الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر : و لو طارت فهي معزة

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2021 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


حرية – مساواة – أخوة

مجرد رأي

يُحكى أن شخصين إختلفا حول شي أسود كان يتحرك و كانا يريانه بعيدا عنهما في الطريق هل هو معزة أم غراب ..فلما طار الغراب ،قال الذي كان يقول أنه غراب : ألم أقل لك أنه غراب ؟...فرد عليه العنيد : حتى لو طارت فهي معزة ...

هذا هو حال حكام الجزائر هذه الأيام الذين لا يزالون يعيشون زمن شي غيفارا و فيديل كاسترو و قصة المطارق والمناجل التي تخلصت منها حتى صين ماو تسي تونغ و صارت ليبرالية ، فقررت قرارا مجنونا بقطع العلاقات مع المغرب بعد نجاحه في حسم قضية الصحراء لصالح الحق التاريخي والجغرافي الذي يقول أن الصحراء الغربية كانت دائما جزءا من المغرب بالخرائط القديمة والتاريخ ...

والسب الظاهر في نظري هو أن تلك الخرائط تتضمن أراض مغربية هي الآن تحت سيادة الجزائر فخشيت إن إعترفت بمغربية الصحراء أن يطالبها المغاربة بإسترجاع تلك الاراضي المغربية أيضا..

و لذلك فهي تقول مع صاحب نظرية المعزة : معزة و لو طارت ..

بل ستتخذ قرارات أخرى مبررة سلوكها بكل ما يمكنها ان تتذرع به كالعلاقات بين المغرب و إسرائيل و التي كانت حسب المسؤولين المغاربة مستمرة قبل ديسمبر 2020 أو بذرائع ّأخرى كالقضية الفلسطينية أو العلاقات الليبية المغربية أو الموريتانية المغربية أو الافريقية المغربية و غير ذلك ، المهم كل ما يسير في نفس إتجاه نظرية : معزة و لو طارت ..

المسؤولون الجزائريون الذين نسوا أو تناسوا الدعم الذي قدمه المغاربة للجزائريين أيام الأمير عبد القادر و أيام النضال من أجل الإستقلال و غير ذلك ، يقولون أن قرار قطع العلاقات مع المغرب يقتصر على النظام السياسي المغربي و لا يستهدف الشعب و نسوا أن قضية الوحدة الترابية للمملكة ليست قضية نظام سياسي فحسب بل قضية شعب أيضا و أن ما يمس النظام السياسي يمسهم بالمباشر ..لأن النظام السياسي ليس مفصولا عن الشعب بحكم الواقع .فكل منهما يؤثر في الآخر . و النظام السياسي هو من يسهر على أمنه و إستقراره و حاجياته المختلفة و المتعددة و التي ليست سهلة ....

حينما نكتب نحن اليوم عن الموضوع فنحن لا نعتبر الشعبين ولا النظامين السياسيين المغربي و الجزائري مفصولين عن الواقع بل معبرين عنه كتراكم تاريخي طويل أفضى إلى ما أفضى إليه ...و المفروض رغم كل المشاكل التي تعترض السياسيين أن يكون هناك إعتراف بالآخر وتفاهم و إخاء و حل للخلافات بالطرق السلمية و بالحوار لأسباب كثيرة تجمع بين البلدين أكثر مما تفرق بينهما ...لأن السلام بين البلدين سيجعل المسافات تصير قصيرة و المآرب سهلة التحقيق عوض هذه الحالة-المأزق التي وضع حكام الجزائر أنفسهم فيها ..

أتمنى أن يغلب الصبر و المنطق و التعقل سلوك بعض السياسيين الجزائريين المسؤولين عن سياستهم الخارجية .لأن هذا هو السبيل الوحيد للتعايش بين بلدين مرا من مراحل تاريخية متشابهة .

فالوحدة و التعاون هي التي تعطيهم قوة اكبر للخير و لحل مشاكلهما عوض عزل كل واحد منهما لنفسه ليحل مشاكله لوحده ..و لأن لا احد منهما اختار ان يكون بجانب الآخر ..فقد وجدا نفسيهما جارين بحكم الجغرافيا ...

مع تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة