الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتصار الإستراتيجي التاريخي !!!

نبيل محمود والى

2006 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


مع دخول وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 في الحرب بين لبنان وإسرائيل سيشرع كل طرف في لملمة مواقفه والتقاط أنفاسه والاستعداد للمرحلة الجديدة القادمة فإما حالة فرض المنتصر لشروطه و هدنه مسلحة طويلة الأمد على الجانب اللبناني من الحدود على غرار الجولان السوري المحتل وربما تفضي في النهاية إلى عقد أتفاق سلام إسرائيلي لبناني أو استمرار المعارك مجددا بضراوة وشراسة أكثر من المتوقع بعد أن زودت أمريكا إسرائيل بأحدث وأخطر الأسلحة فتكا في العالم لتجربتها في لبنان بعد أن وضحت الآن أمام العالم أجمع باستثناء العرب وفضائياتهم الخطوط العريضة للمنتصر والمهزوم .

فعلى الجانب الإسرائيلي وبعيدا عن ما يحدث من سجالات سياسية حول تقصير الحكومة وقيادة جيش الدفاع الإسرائيلي مما يعد بحد ذاته ديمقراطية حقيقية ورائعة لم نتعود عليها نحن العرب وبعيدون عنها وغالب الظن سنظل عقودا طويلة غير واعين لما يحدث على الحلبة فإن الدولة العبرية قد حافظت على احتلالها لعدد من المواقع الإستراتيجية في جنوب لبنان ولا تزال تبقى على حصار بحري وجوى وبرى على كامل أراضى الدولة اللبنانية واحتفظت لنفسها بحق قتل المزيد من عناصر حزب الله في جنوب لبنان دفاعا عن النفس ناهيك عن الدمار الذي لم يسبق له مثيل الذي أحدثته في لبنان علاوة على الأفخاخ العديدة التي وضعها قرار مجلس الأمن وتصب كلها في صالح إسرائيل مما يجعلها قادرة تماما على استكمال تحقيق كل أهدافها من تلك الحرب واستثمار الانتصار العسكري والسياسي بعد وصول القوات الدولية تحت مسمى اليونيفيل اسما بغالبية صلاحيات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة على أرض الواقع لتشكل احتلالا عسكريا أبديا قويا واقيا مانعا بين حدود إسرائيل وشمال نهر الليطانى على أرض جنوب لبنان بالكامل المنزوع السلاح وإلى الأبد .

أما على الجانب اللبناني فإذا كان كل ما حدث من مفردات وقبول لبنان القرار الدولي تجنبا للمزيد من الهزيمة والدمار الشامل وما يلوح في الأفق من بوادر مشروع حرب أهلية والتنازل عن العديد من الأوراق التي كانت تحت يد لبنان المقاومة قبل بدء القتال والتحول نحو نزع سلاح حزب الله بعد إبعاده عن الجنوب اللبناني وانتشار الجيش اللبناني لأول مرة منذ ثلاثة عقود في الجنوب بناء على طلب الدولة العبرية وفقدان الأمل في الحصول على تعويض من إسرائيل بعد توصيف قرار مجلس الأمن على أن لبنان كان البادئ بالعدوان حيث لا يمكن للمرء أن يكون قديسا في الحرب و لازال أمام الدولة اللبنانية لتنفيذ القرار الدولي العديد من المشاكل والصعوبات والمطبات السياسية والعسكرية تضع النظام اللبناني الحاكم بأكمله على المحك والمصداقية أمام المجتمع الدولي في العديد من تنفيذ تفصيلات القرار الدولي فالشيطان يكمن في التفصيلات و بعد أن انتصرت الدولة العبرية في تلك الجولة عسكريا وسياسيا وستحقق فيما بعد غالبية أهدافها بالسياسة فويل للمهزوم كما قالها إمبراطور فرنسا الراحل نابليون بونابرت ! إذا كانت كل تلك المفردات تشكل انتصارا إستراتيجيا تاريخيا على حد قول سماحة السيد / حسن نصر الله فمتى وأين وكيف تكون الهزيمة وأين حمرة الخجل ؟

وأخيرا فلقد ربحت إسرائيل في الانضمام عمليا ورسميا ودوليا إلى نادي الكبار الكوني في مكافحة الإرهاب العالمي الديني المتطرف بعد أن دفعت الثمن من دماء أطفال ونساء لبنان بفضل صواريخ حزب الله و لأننا لم نجد من بني جلدتنا من يحاسبنا أو يردعنا عن المغامرات الغير محسوبة العواقب بدءا من ناصر 67 ومرورا بالمهيب الركن الزعيم الضرورة ووصولا لسماحة السيد/ حسن نصر الله ومن ثم لي عنق الحقيقة و الكذب على شعوبنا وتضليلها وسنواصل رفع شعارات وهم الانتصار كما انتصرنا في أكتوبر 1956 ويونيو 1967 على أمريكا وربيبتها إسرائيل ثم استفاقت شعوبنا على أكذوبة القرن والتي لا نزال نسدد فاتورتها إلى يومنا هذا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة