الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين ألبوم ( عثمان العمير ) .. ودبابة ( طارق عزيز ) .. نزاهة الإعلام العربي ؟

داود البصري

2003 / 5 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

جميلة ومعبرة تلك المقالة والإلتفاتة المتميزة التي كتبها الأستاذ عثمان العمير وهو يصف مرحلة العلاقات الإعلامية العربية مع نظام صدام البائد ، خصوصا وأن العمير كان ولايزال واحدا من أعمدة الإعلام السعودي والذي قدر له إستراتيجيا أن يهيمن على الفضاء الإعلامي العربي ويكون عبر ضخ رؤوس الأموال المقترنة بالخبرة الإعلامية والمدرسة الإحترافية واحدا من أهم مصادر الرأي والمعلومة وبما وفر إنطلاقة هائلة لمطبوعات عربية عديدة سحبت الأضواء من الإعلام التمويلي والتبشيري الذي كانت تمارسه الأنظمة الشمولية كالنظامين العراقي والليبي وبدرجة اقل النظام السوري! ، وجميلة أكثر تلك الدعوة الرومانسية التي أطلقها العمير لجماهير الصحفيين والإعلامين العرب ( لرد المسروقات ) التي بحوزتهم من أموال العراقيين للشعب العراقي ؟ رغم أنها دعوة رومانسية كما أسلفت! ، فأعطيات صدام التي تجاوزت حدودها ملايين الدولارات قد أضحت نهبا مشاعا لقبيلة الإعلام العربي ، وضاعت دمائها وتلاشت فوائدها بين القبائل! فكل قلم عربي يتعاطى حرفة السياسة قد وصلته خيرات العراق ! وكل قلم عربي يتهجى حروف العروبة الأبجدية قد شملته خيرات البترول العراقي  ! ، ولعل الفئة الوحيدة التي لم تطالها نعمة الفوائض البترولية هي فئة ( الكتاب والصحفيين والمبدعين العراقيين )! فهؤلاء لم تشملهم سوى اللعنات ، وشتائم النعت الخيانية من العرب ، وكاتم الصوت من السلطة البائدة وعملائها ، والمقاطعة والمحاربة بالرزق وقطع الطريق من كتائب الإعلام العربي المتحالف مع إعلام السلطة الإرهابي ؟ ، لقد إنتعش الجسم الصحافي العربي من الكويت وحتى موريتانيا بدولارات صدام ، وبهداياه وعطاياه العينية الأخرى من ( الويسكي الفاخر ) و(الخدمات الخاصة جدا والإنتيم )! والعقود التجارية ، وخدمات (بيع الذهب) المسروق من العراقيات أيام القادسية السوداء!! ، والعقود التجارية ، والسيارات الفخمة ! لابل أن مدنا فاخرة للصحفيين العرب قد بنيت على حساب أموال العراق في بعض المدن العربية بينما يعيش العراقيون في حظائر تعافها حتى الحيوانات؟ .. ( هل سمعتم بعمارات الصحفيين في عمان الأردنية )! ، وهل سمعتم بالشقق الفاخرة التي إمتلكها ( كتاب السيرة الصدامية المباركة ) في لندن وباريس والمغرب ؟ وهل أتاكم حديث أساطيل ( المارسيدس ) التي تكرم بها (بطل القادسية وأم المعارك والحواسم ) وأهداها لصحفيي أمة العرب عام 1989؟ وكيف تستطيع أحزاب وجماعات وأفراد عديدون منتشرون على طول الخارطة العربية والأوروبية أن يعيدوا للنظام العراقي الحر القادم ما(لهفوه ) من الخيرات العراقية بعد أن صرفت تلكم الأموال وتبدل الزمان والولاء والإنتماء ؟ فأحدهم مثلا وكان من الإعلاميين العرب المعروفين في لبنان وباريس كان يأخذ من الخزينة العراقية تمويلا مباشرا لمجلته أكثر من 200ألف دولار شهريا وعلى مدى ثلاثة عشر حولا كاملات؟ أي عشرات الملايين من الدولارات الصافية غير العقود والتوكيلات التجارية وبقية فنون السمسرة والبزنس! قبل أن تتكفل حماقة غزو الكويت بإجباره على التخلي عن نظام صدام وتحويل البندقية للكتف الأخرى والضفة المقابلة!! وليستمر ذلك الإعلامي اللوذعي في تجارته الإعلامية حتى اليوم ؟ فهل سيعيد ذلك الصحفي والناشر الفهلوي ( ماشفطه ) ولو بدون فوائد؟ مستحيل وألف مستحيل ؟ ، ولاندري كم شفط أيضا ذلك الصحفي الآخر الذي كان أحد كتاب السيرة ( صدام .. المناضل .. والمفكر .. والإنسان )!! ، أو ذلك الصحفي الذي أصدر مجلته ( التضامن ) بالأموال العراقية قبل أن يتخلى عنها قبل حرب تحرير الكويت بساعات عبر إصدار العدد الأخير بغلاف وداعي صاخب يحمل صورة ملونة لصدام وتحتها تعليق يقول : { قلب القضية النابض }!! وكان من الأصوب أن يقول : { جيب القضية الدافيء}!!،

وهل نتحدث عن كتائب الإرتزاق في الصحافة والأحزاب والنقابات المغربية؟ فهل تتذكرون تصريحات طارق عزيز في المغرب وحين كان يوزع ( رشوات سيده القومية ) وهو يرتجز ويبتدع عبارات الدفع والقبض الثورية ويقول لافض فوه وهلك حاسدوه : { إن جميع مساعداتنا لأشقائنا في الإعلام والصحافة الصديقة لاتعادل ثمن دبابة واحدة} !! وقد صدق أبو زياد الأسير حاليا في كلامه لأن قيمة السلاح الملقى في شوارع وأزقة بغداد الذين تركوه وهربوا يلتمسون الأمان ورغد اللجوء يقدر بالمليارات وليس مجرد ثمن دبابة واحدة يشتري بها الإعلام العربي وبما يؤثر على المتلقي العربي! وبما يهيئه كعادة الأنظمة الثورية العربية لتقبل الهزائم على أنها إنتصارات تاريخية عظمى!!.

فكيف سيسترد العراقيون ملياراتهم المسروقة من أفواه أرانب الإعلاميين العرب ؟ الأحياء منهم والأموات ؟ وكيف نستطيع كعراقيين أكلت الغربة أعمارنا وتسبب التشرد بتساقط أسناننا أن نتابع كل ذلك الحشد الوافر من صحفيي العروبة الذين شفطوا ماشفطوا ولم يتركوا لنا سوى أقل من الفتات ؟ ولقد أثبت الإعلام العربي بأنه واحد من أكبر ( مصادر الشفط العربي في العصر الحديث )!

وإذا كان أستاذنا العمير نقي القلب واليد واللسان من التركة البعثية العراقية ولم يقدر له أن يتعامل ماليا مع النظام العراقي البائد بسبب ظروفه وإمكانيات المؤسسة التي كان يعمل من خلالها ، فإن حالته لاتنطبق على الكثير من الإعلاميين الذين لم يضيعوا فرصة تطبيق المثل المصري التالي تطبيقا ميدانيا :

{ رزق الهبل على المجانين } !

ولا أعتقد أن مهبولا واحدا يرفض ركوب وإمتطاء دبابة طارق عزيز وهي توزع الدولارات وتشتري المحاسيب والأزلام في مرحلة تاريخية عربية قوامها النصب والدجل والشفط والذي توج بالسقوط الأخير لكتائب الإعلام البعثي المرتزق؟

وفي الجعبة حالات أخرى لأحداث متشابهة ، تؤكد على مقدار تهاوي وإنحطاط الإعلام العربي .

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد