الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصر الله المقاومة ونصر الله الحزب

إسماعيل أحمد

2006 / 8 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


وقفت ولا أزال مع المقاومة الباسلة، والدفاع المشروع عن كل القضايا العادلة، وفي مقدمتها قضيتنا الفلسطينية، وفي هذا الإطار لا يمكن إغفال ما قدمته المقاومة اللبنانية صدا للعدو المشترك بينها وبين كتائب المقاومة الفلسطينية...
مع المقاومة يمكن أن يتماهى كل شرفاء العالم بلا تردد، أيا كانت هويتهم الدينية أو الفكرية..
لكن الموقف من المقاومة لايعكس بالضرورة موقفنا من الكتل السياسية التي تستوعبها!
لابد من فصل بين الموقفين:
المقاومة الوطنية الإسلامية، وهي تحمل هم الوطن وتذود عن حماه،
والأحزاب السياسية التي يشغلها همها الخاص وتسعى لتحقيقه بكل اتجاه.
حسن نصر الله اليوم كياسر عرفات بالأمس، يمثل كل منهما بعدين اثنين على الساحة:
بعد الثورة والمقاومة
وبعد السياسة بكل أدوارها.
نعم قد يتداخل البعدان في بعض المراحل، ويستفيد بعضهما من بعض في جل المراحل، غير أن الموضوعية والواقعية تقتضي أن نفصل بين البعدين تماما حتى لا نتطرف ولا نفرط معا..
عرفات السياسة انتهى في نظري منذ خطاب جنيف قبل أوسلو، وإن كان بقي له وجوده حتى كامب ديفيد الأخيرة...
لكن عرفات المقاوم لا يزال رمزا حتى اليوم..
لو لم يكن عرفات إلا في بعده السياسي، لكان عرفات الفتحاوي فقط، ولد مع ولادتها، وينتهي بنهايتها التي قرب فسادها وفشلها الأخير من وقوعها –لا سمح الله-.
ما بقي حتى اليوم، هو عرفات المقاومة الرمز الذي يضطر حتى الحمساوي في سلطته على أن يرفع صورته فوقه في كل اجتماع يمثل السلطة التي بذل لها أبو عمار ما بذل...
حسن نصر الله في بعد المقاومة غدا رمزا جبارا نفتخر به جميعا على اختلاف مذاهبنا واتجاهاتنا الفكرية والسياسية إلا قليل من الموتورين أو المضللين...
لكن حسن نصر الله الحزب وإن أفاد كثيرا من بعد المقاومة الذي استطاعت قناة المنار، والخطاب الإعلامي للحزب أن يوظفوها جيدا لصالح مشروعهم السياسي، غير أنه يبقى في الإطار الحزبي أصغر بكثير منه في إطار المقاومة...
من حق حزب الله أن يتمتع بشرعيته الوطنية، وأن يستفيد من مناطق نفوذه، مثله مثل أي حزب وطني آخر، ومن حقه أن يبشر بمشروعه السياسي والمذهبي والاجتماعي سواء بسواء.
ففي بلد نجح الفرنسيون (العلمانيون!) أن يفصلوه طائفيا عن كيانه الشامي الأكبر، ونجحوا في أن يؤسسوا كينونته السياسية على أساس المغالبات الطائفية –غير المنصفة-، وزاد الوجود السوري السياسي والعسكري الطينة بلة حين بدأ يلعب بخبث بالحبال الطائفية متقافزا من طائفة لأخرى، حتى استقر به الحال منذ بداية التسعينات إلى أن يعامل (حزب الله) كطفل مدلل، يستثنيه من اشتراطات الطائف التي فرضت على كل الميليشيات، ويمتعه بما يحرم منه مواطنيه في سورية، ويضفي عليه عبارات دينية وقومية ووطنية هي هي ما لا يزال يحاربه في سورية التي نص مؤتمر بعثها القطري العاشر على منع الأحزاب الدينية من ممارسة نشاطها السياسي! ويبرر لمقاومته بمزارع شبعا، وهو الذي يملك أضعاف أضعافها في الجولان المحتل، فما باله لا يحرك ساكنا ولا يأذن بمقاومة إسلامية من أراضيه بالرغم من الطلبات الرسمية التي خرجت من رحم التيارات الدينية السنية التقليدية في سورية!
بل وأكثر من هذا أنه تنازل سريعا عن مزارع شبعا السورية ليبرر الوجود العسكري لحزب الله في الجنوب كاستثناء يهدد استقرار لبنان السياسي...
من حق حزب الله أن يستفيد من هذا المناخ، وأن ينطلق في مشروع سياسي اجتماعي ينافس سلطة الدولة، ويسابقها في خدماتها الحكومية للشعب!
لكن الذي ليس من حق أحد، أن يبقى في ساحة السياسة خيارا وفقوسا!
إن استفادة حزب الله السابقة من الوجود السوري، لا تعني أن يبقى ما كان على ما كان بعد خروج المخابرات السورية من لبنان –كما في الظاهر-.
ومع هذا فأنا لست مع سحب سلاح المقاومة! أي تناقض هذا الذي أهذي به؟!!
أبدا! لا هذيان ولا ضبابية!
كل ما أريده هو الفصل بين الحزب والمقاومة.
على أن المقاومة تحتاج لإعادة هيكلة تبعدها عن أن تكون مطية لسورية أو إيران لا سمح الله في التنفيس عن أزماتهم التي لم يكن ولن يكون الشعب اللبناني أو الفلسطيني أو غيرهم من الشعوب مسؤولا في التفريج عنها!
المقاومة هي مقاومة الشعب كله، ويجب أن تحتوي الجميع.
فلا يجوز حرمات كيان سياسي أو اجتماعي أو مذهبي من حقه في الإسهام بها بذات الشكل العلني المتاح لحزب الله..
كما لا يجوز بحال أن تكون قيادتها وغرفة عملياتها تبعا لتنظيم محدد، يختار وفقا لأجندته أو أجندة غيره قرار الحرب، كما يختار قرار الهدنة!
في موقفي من حزب الله أقف موقفا مخاصما بشرف، أتفهم خصوصياته، وأنازعه في بعض أطروحاته، وأهمها في نظري مشروعه السياسي الذي يجعله طابورا خامسا للنظام السوري في بعض الأحيان، كما مشروعه الطائفي الذي يهدد المنطقة بكل شفافية...
وفي الموقف من المقاومة أبقى على العهد أفتخر بكل ما قدمته، وأنتصر لها، وأذب عن عرضها، وأغيب كل الخصومات البينية مع كتلها السياسية حين تكون المعركة مع العدو الصهيوني المشترك...
لا خصومة سياسية مع العدوان الخارجي، ولا تنازل وتفريط بالحقوق السياسية والوطنية خارج إطار المقاومة والعدوان...
لم أتغير ولم أبدل...
نصر الله الحزب وهو يسير أكبر جنازة تشييعا لقاتل شعبي وسفاح حماة، بعد أن يسميه بالقائد الخالد ليس شيئا لا يعنيني!
ونصر الله الحزب الذي يسير أكبر مظاهرة لشكر المخابرات السورية ونظامها القذر، ولا يرعوي عن تسمية سورية كإقطاعية من إقطاعيات آل أسد، حين يقول: (سورية الأسد!!!) ليس لي موقف محايد حياله!
ونصر الله الحزب الذي يلمع النظام السوري حتى الساعة، ويعتذر له عن عدم تحريك جبهته في الجولان كما يحامي عن حق المقاومة من أجل شبعا! أبدا لن يكون موقفي منه موقفي من نصر الله المقاومة الرمز الذي أفتخر به في معركة التحرير...
حزب الله بالنسبة لي خصم بارز ألتقي معه في بعض الأهداف، وأبارزه الخصومة في كثير منها، وأعتقد أنه ما كان لينمو هذا النمو الخطير لولا الرعاية الأسدية الإيرانية، فقد كان النظام السوري هو الحضن الذي احتوى ذلكم الطفل حتى بلغ يفاعه، بينما المرضع الإيراني كريما في رضاعته فلم يفطمه حتى بعد أن تجاوز عمر البلوغ!!!
وفي ظني أن الحزب سينكمش ويعود إلى حجمه الطبيعي الآن بعد أن ذهلت المرضعة عمن أرضعت، وألقى الحاضن من في حضنه برغم أنفه!
حين يعود الحزب إلى حجمه الطبيعي سنناضل جميعا من أجل حقه في الوجود والمشاركة، مثله مثل كل كتلة سياسية في المجتمع، وحتى ذلكم الحين ستبقى معركتنا السابقة واللاحقة في كشف الحقيقة كاملة، {ليَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}الأنفال42
والبقاء للمقاومة، {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}الرعد17








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية