الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية هناك في شيكاغو والحنين

هدى عثمان أبو غوش

2021 / 9 / 1
الادب والفن


هي الروح في الغربة تشتاق للأرض للأحبة لرغيف الزعتر، فتذوب حنينا لتتنفس روح الوطن، هي روح شاهدة على آهات الحنين، الصعوبات والتحديات التّي يواجهها المغترب، هي روح تعزف ألحان الأشواق، وتثير عاصفة روحها بالأسئلة حول حق وجود الفلسطيني في أرضه، وتلهث من غبار رياح خيانة الوطن. هي روح حالمة في أرض السّعادة، حيث الهروب إلى هناك، هناك في شيكاغو. حاولت الرّوائية المقدسية المغتربة في شيكاغو هناء عبيد، أن تصوّر من خلال قلمها الجميل حال المغتربين في شيكاغو من خلال شخصية نسرين الجامعية التّي تفقد والديها في فترة متقاربة، ولا توّفق في الاقتران بثائر الّذي أحبته؛ بسبب رفض والد نسرين للعريس لخيانة أبيه سعيد النّحاس للوطن، وهو السّر الذي أخفاه والد نسرين عن ابنته؛ لتكتشف الحقيقة في نهاية الرّواية.
جاء أُسلوب الروائية بلسان ضمير الأنا والسّرد الذاتي بلغة إنسيابية سهلة، وأحيانا كانت بعض الشّخصيات تسرد حكايتها بلسانها. استخدمت الحوار باللغة العامية وأحيانا بالفصحى، وصفت الأماكن والأحداث المهمة في أمريكا مثل تفجيرات في الحادي عشر من سبتمبر، كانت المدن حاضرة في الرّواية. القدس، عمان، وشيكاغو، أسهبت في تساؤلاتها، وطرحت رؤياها وأفكارها لما يجري على الصعيد السّياسي. أشارت إلى جهلنا في عدم محاولتنا لنهل المعلومات التّاريخيةللأماكن السّياحية، كما تطرقت إلى أهميّة نشر وتواجد الكتب في الغرب، التّي تساهم في تفسير العادات الشرقية أو صورة العربي وتاريخه، وبالتالي دحض الرّواية المغلوطة للكتب التّي تسيء لوجه العربي.
لم يكن اختيار مكان الرّواية وموضوع الإغتراب صدفة، إذ أنّ الرّوائية المقدسية مغتربة في شيكاغو، وقد عكست مهنتها كمهندسة على صيغة وصفها للمباني في أمريكا بصورة هندسية، من خلال نسرين بطلة الرّواية، كما أظهرت حبّها للهندسة رغم دراستها الفيزياء.
برزت شخصية نسرين الإنسانة الصبورة التّي تتحمل المعاناة، وتنير دربها بالأمل، كما أظهرت صورة المرأة العربية المتعاونة والمكافحة مع زوجها، ومن جهة أُخرى كشفت عن الظلم الّذي تجابهه المرأة من قبل زوجها سواء سوء أخلاقه أو زواجه من أُخرى بحجة الحصول على الجنسية.
رسمت صورة المرأة الشّرقية في الغرب التّي ما زالت تمارس الثرثرة في جلسات النساء للبوح بهمومهنّ.
برزت عاطفة الحنين للأهل والوطن في الرّواية، وأثارت الرّوائية هناء عبيد من خلال روايتها مفاهيم الغربة التّي تكسر روح المغترب، وتجرحه ببرد الوحدة، وكأنّها تصرخ بقلمها لتقول للقارئ لا تصدق أنّ الهروب إلى شيكاغو جنّة فقف وتأمل!
جاءت النهاية مفتوحة خلال عودة نسرين ووصولها إلى المطار، وتخيلها ثائر في استقبالها كحلم رفرف في مخيلتها من خلال عقلها الباطني الذي ما زال يحنّ إليه.
جاء عنصر التّشويق ضعيفا، إذ اعتمدت الرّوائية على عنصر الوصف والسّرد الذاتي الّذي أخذ شكل مشاهد لحكايا الاغتراب من قبل عدّة نساء عرببات وأجنبيات، سرد لم تكن الحبكة فيه تجعلك تدور حول متابعة حدث ما من بداية الرّواية حتى نهايتها بلهفة، إلاّ أنّ الدهشة في الرّواية جاءت في النهاية خلال كشف حقيقة سعيد النّحاس.
مبارك للرّوائية هناء عبيد ولادة مولودها البكر "هناك في شيكاغو" ونتمنى لها مزيدا من الإبداع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو