الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تيار المستقبل الكوردي الى تيار مستقبل كردستان ، تغيرت الدنيا واختلف الرهان ....!

اكرم حسين

2021 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


بعد استشهاد مشعل ، وابتعاد زاهدة قسرياً عن العمل التنظيمي اثر اصابتها بطلق ناري عند محاولتها التصدي لقتلة مشعل ومحاولة حمايته ، تصدع التيار الى مجموعات "هامشية" ، وتعرض الصديق ريزان شيخموس الى حملة تشويه مغرضة من العائلة ، ومن اعضاء التيار انفسهم ، ممن كان يعمل لصالح اجندات معينة .
لقد عانت هذه المجموعات من "النرجسية" التي فاضت بها عن الحدود الطبيعية ، وتحولت -هذه النرجسية - الى "ايمانية " مطلقة بالذات، وتشرنقت حول سياساتها ومواقفها ، ولا ننسى بان "مديح" الذات ، والاستدعاء المتكرر لمواقفها وأفعالها ، وصل ، الى ان ضاق الناس بها ، حتى غدت لا تستحق الانتباه ، وظهرت الكثير من الاعراض المرضية ضمن هذه المجموعات ، دون ان يؤدي سوء حالها ، وضعف احوالها الى اجراء نوع من المراجعة النقدية ، والحوار مع الاخرين ، كي ينهض التيار من جديد ، بشكل اكثر اتزاناً واتساقاً وعقلانية ، لان كل فكر يحتاج في صيرورته الى اخضاع نفسه لامتحان ذاتي ، ومسائلة ذاتية لقيمة انتاجه السياسي والمعرفي في ضوء المعطيات الحاصلة على صعيدي الفكر والواقع العياني ، بمعنى اعادة فحص الفرضيات والتصورات التي قام بها التيار عند كل تحول نوعي في الحوادث التاريخية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، كي يصبح التنظيم اقدر على تجديد طاقته الانتاجية ، واقدر على التكيف الايجابي مع الواقع الموضوعي ، وفي هذا فشلت معظم مجموعات التيار، لا بل راحت تستغرق نفسها في المضاربات الشرعية والايديولوجية ، عبر احقية التمثيل لما اسسه مشعل ، دون اي استحضار للمؤسسين الأوائل او شهداء التيار انور حفتارو ومصطفى خليل اللذين سقطا على دروب الحرية .
وقد ظهرت علامات "اهتزاز" التوازن لدى مجموعات التيار ، عبر حالة "الرهاب" والافصاح عن بطولة مدعاة ، كتعبير عن نقص وتمزق حادين ، وخوف شديد من مستقبل مجهول ، وحالة من الاضطراب والتردد ، والخوف من الحوار والوحدة ، بشكل لا شعوري ، بمعنى الخوف العاري من الخطر الذي تحمله عملية الاندماج والوحدة مع الاخر ، هذا الخوف الممزوج بعدم الثقة تجاه الاخر ، وكأنها عملية مؤامراتية تستهدفهم ، مما يعني بان الخلل ليس في الانا ، بل في الاخر ، كمصدر للخطر وتهديد على الذات ، وتتولد لكل ذلك فوبيا "مرتعبة" من كل ما هو اخر ، خاصة اذا كان ينشد هذا الاخر الوحدة او الاندماج .
وبعد محاولات البعض العمل على موضوع العسكرة ، وتقوقع بعضها الاخر في اتجاه العمل كدكانة سياسية ، انطلق تيار مستقبل كردستان ، كحامل لكل الارث النضالي والسياسي الذي خاضته التجربة – الشهداء انور حفتارو ومشعل التمو ومصطفى خليل – والانطلاق من الارضية الكردية السورية في رسم السياسات ، وبناء التحالفات. ما حدا به التركيز على بلورة شخصية كردية سورية ، تمتلك قرارها الوطني ، وتتفاعل مع محيطها السوري والكردستاني في اطار بنية تنظيمية منفتحة على الجميع ، بعيداً عن مفهوم الانغلاق الحزبي ، والتقوقع السياسي الذي تعيشه معظم احزاب الحركة الكردية وتياراتها.
لقد وضع تيار مستقبل كردستان التعاون نصب عينيه بعيدا عن الذيلية ، واتباع اقصى درجات المرونة التنظيمية ، وتطبيق اللامركزية ، والاستناد الى نويات صلبة في كل منطقة ، والانفتاح على كل الاطر والاحزاب السياسية الموجودة ، وبناء اوثق الصلات معها .
وفي اطار المجلس الوطني الكردي يعمل تيار مستقبل كردستان على لعب دور، وتقديم رؤية اصلاحية ، وسياسية متكاملة للنهوض به ، وتفعيل دوره السياسي والجماهيري ، كحامل للمشروع القومي الذي يناضل من اجله في اطار الحلول المطروحة في المنطقة .
لقد حاول في اطار هذا النهوض الذي يدعو له ، العمل على توحيد الرؤى ، وتجميع الاطراف التي تعلن انتمائها الى خط التأسيس .والقيام ببعض المبادرات ، وتقديم المقترحات ، رغم ان الاستجابة لدى الاخرين كانت ضعيفة ، ولم تكن بالشكل اللازم لإتمام الموضوع واستعادة الدور المفقود ، لكن ستبقى محاولاتنا مستمرة رغم كل العراقيل ، ومحاولات البعض وضع العربة امام الحصان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت