأخر يسمى الإقليم الشمالي ومركزه مدينة الأهواز، وقد تقدم بطرح هذا المشروع على المجلس ما يقارب 26 مندوبا من بينهم اثنان من مندوبي الإقليم و لا يزال الجدل حول رفضه أو قبوله من قبل المجلس قائما.
‎وإذا ما دققنا في حيثيات هذا المشروع نرى أن الإقليم الجنوبي يضم مدنا على غاية كبرى من الأهمية سواء من حيث الأهمية الاقتصادية لاحتوائه ما يقارب 80 % من آبار النفط أو من حيث المكانة الإستراتيجية وذلك بسبب إطلالة بعض مدنه على ساحل الخليج، كما أنه سيضم مدنا ذات كثافة سكانية عربية كمثل مدينة "المحمرة" و "رامز" و "الفلاحية" و "هنديجان" و "بهبهان" و "العميدية" بالإضافة إلى ثمانية مندوبين يمثلون الإقليم في مجلس الشورى الإسلامي، ولكن حتى الآن لم يؤيد هذا المشروع السيئ الصيت إلا ثلاثة مندوبين، كما أن هذا المشروع تم رفضه من قبل الغالبية العظمى من المندوبين العرب في مجلس الشورى. وقد صرح "شبيب جويدري" وهو أحد المندوبين قائلا : "إن مشروع تقسيم إقليم الأهواز "خوزستان " إلى محافظتين جنوبية و شمالية تم تقديمه لمجلس الشورى الإسلامي من قبل 26 مندوبا، و كان قد تقدم به ثلاثة مندوبين من أصل ثمانية عشر مندوبا يمثلون إقليم الاهواز " خوزستان " في مجلس الشورى الإسلامي. ولم يوافق على هذا المشروع غير هؤلاء المندوبين الثلاثة فقط.
‎ ويندرج تقسيم إقليم الاهواز أو عربستان لإقليمين جنوبي و شمالي، في إطار خطة ممنهجة و شاملة، الهدف منها تغيير النسيج السكاني للعرب وتبديلهم من أكثرية الى أقلية، وهي سياسة قديمة كان قد تم البدء في تنفيذها مع بداية تولى "رضا شاه" الحكم ومن ثم في عهد ابنه "محمد رضا شاه"، وهي تتواصل بوتيرة أسرع من قبل مسؤولي نظام ولاية الفقيه، و يمكن القول: أن خطة تقسيم الإقليم لاثنين، شمالي وجنوبي ليست وليدة اليوم، بل سبق وأن طرحت في عهد رئاسة "علي أكبر هاشمي رفسنجاني"، غير أن ظروف تنفيذيها آنذاك لم تكن مناسبة، و في نهاية المطاف تم تأجيلها الى وقت آخر.
ويزعم دعاة هذا التقسيم بأن تنفيذ هذا المشروع المدعوم من قبل العناصر القومية العنصرية المتنفذة داخل النظام من شأنه أن يحقق" التنمية المتوازنة" و القضاء على "البيروقراطية ووو... الخ"متجاهلين كليا الأهداف الإستراتيجية التي يسعى لها هذا المشروع وهي شق الوحدة التاريخية والجغرافية للإقليم والسعي نحو تغيير النسيج السكاني ووضع شتى الموانع بغية منع الشعب العربي الأهوازي مستقبلا من تقرير مصيره بنفسه.
‎إن ما دفع أنصار هذا المشروع لإحيائه و طرحه من جديد على مجلس الشورى الإسلامي وفي ظل الظروف الراهنة هو حرف الرأي العام العربي الأهوازي عن الأزمات المتعددة التي يعيشها شعبنا في الداخل، ومن بينها الأزمات الناتجة عن جائحة كوفيد ١٩، وتجفيف الأنهار، و البطالة و الاحتجاجات التي قام بها شعبنا، التي عرفت "بانتفاضة العطش "مودية بحياة تسعة من الشهداء، جلهم من الشباب، بالإضافة الى اعتقال أكثر من 2000 مواطن غيرهم.
‎كما يرى نشطاء المجتمع المدني العربي الأهوازي وجميع القوى والشخصيات الوطنية و الديمقراطية في الداخل والخارج، بأن تداعيات هذا المشروع بحال تنفيذه فعليا ستنعكس مستقبلا سلبا على مجمل الأوضاع داخل الإقليم، و لعل هذا ما دفع تلك القوى لدراسة هذا المشروع وأبعاده الخطيرة والإعراب عن استعدادها للقيام بمظاهرات تشمل جميع مدن الإقليم احتجاجا على طرح مثل هذا المشروع على مجلس الشورى الإسلامي للحيلولة دون تنفيذه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات