الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائحة العزوف عن القراءة

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2021 / 9 / 1
مقابلات و حوارات


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: ما هو برأيك السبب وراء العزوف عن القراءة، وتواضع الإنتاج الفكري في العالم العربي مشخصاً بعدد الكتب الثقافية العامة التي يتم طبعها ونشرها باللغة العربية حسب إحصائيات الأمم المتحدة؟

مصعب قاسم عزاوي: لا يحتاج كثيراً من الحذاقة تلمس الأسباب الموضوعية لذلك والمرتبطة أساساً بأن المفقرين المنهوبين والمسلوبين من كل ما يرتبط بحقوق الإنسان الأساسية ومن ضمنها حرية التعبير في المجتمعات العربية المنهكة جراء ما تتعرض له من نماذج استثنائية في عمقها وهولها من استبداد وطغيان الدول الأمنية ومفاعيلها على تلك المجتمعات، والتي أعادت صياغة الهدف الأساسي لحياة كل مواطن مظلوم في العالم العربي ليكون متمحوراً بشكل شبه حصري حول الجهاد والمصابرة للبقاء على قيد الحياة، ومحاولة تجنب كل الانزياحات الجانبية التي قد تشوش بوصلته في القيام بواجب «حفظ النوع» من الفناء أو الاندثار جوعاً أو مرضاً أو في أقبية الأجهزة الأمنية؛ وهو ما يجعل من الثقافة والقراءة والمعرفة رفاهية لا تقع في لائحة الأهداف العامة لجل المواطنين العرب.
ومن ناحية أخرى فإن الطموح للمعرفة، يقترن في غالب الأحيان، برغبة بفهم علائق الأمور في حياة الفرد عبر محاولة للبحث عن مفاتيح وأدوات قادرة على نقلها للأحسن، وهو ما قد يستحيل التفكر به، نظراً لتغول النظم الاستبدادية على كل أحياز الحياة الاجتماعية للفرد العربي عمقاً وسطحاً، وهو ما يعني قيمة واقعية أقرب إلى الصفرية لأي معرفة قد يتمكن من الحصول عليها، لكونها معدومة القيمة التأثيرية في واقع عياني مشخص تضيق فرص حراكه الاجتماعي و تتقهقر فرص مساهمة ذلك الحراك الحبيس في صياغة طبيعة ذلك الواقع معاشاً إلى درجة أدنى من الصفر في غالب المجتمعات العربية.
وذلك التوصيف الأخير يتسق مع حقيقة عجز الجامعات العربية عن تخليق فئات من المتعلمين المستنيرين بأدوات تحصيل وتنمية المعرفة وحصاد نتاجها رشاداً وعقلانية، وتحول جل الجامعات العربية إلى مفارخ تخرج مئات الآلاف من المؤهلين الذين تتبأر جهودهم خلال فترة تحصيلهم العلمي على هدف وحيد هو الوصول إلى «الشهادة» أو «اللقب الرنان» بأقصر الوسائل وأقلها جهداً، نظراً لانحسار أي أهداف موضوعية من الانخراط في العملية التعليمية إلى حيز ضيق لا يتجاوز الحصول على فرصة مهنية، والعمل للبقاء على قيد الحياة في المستقبل، ودون أن يلامس ذلك الانخراط أي أهداف محتملة أخرى من قبيل تعلم «فن اكتشاف المعرفة»، و«أصول البحث العلمي»، و«أداوت التفكير الحر»، و«مفاتيح العقل النقدي» لعدم تحقق أي قيمة موضوعية لها في واقع «الصراع لأجل البقاء على قيد الحياة» في واقع الاستبداد العربي المقيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي