الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليست انتصارات إلهية إنها الحرب الأهلية الأفغانية

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2021 / 9 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


ليست انتصارات إلهية إنها الحرب الأهلية الأفغانية
الكاتب: نضال نعيسة
الحوار المتمدن: 01/09/2021
Lattakia City 13:12 GMT
"تغيير نمط الحروب وإدارة الصراعات وليس وقفها"
يـُطرب غير رهط، وعلى غير مستوى وصعيد، لما جرى في أفغانستان، من نصر "إلهي" مزعوم، و"وعد" سماوي للمؤمنين، بأن "نصره" للحى الكثـّة كان حقاً، وها هو يتم، اليوم، عبر انسحاب أمريكي، "غير تكتيكي"، ولا "متكتك" وبعد مفاوضات بينية ماراثونية طويلة في فنادق الدوحة الفاخرة، وحيث مكاتب تمثيل الحركة الرسمي، (وليس بساحات القتال و"الجهاد" والتمكين)، مع زعماء الحركة الظلامية السلفية، والتي أفضت لعودة برابرة التاريخ الجدد إلى الواجهة السياسية عبر هذا التواطؤ والاتفاق الأمريكي الواضح، من جديد، والذي هو في جانبه الآخر طعن وغدر بحليف محلي، لهدف واحد ووحيد وهو تنفيذ آخر وأحدث الاستراتيجيات الأمريكية المعلنة وهي التحرر من وزر الحروب التقليدية والكلاسيكية، وتوفير الأرواح والأموال والجهود الأمريكية، وذلك عبر التغيير في نمط وأسلوب الحروب والانتقال للجيل الرابع من الحروب (الاستراتيجية الامريكية الجديدة في وجه جميع الخصوم) وتعني اشعال الحروب والتسبب بالاقتتال والحروب الداخلية بين فرقاء محليين، ودعمهم والحفاظ عليهم جميعاً من دون التضحية بأي "كباش"، فأي "كبش" منهم مهم جداً في عملية المناطحة الأبدية ولا يمكن، أو بالأحرى لا ينبغي منطقياً الاستغناء عنه،(فلو تحقق الانتصار النهائي لفريق واحد فهذا يعني انهيار وفشل لاستراتيجية الحروب الرابعة وهذا أمر غير مسموح وخط أحمر)، والقيادة من الخلف حسب مبدأ أوباما الشهير، وهو عراب "الربيع العربي"(أيضا نمط للجيل الرابع)، ولذا يجب تركهم "يتحاربون "يتناطحون" للنهاية والتمتع بالمشاهدة، ليستنزفوا بعضهم البعض، حتى الموت دون ان تخسر امريكا جنديا واحداً.
واليوم، بدات، على الأرض، التصفيات والتفجيرات والمواجهات وعمليات الانتقام والثأر المتبادل، وتصفية الحسابات بين الأفغان أنفسهم، ناهيكم عن المخاطر الجدية لاندلاع أقدم حروب التاريخ "السنية-الشيعية" هناك، وما سيعنيه كل هذا من زج لإيران وتوريط لها في أتون هذه الحرب، وبالتالي إضعاف لخواصرها، وجروحها المفتوحة في سوريا، واليمن، والعراق، ولبنان، وكل هذا سيساهم في استراتيجية الإنهاك والاستنزاف للخصم الإيراني، ويعزز الموقف الأمريكي والغربي عموماً في المفاوضات النووية مع الملالي النوويين، الذين باتوا يخوضون مواجهات على عدة جبهات لن تكون في صالحهم على المدى المنظور على الإطلاق.
وبهذا، لم تعد الولايات المتحدة، بحاجة لأي تدخل عسكري مباشر في ظل وجود هذا الكم الهائل وهذه الجحافل المسعورة والمتحاقدة من المتصارعين والمتناحرين والمتنافسين والأضداد و"الحمير" المحليين الذين سيقومون بالمهمة على اكمل وجه وما يرام، ويشرعون في توجيه الأسلحة لصدورهم بالذات، قبل توجيهها بأي اتجاه، وبدلاً من أن تكون الولايات المتحدة أحد هؤلاء الخصوم، ستكتفي ها هنا بدور الموجه، والمشرف، وإدارة الصراعات، ورعايتها، مرة لهذا الفريق، وأخرى لذاك...
كان الانسحاب حقيقة، وبإحدى قراءاته، إيذانا ببداية حقبة ومرحلة جديدة أخرى أشد فتكاً ربما من سابقاتها، فلقد أقلعت، عملياً، وبدأت كرة الثلج الدموية الثأرية الانتقامية (الحرب الأهلية الأفغانية)، بالتدحرج رويداً رويداً، كما يبدو، ليس ابتداءً من تفجير مطار كابول، وبغض النظر عمن يقف وراءه، أو انتهاءً بعمليات الإعادم والتصفيات الجسدية والاعتقالات وبحدوث المواجهات العسكرية بين بين فلول الجيش والفصائل والميليشيات المحلية الأفغانية من جهة، ومن يقف خلفها من داعمين محليين وإقلييميين، وبين حركة طالبان من جهة أخرى، وأيضاً ومن يقف وراءها من فاعلين، وداعمين محليين وإقليميين، ناهيكم عن الصراع القديم-الجديد بين علمانيي ومتنوري الأفغان، وخصومهم من شيوخ وجهاديي الطالبان.
من هلل وصفق وزعق كثيراً، للانسحاب الأمريكي، فهو لم يكن يفعل سوى التصفيق والتهليل والفرحة و"الفزعة" لمزيد من سفك للدم الأفغاني البريء، وسيضحك كثيراً من يضحك أخيراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال