الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعياد وطقوس المكونات والأقليات السورية؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2021 / 8 / 25
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


أعياد وطقوس المكونات والأقليات السورية؟
الكاتب نضال نعيسة
الحوار المتمدن 25/08/2021
Lattakia City 10:35 GMT
تحتفل الطائفة المرشدية السورية الكريمة بعيد الفرح بالله يوم الخامس والعشرين من أغسطس/آب من كل عام، وهو مناسبة هامة، ويوم مقدس يتبادل فيه أبناء الطائفة الكريمة التهاني والتبريكات، والزيارات فيما بين الأهل والأصدقاء، وتوزع الحلويات، التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بهذا اليوم المبارك الجميل.
وقبل أيام احتفلت الطائفة العلوية "النصيرية"(كما يطلق عليهم البعض ويرفض تسميتهم بالعلويين ونسبتهم لعلي ابن أبي طالب ويوقولون بأن التسمية مستحدثة ابتدعها الفرنسيون)، بعيد الغدير وهو في السابع عشر من شهر ذي الحجة، من كل عام، وقمت بدوري بكتابة منشور، و"معايدة" كما اليوم، وتذكير بهذا اليوم المقدس، والمعتبر، عند الشعوب العلوية، في سوريا، ولبنلن، وتركيا، وسواها حيث يتواجد أبناء هذه الطائفة الكريمة، والمبثقة من رحم التيار الرئيسي الـMainstream، للإسلام، ويصر أتباعها على أنهم مسلمون ويلتزمون بالكثير من الطقوس والعادات الإسلامية. ويقوم العلويون "النصيرية" في هذا اليوم باحتفالات تتضمن نحر الذبائح، على الطريقة الإسلامية، ومنها ما يطبخ مع "البرغل، ويوزع على المحتفين، والفقراء، مع زكاة خاصة، وهناك من يقوم يتوزيع اللحوم نيئة وهكذا...
وللعلم فقد كان العلويون بالساحل السوري يحتفلون سنوياً، وبشكل جماعي، بعيد "الرابع"، عند مقام الشيخ "مقبل" في صنوبر جبلة، حيث كان شبه كرنفال جماعي، ويوم فرح عارم لأبناء الطائفي، وكان تقليداً سنويا يتم في السابع عشر من نيسان/أبريل من كل عام، موروثاً من ثقافات الشعوب القديمة التي استوطنت المنطقة من فجر التاريخ فأتى عليها الاستعمار والغزو البدوي وحظرها ومنع ووأد هذه الثقافات والطقوس، وجاء مظام البعث ليلغي هذه الطقوس والكرنفالات الفولوكلوريا للشعوب العلوية، كما بالنسبة لبقية الشعوب والمكونات والأقليات السورية حيث لا يعترف إلا بثقافة المستعمر والمحتل العربي لسوريا، ويحظر-عيد الرابع- بالساحل السوري منذ نهاية سبعينات القرن الماضي تقريباً....
وفوجئت حين كتابتي، لمنشور احتفائي سابق بعيد الغدير عند "العلوية"" (النصيرية)، الذي تضمن تأكيداً على هذه الأعياد وسواها، من قبل الشعوب التي فرضت عليها ثقافة قريش، بانتقاد من بعض الأصدقاء، باعتبار أن احتفالي ومباركتي بهذه المناسبة، هو "انشقاق" وخروج عن العلمانية، و"انفصام"، وأن هذه العمل مستهجن ولا يجوز أن يصدر عن كاتب وناشط يدعي العلمانية ويتبناها في فكره وكتاباته وحياته ونشاطاته الإعلامية المختلفة.
وحقيقة، قلنا في المنشور إن أي خروج عن الثقافة العامة "التقليدية" المفروضة على شعوب المنطقة هو ثورة وتحد لها، تلك الثقافة التي لا تسمح، ولا تعترف، إلا بوجود "عيدين" رئيسيين فقط هما الفطر وعيد الأضحى، وأي خروج عليهما هو بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة بالتالي فهي بالنار. ومن هنا فالتعددية الفكرية والدينية، وقبول الآخر، والاحتفاء معه، هو في جوهر العلمانية، وليس ضدها أو انفصاماً وانشقاقاً عنيها، وعلى العكس يجب تشجيع هذه الشعوب، على إعادة إحياء فولكلورها، وتاريخها، وطقوسها، ما قبل الاحتلال والغزو العربي والإسلامي لحضارات المنطقة وطمسها، فبعض، وربما الكثير، من الطقوس والممارسات، والعادات، واللهجات، هي مما تبقى من ثقافة الشعوب القديمة التي تمت إبادتها، وطمست ثقافتها، حيث لا تسمح ثقافة الصحراء سوى بثقافتها، التي تعتبرها نهاية الثقافات، على نهج سيدنا فوكوياما، ونهاية تاريخ وتفكير البشرية وعندها الحل والدواء والترياق لكل شيء والأجوبة الكونية الجاهزة على أعقد أسئلة الفلاسفة والعلماء، والذي-أي التفكير- لا ولن تسمح بسواه، وأي تفكير خارجه هو ردة، وضلالة وبدعة وشرك وكفر وبهتان. فتحدي هذه الثقافة الإقصائية ومحاولة إحياء طقوس وثقافة وتقاليد الشعوب القديمة تحت الاحتلال، هو بحد ذاتهموقف بطولي ورجولي وثورة فكرية وعلمانية، وانتصار لقيم العلمانية والتعديية بغض النظر عن طائفة، وانتماء، وتفكير، وإيديولوجية وموقف من يؤيد هذا الإحياء.
ومنذ ظهور ثورة الإنترنت المجيدة، التي منحتنا أقوى سلاح نتسلح به، وهو سلاح الكلمة والرأي الحر، فقد التزمت الوقوف مع كل الأقليات الفكرية والدينية والعرقية والقومية، في وجه استبداد وطغيان وجبروت الأغلبية التي مارست الفاشية والإقصاء بحق تلكم الأقليات، ومنا بتأسيس وعقد مؤتمر لأقليات الشرق الأوسط في سويسر/زيوريخ بالعالم 2008 مع كوكبة من الزملاء والنشطاء الأعزاء، من جنسيات مختلفة، موزعين على خريطة الكون. وقمت في كل مناسبة بتهنئة الأخوة الأكراد، مثلاً، بعيد النوروز سنوياً، في مقالات موثقة ومنشورة على النت، في الوقت الذي كانوا يحرمون فيه من الاحتفال بهذا العيد الجميل والهام، وكذا فعلت مراراً وتكراراً مع الأخوة الآشوريين في عيد "أكيتو"، وأيضاً بالنسبة للأخوة المسيحيين في أعيادهم المجيدة المختلفة والأمر موثق ومعلن، فهذا لا يعني أنني أنتمي أو لأي من تلك الطوائف والأعراق أو أتحيز لها(مع المحبة والاحترام والتشرف بالانتماء لأي منها)، قدر ما هو مناصرة، ووقوف معها، واعتراف بوجودها في ظل وجود قيود ورؤى قاصرة ومواقف سلبية ضدها من رهط معروف للجميع.
فكل عام والخير للجميع، والاعتراف بالحقوق والخصوصيات الثقافية لكل المكونات ومشاركتهم احتفالاتهم وطقوسهم واحترامها، هو في جوهر العلمانية في وجه ثقافة أحادية أقصائية وفاشية وعنصرية تزدري وتكفر الجميع ومقاومتها واجب أخلاقي ووطني عظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حول احتفال العلويين السوريين ب(عيد الرابع)
صباح شقير ( 2021 / 8 / 26 - 04:46 )
تحية للأستاذ الفاضل نضال نعيسة
وردت ملاحظة عن احتفال العلويين في سوريا بعيد(الرابع)عند مقام الشيخ -مقبل-كتقليد يتم في 17 نيسان من كل عام
مفهوم أن يحظر الغزو العربي البدوي هذه الاحتفالات ووأد الثقافات المتنوعةفي البلدان العربية والأجنبية التي احتلها
ولكن غير المفهوم كما تفضلت -أن يلغي حزب البعث هذه الاحتفالات للعلويين ولبقية الشعوب والأقليات السورية حيث لا يعترف إلا بثقافة المستعمر والمحتل العربي لسوريا ويحظر-عيد الرابع- بالساحل السوري من نهاية سبعينات القرن الماضي تقريبا

لا يمكن فهم هذا الحظر وخصوصا قولك في نهاية السبعينات في ظل تولّي الرئيس (العلوي)الأقوى حافظ الأسد ثم ابنه بشار سدة الرئاسة والأمانة العامة لحزب البعث وقيادة الجيش والقوات المسلحة....
أي أن كل عوامل القوة في يد الرئيس
فلماذا يلغي احتفالا يتعلق بطائفته؟

هل تسمح بالتوضيح؟
من المعروف أن كافة الشرائح الثقافية قد حُرمت في فترة سابقة من إحياء مناسباتها الثقافية
لكن عُرِف في عهد الأسدين علاقتهما الجيدة مع مختلف رؤساء الطوائف الدينية

أن يُعتبر احتفالك بالأعياد خروج عن العلمانية يعني أن أصدقاءك لا يفهموا معنى وجوهر العلمانية


2 - مكان الاقليات في دولة ديمقراطية ليبرالية
منير كريم ( 2021 / 8 / 26 - 06:09 )
تحية للاستاذ نضال
شكرا على المقال المركز والمفيد
مكان العلويين وغيرهم من الاقليات الدينية والعرقية والثقافية هو في دولة ديمقراطية ليبرالية , لكن نعمل ايه
للاسف سار معظم منتسبي هذه الاقليات وراء احزاب مدمرة للوطن والمجتمع كالحزب القومي السوري والاحزاب القومية والبعث والشيوعيين وحركة القوميين العرب وعادوا الليبرالية والراسمالية الوطنية وتحالفوا مع الاتحاد السوفيتي البائس
وهذه النتائج
شكرا


3 - تحياتي
احمد علي الجندي ( 2021 / 11 / 2 - 18:24 )
ايضا المرشديين يرون انفسهم مسلمين
ويعتبرون نفسهم طائفة اسلامية
تحياتي وشكرا على المقالة الجميلة
اما من ناحية تسمية العلويين بالنصيرين ورغم تحفظي على هذا الاسم اي النصيرين بسبب تذكيري بما كتبه ابن تيمية عنهم من اكاذيب ودعاوى لقتلهم
الا انه وبحسب الاستاذ المحترم نبيل فياض
اسم النصيرين هو الاسم التاريخي
تحياتي
ملاحظة اخرى
عيد الغدير عيد معتبر عند جميع الطوائف الجعفرية
اي انه عيد معتبر عند الشيعة الامامية او كما يسمون
الرافضة
يعني بالعامية الشيعة الرافضة او الامامية او الاثني عشر وكلهم اسماء لنفس الطائفة
يحتفلون بعيد الغدير
مع العلويين


4 - عيد الغدير
احمد علي الجندي ( 2021 / 11 / 2 - 18:28 )
هو العيد الثالث في المذهب الجعفري
الذي يضم
1
العلويين
2
الشيعة الامامية او كما يشتهرون باسم الروافض
-
عيد الغدير هو من أكبر أعياد الشيعة الإمامية، وقد روي أنّه في 18 ذي الحجة السنة العاشرة للهجرة قام النبي (ص) وبأمر من الله بتنصيب علي (ع) خليفةً له وإماماً للمسلمين، وذلك في مكان يُسمى غدير خم، ومن هنا اقترنت الواقعة باسم هذا المكان.
-
https://ar.wikishia.net/view/%D8%B9%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%AF%D9%8A%D8%B1
وقد ذكر العيد
في بعض المصادر السنية
ايضا
كتاريخ الطبري
ولكن لا يعترف به السنة

اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت