الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيد مسعود البارزاني يحسم خيارات العراق بثلاثة فقط لاغير

طلال شاكر

2006 / 8 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


(( أن امام العراق ثلاثة خيارات فقط هي: التقسيم، او الفدرالية،او الكونفدرالية،موكداً ان حكومة مركزية
قوية لن تقوم في العراق)) تصريح رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البرزاني، لاذاعة صوت امريكا الناطقة باللغة الكردية 10 اب 2006

تقسيم العراق سيكون الحل الاكثرسوءاً ودمارا.....

الخيارات السياسية امام العراق والعراقيين، لبناء حاضرهم ومستقبلهم بطريقة ديمقراطية
وتوافقية، تواجه اليوم وغداً تحديات مركبة وعصية، فأرادة العيش المشترك في عراق موحد ثلمتها المعضلات الطائفية والاثنية التي تعصف بالعراق المريض، وكل الرسائل السياسية التي ينثرها رموز المشهد السياسي العراقي الدامي فوق رؤوس العراقيين، لاتثير القلق والخوف المشروعين فحسب، وانما تثير الرعب والفزع وتزيد الطين بلة، فالعراق المزمع تقسيمه ليس جيكوسلفاكيا حينما افترق الجيك والسولفاك بكل مودة وعقلانية وكون كل طرف دولته المستقلة بعد العام 1992. وعليه يمكن القول أن خصوصية وضعنا يحتاج الى حل عراقي رصين ومتوازن ولاتنفعه قرارات الجزم والحسم كما سطرها السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان، فليس هنالك في التجارب العالمية مايتشابه مع اوضاعنا، لنتخذ منه مثالاً نحتذي بقيمة دروسه وعبره لحل مشاكلنا وفكرة التقسم هي اسوء الحلول وأخطرها،فالمتذابحون عندنا، هم من قومية واحدة ودين واحد وعشيرة واحدة ونبي واحد، واله واحد، لكنهم يختلفون في خصوصية مذاهبم، واذا كان احترابهم الطائفي في أسبابه، الجوهرية، قد عكس مضمون المشكلة، كصراع وتنازع على السلطة والحكم بين السنة والشيعة،أذن...لا توجد غرابة في ذلك فهذا هو وجه الحقيقة في صورتهاالاعم والاشمل
التي أوجزت أجندة الخلاف والتطاحن الطائفي تفاصيله وتداعياته المفزعة، بينما بقى على العقلاء من الطرفين حله بطريقة واقعية قبل فوات الاوان دون فرض المربعات الثلاثة التي ينبغي الخضوع لاجندتها كما فقطها السيد مسعود البارزاني فاستبعاد فكرة التقسم نهائياًمن
اي اجندة سيجعل التفاهم والحل بين العراقيين ممكناً وحتمياً؟. وأنطلاقا من هذه الرؤية فاننا سنجد وبلا تأويل في تصريحات السيد مسعود البرزاني، والعراق يعيش في خضم الاحتدام الدامي رسالة محبطة، ترسم خيبة الامل فوق جباهنا وتدفع بالكثير من العراقيين الى اعماق اليأس وهم يتلقون رسائل التهديد والاستعلاء السلطوي التي كثيراً ما يطلقها مسؤول كبير في المعادلة السياسية الراهنة والتي غالباً ماتداهمك تصريحاته المثيرة والقاسية، فالسيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان، مافتئ في احاديثه المتكررة التعبيرعن رغبته في رؤية عراق لايريده الا مقسماً وضعيفاً وهامشياً، تحت حجج اليأس من تفاقم مشاكلة وأستعصاء حلها وأسباب اخرى، ونتمى ان نكون مخطئين في تصوراتنا، فجل رؤاه ومواقفه الحريصة والمتوازنة لاتتعدى اقليم كردستان وحقوق كردستان في معناها الشامل والعميق؟، في حين تبقى وحدة العراق وحقوقه موضع مناورة وبراغماتية، ودهاء، وفي المحصلة ، لن تؤسس مثل هذه المواقف والاراء والازدواجية لعراق ديمقراطي فدرالي تعددي كما يريده العراقيون بكل قومياتهم وطوائفهم ومنهم الشعب الكردي، اذا كانت نوايا اقطابه وقادته ومواقفهم الحقيقية تدور في فلك ورؤية اخرى كما تجسدها تصريحات السيد مسعود البرزاني الدورية، التي كثيراً ماتخلق الالتباس وتثير اكثر من علامة استفهام وتساءل مشروع حول الهدف النهائي لمثل هذه التصريحات وتوقيتها.؟ ولا أعرف ماالذي يخيف السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان من عراق فدرالي موحد ومن قيام حكوة مركزية
قوية في بغداد! ( وهويجزم أنها لن تقوم)، وهذه مفارقة مفزعة ومحيرة في بلد تناهبته ليس سطوة الأرهابيين التكفريين والصداميين، بل عصابات الاجرام والمافيات المنظمة والقتلة والمارقين، وهو بحاجة الى حكومة قوية حازمة تفرض سلطة القانون وتحمي المواطنين من عتاة المجرمين وبطش الارهابيين تقود التنمية وتقدم خدماتها الى المواطنين الضعفاء،ان الدولة والحكومة القوية التي ننشدها ياسيادة الرئيس، ليست تلك المؤسسةالاستبدادية التي تملك جيشاً جراراً، وفرق خاصة، واجهزة مخابرات باطشة وفرق اعدام وسجون سرية، يقودها زعيم ملهم وحزب قائد، بل نريدها قوية ، بعدلها، وديمقراطيتها، وحزمها، وبالتفات الشعب حولها، تحكم بقوة القانون وبأسمه، فمفهوم الدولة والحكومة بالمنطق الصدامي قد ولى بلا رجعة، ولن يتكررمطلقاً والعراق ليس بحاجة الى دولة قوية غاشمة، تذله، وتظلمه، وتحفر مقابر جماعية لابنائه، اوتقود أنفالاً جديدة ضد ابناءالشعب الكردي ، اذن ما هي دواعي الالتياع.. من قيام حكومة قوية في بغداد تقوم وتعمل وفقاً لاشتراطات العدل والقانون،والعراق مازال في مخاضه الصعب وهو بحاجة ماسةالى سلطة متمكنة تقوده الى برالامان، سلطة لاتخضع لابتزازات المليشيات ولاتطنش عن المسيئين ولاتتخاذل امام الارهابيين، ولم الخوف ياسيادة الرئيس وانتم نصف الحكومة المركزية وتحكمون أيضاً في كردستان بشكل مطلق وتملكون دولة بكل ماتعنيه الكلمة دون منازع، وتحت تصرفكم جيشاً كبيراً وجهاز مخابرات مقتدر وطاعة مطلقة لحكمكم وأنتم مازلتم اقليماً؟ وأمنكم لم يتحقق بالصورة الحالية الابقوة حكومتكم الاقليمية القوية والمركزية بالنسبة لاقليم كردستان، فلماذا عليكم حلال، وعلينا حرام ومحذور!؟، لماذا تستكثرون على العراقيين العيش في ظل حكومة قوية، مهابة،تردع المجرمين والعابثين بأمن البلاد؟، فلو كانت هنالك حكومة مركزية قوية في بغداد تملك ارادة سياسية موحدة، ماصار كل اللي صار؟ ان هيبة وقوة الحكومة المركزية هوهيبة وقوة للاقاليم الفدرالية، ولايتعارض مفهوم الحكومة المركزية القوية في ظل سيادة القوانين ومؤسسات العدالة،مع صلاحيات الاقاليم الفدرالية بل يعززها،فالقوة في معانيها وتجلياتها الصحيحة وكما يريدها العراقيون الاحرار،هي القوة الديمقراطية والاقتصادية بمؤسساتها المدنية بقضائها المستقل بمؤسساتها الدستورية، فالحكومات الديمقراطية المنتخبة
يجب أن تكون قوية ومتماسكة، فمهمةالدفاع عن امن البلاد وسلامتها هومن مهمام االحكومة
المركزية القوية وهي وحدها وفقاً للدستور تملك الجيش والسلاح، ولايمكن لحكومة واهنة وضعيفة أن تدافع عن حياض الوطن من المتربصين به ولايمكن للمواطن ان يمنحها الولاء ويثق بها.
ربما اخمن مايدور في ذهن السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان، وهو يطلق مثل
هذه ألتصريحات المثيرة للانقسام، في وقت يحتاج العراق الى رسائل الامان وبعث الثقة في
نفوس مواطنيه، وكل كلمة طيبة تتحدث عن وحدة العراق وسلامته هي مطلوبة وضرورية في هذا الوقت العصيب، واذا شب الحريق في اطراف معينة من العراق، فلاتسلم اي منطقة اخرى، تعتقد واهمة، انها ستكون في أمان من عصف الحريق ودخانه السام .
ان المواقف والتصريحات الانقسامية التي تصدرعن اي مسؤول ومن اي حزب كان
او كتلة معينة ستخلق بيئة متطرفة، ومتطرفين وستنزع الثقة وتنشر الضغينة، وستشيع اجواء الريبة، وفي كل الاحوال لن يرضى العراقيون الاحراربمشهد وطنهم مقسما مبعثراً،
واهلهم واقربائهم واصدقائهم وابناء وطنهم، موزعون على اجزاء جسده الممزق ،مثل الكوريين وغيرهم. بل سيقاومونه، ويتصدون له،لانهم يدركون اية ماسأة ستحدث، واية دماء ستسيل، واي خراب سينشأ عندما يتحول العراق الى دول الطوائف يقتسمه امراء الحرب والارهابيون، وحينها لن يكون احداً بمناى عن سعير الحرب الاهلية وتدميرها الشامل، وستكون اقسى حرب اهلية يعرفها التاريخ البشري، ونحن لانريد لوطننا العزيز ان يقع في هذا الفخ القاتل. وبمرارة اتساءل عن الفائدة التي سيجنيها السيد مسعود البرزاني وهو يطلق تصريحاته الملغمة، في وضع العراق المحتقن والمتأزم والدامي، اين هم مستشاروه، واين هم أولئك الصحفيون والاعلاميون الذين يدبجون المقالات المادحة والمتزلفة في مناسبة وغير مناسبة له، دون ان نسمع منهم نصيحة او اعتراض على تصريحات السيد مسعود البارزاني المؤذية والمثيرة للاحباط، بحق بلد مازال البارزاني وشعبه الكريم جزء منه، ويتشاطرهو وحزبه المسؤولية مع ابنائه العرب والجماعات القومية العراقية في حكمه. ولاأدري ما الحكمة من جعل خيارات العراق ثلاثة فقط لاغير ولماذا لايجعلها السيد مسعود البارزاني خياراً واحداً فقط، .عراق ديمقرطي فدرالي موحد.، ولماذا يصر على حكومة اقليم كردستان قوية في اربيل ومحمية بكل اسباب القوة والمنعة، ويستكثرها على بغداد الذي يريدها كما يقول المثل الشعبي العراقي خاروعة خضرة.....؟

كاتب وسياسي عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا