الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا كل هذه التفاهة

سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)

2021 / 8 / 29
الادب والفن


) أية أهمية ( … ) عبر الشارع واجتاز السلم الحجري المظلم الذي لا ينتهي ( … ) تفوح منه رائحة رطبة نفاذة لم يستطع مطلقا أن يحدد مصدرها( … ) توقف عند باب شقته ليلتقط أنفاسه ويتنفس بعمق ( … ) اتكأ على الحائط ليفتش في جيوبه عن المفتاح واغمض عينيه بتعب ( … ) أتاه من جديد صوت المغني الأعمى الذي يبدو أنه لا يريد أن يفارقه ( … ) عميق ( … ) عميق كصوت الغريق ( … ) كأن الصوت قادم من صحراء ما في مركز الكون ( … ) اغنية قديمة كالرطوبة ( … ) كالغبار ( … ) حين تتلاشى آخر خيوط الضوء ( … ) يتشبع الكون بالظلمة تبتدئ الأسطورة ( … ) أسطورة قديمة كالدخان ( … ) لهب أزرق خفيف يلتهم رأس الشمعة ( … ) يحرقها ( … ) يبعث فيها رعشة الحياة ( … ) فتبدأ في نشر خيوط دقيقة متجاورة ( … ) متوازية ( … ) ترسل ضوءا كابيا وحرارة خفيفة لذيذة ( … ) عند نهاية المنعطف ( … ) ليس بعيدا ( … ) يصر باب عتيق ينفتح قليلا وتفوح من الداخل رائحة مخلوقات بشرية ( … ) محاصرة ( … ) بين الجدران الكلسية الباردة ( … ) يتناثرون ويمارسون لعبة خطرة ( … ) شديدة الخطورة ( … ) تؤدي حتما إلى الموت ( … ) يمارسون لعبة الحياة بعبث طفولي ( … ) يتحدون الكون والزمان وقوانين الطبيعة ( … ) يعبثون بأرواحهم ( … ) ينشدون الجنون وشفافية الليل يريدون الوصول إلى قاع الحياة ( … ) هناك في الداخل ( … ) عدة رؤوس منكفئة تحدق في لهب الشمعة وتتيه وسط تشابكات الدماغ اللانهائية ( … ) عدة مخلوقات بشرية تمارس طقوس سحرية لا اسم لها ( … ) حول شمعة ولحن يتيم لقيثارة فقدت اوتارها في زحمة التاريخ والترحال وغبار المعارك الوهمية ( … ) يصلون بلغة العصر صلاة المادة السحرية ( … ) سوداء ( … ) خضراء ( … ) رمادية ( … ) فمن ياترى يكتب تاريخ القرى النائمة ( … ) عميد البلدية ( … ) شرطة القرية ( … ) جامع الضرائب ( … ) إمام جامع القرية ( … ) جاسوس القرية ( … ) مجنون القرية ( … ) أم أطفال القرية ( … ) أم أمزيان الذي يحكي للمرة العاشرة قصة التمر الذي ذاقه للمرة الأولى مع رفاقه بياعي الماء الصحراويين ( … ) في بعض الأحيان يتحولون إلى طوارق ( … ) يشعر بملمس التراب بين أسنانه ( … ) وطعمه مر غريب في لسانه ( … ) اتحول التراب فيما بعد إلى حشيش قذفه دفعة واحدة نحو عالم لا يعرفه بدون تذكرة الرجوع ( … ) لخضر يعرض أمام رفاقه الكلمات الجديدة ( … ) كلمات تبدو كأنها خرجت من يقظة فينيغان أو ليوبولد بلوم التقطها من العجائز المتقاعدين أثناء لعب الورق في البار الوحيد ( … ) وأثناء نسف زجاجات الباستيس في القرى الجنوبية المحتضرة ( … ) يخرج من جيبه كتابا قديما بدأ في قرائته على ما يبدو منذ عدة أسابيع العصا والأفيون ( … ) وربما نجمة ( … ) دون أن يتمكن من الوصول إلى نهاية القصة ( … ) أصوات أخرى عديدة تتكاثر ( … ) اللهجات الغريبة تخلق جدارا اسطوريا خارقا ( … ) ندف الثلج المتسا قط تترائى من النافدة المغبرة وتختلط مع سحب الدخان الكثيفة ( … ) الصور اللغوية تتشبت بالسقف وتلتصق بالجدران ( … ) في الداخل تتحول الأحاسيس إلى عيون مائية مشبعة بكل الظواهر الطبيعية الممكنة ( … ) كأس آخر ( … كأس آخر ( … ) كأس آخر ( … ) كأس آخر ( … ) كأس آخر ( … ) كأس آخر ( … ) كأس آخر ( … ) سيجارة أخرى تدور تحت الطاولة من يد إلى يد ( … ) مامادي يضع كؤوس البيرة فوق الطاولة ويعلن بأن رائحة الغاز الكربوني تملأ القاعة وتبعث على الاختناق دون أن يتحث إلى شخص بعينه ( … ) آرزقي ( … ) حتى الصفحة الأخيرة لم يستطع أن يقتل تودرت ( … ) لم يفهم لم نفهم لم تفهم لم أفهم لماذا لا نستطيع أن نغير عالم الفقر والتفاهة ( … ) طعم القهوة بالحليب يختلط بطعم االبيرة مع السيجارة الصباحية الأولى في شوارع القرية النائمة (








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم الممر مميز ليه وعمل طفرة في صناعة السينما؟.. المؤرخ ال


.. بكاء الشاعر جمال بخيت وهو يروي حكاية ملهمة تجمع بين العسكرية




.. شوف الناقدة الفنية ماجدة موريس قالت إيه عن فيلم حكايات الغري


.. الشاعر محمد العسيري: -عدى النهار- كانت أكتر أغنية منتشرة بعد




.. تفاصيل هتعرفها لأول مرة عن أغنية -أنا على الربابة بغني- مع ا