الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألا يكفي الكورد إنسياقاً وراء التمثيليات الضغائنية لحكم البعث السوري...؟

نوري بريمو

2006 / 8 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تعيش كوردستان سوريا منذ عهود تحت قبضة الدوائر الشوفينية للحكومات التي تتالت على مقاليد
حكم البلد والتي لم تتوان في أية مرحلة حكمية عن التخطيط في كيفية صهر الكورد في بطون بني
جلدتها على خلفية أنها سلطات تمثل قومية أكثرية مالكة للبلاد والعباد دون غيرها من القوميات
الأخرى كالكورد والآشوريين وغيرهم...!؟، بينما نجد الرأي العام الديموقراطي السوري قد إكتفى
ويكتفي بالوقوف وقفة المتفرّج العادي أو بإبداء الحياد السلبي في أحيان كثيرة...!؟، في حين تستمر
تلك الدوائر الشمولية بإستخدام كافة أجندتها لضم وقضم وهضم قضيتنا...!؟.
الأحزاب الكوردية من جانبها طالبت مراراً بالإعتراف السياسي بحقيقة وجود شعبنا والافراج الأمني عن قضيتنا القومية المشروعة...!؟، مقابل تقديم مختلف أشكال المرونة السياسية التي تضاءلت مؤخراً إلى حدود إستجداء إيجاد أي مخرج لإعادة الجنسية للكورد المجرّدين منها بموجب الإحصاء الجائر عام 1962...!؟، لكنّ أهل الحكم قد رفضوا ذلك وأبوا أن يتعاملوا مع الحالة أي المأساة إلا عبر أقنيتهم الإستخباراتية المظلمة...!؟.
أمّا الشارع الكوردي بما يكتنف من فعاليات محتقَنة فيبدو أنه قد إعتاد على التحمّل وقد أعطى للطرف الآخر مهلة كافية لابل طال أمدها ( لكنها قد تنتهي حين اللزوم) لإيجاد حل جذري لقضيته موحياً بين الفينة والأخرى إلى أنّ هذا الإمهال لا يعني إهمالاً للموضوع...!؟، في تهديد غير مباشر أو بالأحرى شبه إيحاء منه بإعادة كرّة إنتفاضة القامشلي 2004...!؟، في حال إستمرار تعرّضه لهكذا إستهدافات مقيتة.
بعض السياسين والمثقفين والنشطاء المنضوين في إطار الحركة الكوردية أو خارج إطرها، قرّروا كسر حاجز الصمت عبر محاولة إجراء إصلاح أودمقرَطة الأحزاب السياسية الكوردية لكنهم لم يفلحوا في ذلك لأنّ سياط وجوب الإنصياع للإنضباطية الجماعية كانت ولازالت مرفوعة فوق رؤوسهم...!؟، فلم يكن من بدٍّ أمام الكثيرين منهم سوى الرضوخ السلبي لأمر الواقع، أما البعض الآخر فقد فضل أو بالأحرى أعطى الحق لنفسه بالخروج الإضطراري عن الطور أو الطوق الذي لم يعد يحتمل البقاء رهن أحكام دائرته المفروضة...!؟، فبرزت وقد تبرز في ساحتنا حركات وأحزاب جديدة قد يلومها البعض من الحريصين على وحدة الحركة، لكنها تلومهم بدورها على سكوتهم على المهانة القائمة وتدعوهم إلى رفض القديم وتناول الواقع وفق قراءة جديدة...!؟.
وفي الصدد ذاته لابد من التأكيد على أنّ هنالك أموراً جداً مصيرية وغاية في الأهمية تكمن وراء تمثيل السلطة للمشاهد الأخيرة من الفصول التي يبدو أنها لن تكون النهائية لمسرحية إغتصاب قضيتنا الكوردية في سوريا...!؟، عبر أدائها للفصلَين المضحكين المبكيَين التاليَين:
أولاً: تمثيلية إستقبال نائبة رئيس الجمهورية السيدة نجاح العطار لمسؤولي أحزاب كوردية ولمجموعة من المثقفين...، وهي إنموذج مسرحي مشترَك يمكن تسميته بلقاء البؤساء ويجوز تشبيهه دون أي تجني على أي طرف، بالمشهد البائس الذي تعرضه يومياً الفضائية السورية قبيل نشرة الأخبار الرئيسسية المسائية والذي يؤدي أدواره بشكل ناقد الثنائي الفني (بسام كوسا وفايز قزق)...!؟، وللعلم فإنّ تاريخ البعث يشهد على أنّ سلوكه الإستبدادي كنظام شمولي قد حوّل سوريا إلى مجرّد خرابة هو سلوك بوميوي بإمتياز...!؟، والبومة في العالم الشرقي تعتبَر فألاً سيئاً ونذير شؤم للناس...!؟، لأنها تسكن مختبئة في جحور ومغابن الخرائب بعيداً عن عيون البشر وتصدر بين الحين والآخر نعيقاً يخيفهم ويذكرهم بأحزانهم والبكاء على أطلالهم في الليالي المظلمة، أما علم الحيوان فيشهد بأنّ البومة لايمكنها البتة أن تفرّخ حماماً للسلام...!؟، فكيف نراهم يدّعون بأنّ البعث قد ولِد حمامة سلام جاءت لتبشّر بإعادة الجنسية لضحايا جرم الإحصاء...؟!.
ثانياً: تمثيلية الحضور الرسمي في مراسيم الدفن الجماعي التي جرت في مدينة جنديرس (منطقة جبل الكورد ـ عفرين) لشهداء كورد بلغ عددهم (23) ضحية...!؟، هم شهداء حرمانٍ وتشرّد وليسوا شهداء مقاومة كما يسميهم البعض...!؟، لأنهم فارقوا حياتهم لا لأنهم حملوا سلاح المقاومة وقاوموا إلى جانب حزب الله وإنما ضاعوا في مسعى محاربتهم للجوع في خضم الحرب الدائرة في لبنان الضحية أيضاً...!؟، هذه التمثيلية التي طبّلت لها (مع شديد أسفنا وسخط شارعنا) بعض القيادات السياسية لأحزابنا الكوردية التي أرادت تصوير المشهد زوراً على أنه هؤلاء الأبرياء هم شاهدٌ حي على مدى إندماج الشارع الكوردي مع ثقافة وسلوك السلطة تجاه ما يحدث في المنطقة وخاصة ما يجري في الداخل من إنتهاكات لحقوق الأنسان وعلى وجه الخصوص الإنسان الكوردي...!؟، وقد ورد هذا التجني في التقرير السياسي الصادر عن اللجنة السياسية لحزب الوحدة مؤخراً ((...ولتتضافر كل الجهود من أجل تآلف وتوحيد جميع الطاقات والفعاليات المجتمعية للوقوف دفاعاً عن قضايا الشعب والوطن في وجه مخاطر أي عدوان مباغت على البلاد...))...!؟، وكأنّ هؤلاء الشهداء الكورد قد فقدوا حياتهم أثناء مشاركتهم في الخط المقاوماتي الأول...!؟، طبعاً هذا لايعني أننا لا نقف مع الشعب اللبناني في محنته أو أننا لسنا مع الوقف الفوري لإطلاق هذه النيران التي باتت تحرق أخضر ويابس لبنان أو أننا لسنا مع السلم الأهلي بين الشعوب أو أننا نتنصل من مهامنا وإستحقاقتنا السورية أو...، لكننا نعطي الحق لأنفسنا بالتساؤل المشروع: أين كان محافظ حلب ومفتي الجمهوية ومن لفّ لفهما من المهوِّشين والـ ...، حينما أقام الكورد مراسيم دفن شهداء إنتفاضة القامشلي 2004 م...!؟، ولماذا لم تتعامل هذه السلطة ((المهتمة جداً بشهدائنا)) بالمثل مع أولائك الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن قضيتنا القومية الديموقراطية...!؟ أم أنّ شهداء إنتفاضتنا ليسوا شهداء في نظر السلطة وأتباعها...!؟، أم أنّ هنالك أغراض خفية يُراد من وراءها إستثمار وتجنيد الكورد للصالح السلطوي إلى أبد الآبدين...!؟.
إنه في الوقت الذي نبدي فيه حزننا على الشهداء ونقدم التعازي لذويهم المفجوعين، ليس لدينا أي تفسير لهكذا فبركات يجري تحضيرها ودبلجتها في إستديوهات السلطة في هذا الظرف السياسي الراهن سوى أنها تكتنف في خفاياها على خلفيات شوفينية ضغائنية الغرض منها ضرب عدة عصافير كوردية بحجرة إستخباراتية واحدة...!؟، أما أبرز تلك العصافير فهي:
1 ـ إجتياح الدوائر الشوفينية لصفوف حركتنا السياسية ومحاولة إختراق خطوط دفاع شارعنا الكوردستاني عبر تشويه الحقائق والترويج لخطاب سياسي تهويشي يضع العربة أمام الحصان...!؟.
2 ـ تحييد الجانب الكوردي لابل فصله ميكانيكياً عن باقي أطراف المعارضة الديموقراطية الساعية من أجل دمقرطة سوريا التي ينبغي أن تتمتع بحكم لا مركزي توافقي...!؟.
3 ـ إيهام الرأي العام الديموقراطي السوري والعالمي ، بأنّ الكورد راضين عن أهل الحكم في سوريا وأنّ هنالك وحدة حال وموقف بين الطرفين...!؟، ليس هذا فحسب لا بل إنّهم أرادوا أن يظهروا للعالم بأنّ الكورد باتوا يقيمون مراسيم دفن جثامين شهدائهم تحت رعاية السلطة ورايات حزب الله وصور زعيمه نصرالله...!؟، لكن دعونا نسأل انفسنا: هل نحن أمام حالة عيش إضطراري تحت سطوة ثقافة مستورَدة قد تستجلب مختلف الدبب لكرمنا وقد تجلب الرعب والشقاق والأذية لشارعنا الكوردستاني ولمستقبل شعبنا الذي ينبذ العنف بكل أشكاله...؟!، وهل هنالك طرف غير السلطة يستفيد من مردود هكذا مسلكية مناوراتية لكونها قد تقودنا إلى إصطفافات معلومة المقدمات ومجهولة النتائج...!؟ .
على كل حال...، هذه ليست المرّة الأولى التي يستكرد فيها النظام البعثي بالجانب السياسي الكوردي وبشارعه المغبون لابل يستهين به ويستغفله ويسوقه خلف سرابات وعوده الخلبية وخطاباته الشعاراتية التي قد تُدْخِل أهل البلد في دوامة سياسية...!؟، لكن إلى متى ولمصلحة من يتم إيهمنا بأنّ البعث سوف يغيّر سلوكه ويتخلى عن ثقاقته الوحدانية...؟!، أم أن البعض الآخر لديه رأي آخر وأنّ ما يجري على مسرحنا السوري من تمثيليات هو لمصلحة شعوبنا التواقة إلى العيش بسلام وحرية وأمان...!؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة