الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيين ودورهم الريادي .

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2021 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الشيوعيين العراقيين وحزبهم
دورهم الريادي .

الذنب ليس ذنب الحزب الشيوعي العراقي ، ولا ذنب الشيوعيين العراقيين !..
لكن الوعي الاجتماعي وتدنيه لدى القوى التي لها مصلحة حقيقية في إحداث التغيير ، نتيجة غياب الحريات العامة والخاصة والجهل والفقر والمرض ، والعداء المستحكم للشيوعيين ، من قبل الأنظمة المتعاقبة خلال مراحل قيام الدولة العراقية ، وتسلط الإسلام السياسي وأحزابه الحاكمة !!.. وفكرهم الظلامي السلفي المتخلف ، الذين تربعوا على دست الحكم بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 م .
وتأثير ذلك الفكر الذي يتعارض مع حركة الحياة والمجتمع ، وتأثير ذلك النهج للإسلام السياسي ومحاولاتهم تكريس رؤية الدولة الدينية ، الذي يقوم على الفكر الأُحادي السلفي ، اللاغي للتعددية الفكرية والسياسية والتنظيمية ، والضربات المتلاحقة لمنظمات الحزب ، والبطش والإرهاب الذي مورس بحق الديمقراطيين والتقدميين والوطنيين ، واستهداف الحزب الشيوعي والقوى الديمقراطية والعلمانية ، وتوجيه ضربات قاتلة لكل الخيرين في هذا البلد ، والذي أثر بشكل كبير في إحداث عملية التغيير الطبيعي للمجتمع وتطوره وتقدمه ، وتمكين شعبنا لبناء نظامه الديمقراطي التقدمي ، في دولة ديمقراطية علمانية ناجحة .
هذه وغيرها أثرت على تطور الوضع السياسي في العراق ، والاصطفاف الطبقي وحركة المجتمع الغير طبيعية ، والغير متوازنة ولأسباب كثيرة ، ونمو البرجوازية الطفيلية الفاسدة الجاهلة والمرابين من هواة السياسة ، وشرائح طارئة على حركة المجتمع وتطوره ، والتي أحدثت تراجعا مريعا في مناحي الحياة المختلفة ، وأثرت على نشاط القوى الديمقراطية والتقدمية والوطنية ، وفي مقدمتهم الحزب ومنظماته ، والذي أدى إلى انقطاع في صلة الحزب بجماهيره وللأسباب التي ذكرناها وغيرها ، فهذه الجماهير تمثل قوة الحزب ومعينه ، وابتعاد الحزب وإن كان مؤقتا ، أثر سلبا على ديمومة هذه الصلة ، بهذه الملايين لفترات غير قصيرة ، والذي أدى إلى إضعاف قدرته على الاستمرار والتفاعل معها بشكل كبير ، فانعكس سلبا على تطور وتنامي نشاط الجماهير ، غياب قائدها الساعي لتحقيق أهداف وتطلعات هذه الملايين قد أضر ضررا بالغا في تقدم وتطور الوعي الجمعي .
ناهيك عن كل الذي ذكرناه ونتيجة للتطور الغير طبيعي للعراق ، وتعرضه للحروب والحصار والاحتلال ، ونشوء أحزاب طارئة على العمل السياسي وغياب الخبرة والدراية في فن إدارة الدولة والجهل في عملية بناء الدولة ، وولاء بعض من هذه القوى للدول الإقليمية والدولية ، واتباعها لسياسة الإغراءات والرشا والتظليل وشراء الذمم ، وماكنتها الإعلامية المظللة الخادعة ، هذه المنابر الإعلامية تم بنائها بالمال الحرام وما سرقوه من خزينة البلاد ، وتبرقعهم بعباءة الدين وبسم الدين سرقوا كل شيء جميل وثمين في هذا البلد ، والذي أدى إلى تدمير الطبقة الوسطة ودورها الريادي في في النهضة في مرافق الحياة المختلفة وبنا مؤسسات الدولة .
هذه وغيرها بشراء الذمم واتباعهم لسياسة العصى والجزرة !..
دفع الكثير من هذه الجماهير بالذهاب صوب القوى الحاكمة والناشئة حديثا !!.. عسى أن تجد ضالتها وتحصل على بعض المكاسب !..
نتيجة لانقطاع الحزب ومنظماته عنها ولفترات زمنية في فترة مقارعة الدكتاتورية ، إلا ما تيسر للبعض من رفاقه بالعمل وفي ظروف غاية بالخطورة والصعوبة ، والتخفي عن أعين النظام الفاشي للبعث .
لقد سعت القوى الرجعية وأحزاب الإسلام السياسي بركوب الموجة ، وتبني مبادئ وثقافة وأهداف وشعارات وبرامج الحزب الشيوعي العراقي كذبا وزور ، لإيهام الناس بأن هذه القوى ، من المدعين بالإسلام والتدين ، واستخدام الدين والشعارات كغطاء للقفز إلى السلطة !!.. بأنهم سيحولون العراق إلى جنة من جنان الأرض ، وتعيش هذه الملايين بثبات ونبات وحياة رغيدة وسعيدة ، وترسيخ القيم النبيلة وتوفير الرخاء والأمن والخدمات وإشاعة السلام والمحبة والتعايش ، دون تمييز وكراهية وعنصرية .
لكن هذه الجماهير لم تحصل على أي من هذه الوعود والامال والتطلعات !!..
بل العكس من ذلك !.. فقد كان نصيبها الموت والخراب والتهجير والجوع والمرض والأمية والبطالة ، وغياب الأمن والتمييز والعنصرية والكراهية وجيش من العاطلين ، وخراب عام وتام وشامل في كل مرافق الحياة .
نتيجة لكل ذلك وغيره وما بيناه ، والحالة من سيئ إلى أسوء ، وبعد أن طفح الكيل وشاع الخراب والفقر والمرض وانهيار شبه كامل في الدولة والمجتمع ، بدء الحراك الجماهيري ومنذ ثلاثة أعوام وهو في تطور كما ونوعا ، وبتصاعد مستمر ، وتطور معه الوعي الاجتماعي وبشكل نسبي ومحسوس ، ونتيجة لكل ما ذكرناه وما لم نذكره ، خرجت هذه الجماهير معربة عن سخطها وغضبها وتذمرها بصور وأشكال مختلفة ، تحتج على ما وصل إليه البلد من بؤس ودمار ، وتطالب بإعادة النظر ببناء دولة المواطنة وتقديم الخدمات وتحقيق العدالة والمساواة والأمن ، وإشاعة السلام والتأخي بين الناس ، ومغادرة نهج المحاصصة المدمر والطائفية السياسية والإثنية ، ومحاربة الفساد وتحقيق الأمن المفقود وحصر السلاح بيد الدولة وتصفية الميليشيات الطائفية العنصرية .
يجب أن لا ننظر إلى نصف الكأس الفارغة !!..
علينا أن ننظر إلى النصف المليان وبروح مفعمة بالأمل ، وندرك وبشكل موضوعي هادئ ، لطبيعة الحراك الاجتماعي ، وكيفية إحداث التغيير الإيجابي ، من خلال طرق كل وسائل النضال الجماهيري السلمي الممكن ، وتوجيهه بما يخدم مصالح السواد الأعظم من الناس ، لتحقيق أهدافها وتطلعاتها .
وهذا ما يسعى إليه الشيوعيين وحزبهم ، والتي عبر عنها وسوقها عبر وسائله المختلفة ، ووسائله المتاحة وضَمًنها في برنامجه الذي أقره المؤتمر العاشر للحزب ، وهو تعبير صادق عن الأهداف والبرامج التي تنسجم مع تطلعات الجماهير الكادحة .
إن الحزب الشيوعي العراقي دافع بثبات عن أهداف وتطلعات الجماهير الكادحة الفقيرة ، وعن القوى التي لها مصلحة حقيقية في التغيير ، والتي تأمل بأن يحدث ، ولكنها تقف على التل وتنتظر التغيير ولا تساهم في خلقه !..
أو أنها عاجزة عن فعل ذلك !.. نتيجة لتخلفها في فهم عملية البناء الاجتماعي وحركته التراكمية المتواصلة المستمرة ، حركة المجتمع لا تراوح مكانها ولا تتراجع إلى الوراء ، بل هي في حراك مستمر غير محسوس ، وعدم إدراك هذه القوى لمهماتها وأين تكمن مصالحها الحقيقية ، وعدم إدراكها لما يجب فعله والقيام به والمساهمة في خلقه .
هذه الجماهير ستنهض من سباتها وتستعيد فرض إرادتها ، بوتيرة تصاعدية وأكثر من ذي قبل ، ستهتدي لبوصلة حراكها نتيجة لسعي الشيوعيين لتنمية وعي جماهير شعبنا ، وستمسك هذه الجماهير بالحلقة المفقودة وتصطف حتما مع القوى الديمقراطية والتقدمية النازعة لصنع التغيير والخلاص من عبوديتها ، بنضال وصبر وعزيمة جبارة .
تطور النضال الجماهيري وتقدمه يتوقف على طليعتها الثورية الواعية ، الحزب الشيوعي العراقي وقواها الديمقراطية ، الذي يجب أن تتصدر هذا النضال ، ودفع هذه الملايين لمعترك النضال الذي يخوصه الحزب الشيوعي العراقي وقواه الديمقراطية والتقدمية ، كونهم المرشد الحقيقي للكادحين والبؤساء والمسحوقين .
بعزيمة وقوة الشيوعيين العراقيين وبتظافر ووحدة نضال القوى الوطنية والتقدمية ، التي لها المصلحة الحقيقية في إحداث التغيير ، وإعادة بناء دولة المواطنة وبرؤيا الدولة الديمقراطية العلمانية وتحقيق العدالة والمساواة ، والخلاص من البؤس والحرمان والعبودية وغياب الأمن والخدمات التي كُبلت بها هذه الملايين .
ستتحقق أمال وطموحات شعبنا بوحدة قوى شعبنا الخيرة في إرساء قواعد دولة المواطنة وتثبيت دعائم الأمن والتعايش وتحقيق التنمية والإعمار والبناء والكشف عن حيتان الفساد وتجار المخدرات والجريمة المنظمة وتجار السلاح .
صادق محمد عبدالكريم الدبش .
30/8/2018 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله