الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنيه السوداني المنهار و حتمية تغييره

ايليا أرومي كوكو

2021 / 8 / 30
الادارة و الاقتصاد


الجنيه السوداني المنهار و حتمية تغييره ، فلابد ايقاف تساقط قيمة فئاته الصغيرة كتساقط أوراق الخريف .
العملة السودانية تفقد قيمتها يوماً اثر يوم حتي كادت لا تساوي قيمة طباعتها . و لم يعد لهذه العملة من العملات العمدنية من الجنية و الخمسين قرش وجود في السوق منذ أمد طويل . لم تكلف الحكومة الانتفالية نفسها جهد جمعها من ايدي المواطنين . كما لم تقم بواجبها و الاعلان عن فقدانها لصلاحيتها في عمليات التداول بيعاً و شراء . قامت الحكومة من وقت لأخر باصدرت فئات كبيرة من العملة السودانية و بالاحري قامت بطباعة عملات جديدة من الفئات الكبيرة من ال مئة جنية و المئتين و الخمسمئة حتي الالف جنية لمواجهة اثار التضخم و تأكل العملة الوطنية . بينما أهملت هذه الحكومة أمر العملات الورقية شأنها شأن العملات المعدنية ذات الفئات الصغيرة من الجنيهين و الخمسة جنيهات و العشرة جنيه الي فئة العشرين جنيه .
فالعملات السودانية دون الخمسين جنيه فقدت قيمتها الشرائية و لم تعد مبرئة للذمة في التداول اليومي بين المواطنين بل أضحت سبب من اسباب التشاحن و التشاجر بين الناس في كل مكان . فلا يوجد سلعة ما في السوق السوداني مهما بخس نوعه و قل كميته او وزنه يمكن شرائه او بيعه بأقل من الخمسين جنيه . فعلي سبيل المثال لا الحصر فأصغر كيس لفول المدمس و التسالي ب خمسين جنيه ، كباية الشاي ب 100 جنية القهوة او الجبنة ب 150 جنية . اقل فئه لتعرفة المواصلات و لأقرب مسافة لايقل عن المئة حتي للتلاميذ و طلبة المدارس . اما مسئلة الاكل في الاسواق و المطعام فقد أضحت ترف زائد لا يليق الا بالاثرياء و الاغنياء و أصحاب المال و الجاه . طلب الفول المصري السادة . و الفول السادة يعني فول ساكت برشة قليل من الزيت و عيشتين صغيرتين لا تشبعان و لا تغنيان من الجوع الطلب ب 400 جنيه . هذا مع العلم بأن وجبة الفول المصري هو الاكلة الشعبية الرئيسية عند أغلب السودانيين في وجبتا الفطور و العشاء و هو الوحيدة الارخص علي الاطلاق . فأن أرت بأن تأكل وجبة مجيهة من الفول لمصري تحتاج علي الاقل الي مبلغ ال 600 جنية كحد أدني لطلب الفول و ملحقاته من الزيت و الجبنة و الطعمية و زيادة عشتين او ثلاث عيشات قيمة العيشة الواحدة عشرين جنيه من المطعم او البوفيه كي تأكل و تشبع .
نعود الي مسئلة العملات الورقية التي لم تعد مبرئة للذمة . فبالامس القريب ذهبت الي السوق لقضاء غرض ما فمدت للتاجر ربطة من القروش فئة العشرة جنيهات الخضراء بجانب مبالغ اخري من الفئات الكبيرة الخمسن و المئة .
نظر لي التاجر بوجه مكفهر مكشراً عن انيابه قائلاً بجزم و حسم تاني ما تجيب القروش دي !
فقال العشرة جنيهات .
قلت له العشره جنيه لغوها و لا شنو ؟
اجاب مافي قروش لغوها لكنها ما بتمشي في السوق و مافي زول بستلمها منك .
قلت له طيب انا جبتها من وين ؟
فأجابني دي مشكلتك لكن ما تجيبها لي تاني !
في قت ما من هذا العام تم الاعلان بتغيير العملة السودانية و في ما بعد لم يتم نفي الاعلان او تثبيته من أي جهة رسمية في الدولة السودانية . يحدث هذا الامر في كثير من الامور السودانية الملحة و يترك الحبل علي القارب . كما يحدث و لأكثر من السنتين من عمر الحكومة الانتقالية بخصوص المجلس التشريعي و تعيين الولاة و دواليك دواليك .
العملة السودانية باتت بحاجة ملحة الي تغييرها و استبدالها لأسباب كثيرة تخص تداولها و تداعيات حملها و شيلها و التحرك بها من مكان لأخر . فهي أضحت شبهة تلفت الانظار هذا ان كنت تحملها في كيس او حقيبة او شوال و كنت راجلاً او راكباً في مركبة عامة او خاصة . فحمل القروش السودانية في ظل الاوضاع الامنية السيئة صار هاجس كبير يأرق الجميع دون فرزر بل بات خطراً يؤدي الي التعرض الي التهديد و النهب و في جل الحالات ينتهي بجريمة القتل . و دونكم حوادث تسعه طويله و ما ادراك بالتسعة الطويلة . العملة السودان في ابسط تقدير تحتاج الي حذف صفر او صفرين من ارقامها علي حتي تكون تستعيد حيويتها و جدواها الاقتصادية و التجارية و قيمتها لشرائية عند المواطن السوداني .
في البنوك تحدث دائماً ملاسنات و ربما مشاجرات بين العملاء و الموظفين بسبب تسليم هذه القروش من الموظف للزبون او العكس من العميل لموظف البنك . ففي كلاتا الحالتين تجد الطرف الذي يريد استلام القروش يحتج لاسيما اذا كان المبلغ كبير و من فئة العملات الصغيرة كأبو خمسين و العشرين و العشرة جنيه فهي تحتاج الي اكياس كبيرة او شوالات و عتاله و تكاليف ترحيل بالنسبة للزبون . اما بالنسبة للموظفين فعملية العد و المراجعة ترهقهم و تشل قدراتهم الذهنية و البدنية علي حد سوا .
فمتي يتم تغيير هذه العملة السودانية لجبر الضرر من المواطن السوداني المغلوب علي أمره في التعامل مع الجنية السوداني الذي بات ورقاً لا يساوي قيمته . فحتي الشحادين المتسولين و الاطفال الصغار اسقطوا من حساباتهم الروقة ابو العشرة والعشرين جنيهاً في تعملاتهم لان لا قيمة لها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر العربية: احتراق أكبر بئر لإنتاج النفط في حقل زرقة شرقي


.. نشرة الرابعة | -النقد الدولي-: هجمات الحوثيين تسببت في انخفا




.. المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض: ما الإنجازات التي حققته


.. انخفاض طفيف في عيار 21.. سعر الذهب اليوم الإثنين 06 مايو 202




.. صباح العربية | حمام الذهب في تونس.. أسرار غامضة وحكايات مرعب