الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شرق أوسط وطني حر ديمقراطي جديد ...

خليل صارم

2006 / 8 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


نعم شرق أوسط وطني حر ديمقراطي جديد .. لامكان فيه للهيمنة الأمريكية الصهيونية .. ولامكان فيه للأنظمة العفنة .. خائنة أوطانها وعدوة لشعوبها . هذا هو شكل الشرق الأوسط الجديد .. هذا الكلام ليس فيه أي تناقض مع الواقع والوقائع التي بدأت تظهر على الأرض .
أمريكا وقد تكشفت حقيقة أهدافها في العراق منذ اللحظات الأولى لاحتلاله .. فهي تريد كل شيء الا الحرية والديمقراطية .. ولتسهيل ابتلاع المنطقة تكشفت خططها عن تقسيمات جديدة قذرة ذات أبعاد طائفية مذهبية اثنية . ونفخ في كافة أشكال العنصرية والتعصب الأعمى الغبي .. غباء أركان النظام الأمريكي .
إسرائيل وعنصريتها الحاقدة على كل ماهو إنساني أخلاقي .. وهو أساس ثقافتها الذي لايمكن أن تستبدلها رغم مازعم من اتفاقيات سلام معلنة أو خفية بينها وبين وبين بعض الأنظمة المسماة عربية .
الأجيال الجديدة في المنطقة تعي حقائق وخلفيات وأهداف النظام الأمريكي وإسرائيل وثبت لها على أرض الواقع مدى ماتختزنه من عنصرية وحقد أعمى .. على خلاف ماتروجه من مزاعم كاذبة .. هذه الأجيال بالرغم من أنها لم تعايش نكبة فلسطين ومارافقها من مجازر فاقت بوحشيتها وهمجيتها كل تصور .. لكنها رأت بأم العين ماهو أسوأ .. رأت كيف أن الجيش الصهيوني وعندما فشل أمام المقاتلين في الميدان .. كيف صب هذا الجيش جام حقده على الأطفال والنساء .. وعلى الحجر والشجر .. فتأكد لهذه الأجيال حقيقة كل ماقرأته عن تاريخ هؤلاء .. وزاد عليها حماية النظام الأمريكي للعنصرية الصهيونية بل وإضافته اليها عنصرية أشد سوءاً وأكاذيب مستفزة .. تستهين بمشاعر هذه الشعوب وحقيقة نظرة النظام الأمريكي لها من أنها لاقيمة لها مقابل عنصريوا اسرائيل عبر تصريحات مسؤوليه الوقحة .. ورأت هذه الأجيال رأي العين وسمعت مباشرة .. كيف أن النظام العربي المهتريء يساوم على هذه الشعوب لصالح أمريكا وإسرائيل مقابل استمرار هذا النظام باستعبادها واعتلاء ظهورها ..
شعوب هذه المنطقة تريد الحرية والديمقراطية وتضاعفت الآن حاجتها لها بعد أن تكشف لها أنها البديل الوحيد لأنظمتها الخائنة حليفة أعدائها , لكنها حرية وديمقراطية حقيقية وليست مزيفة كالتي يعلن عنها النظام الأمريكي العنصري , وهي أي هذه الشعوب هي التي تنتجها وفق حاجتها وثقافتها وتطورات العصر بحيث تأتي ملائمة لها وملبية لتطلعاتها في الارتقاء والتطور الحضاري الإنساني السليم . وليس العنصري وثقافة الحقد والكراهية .
نعم لاننكر أن المقاومة اللبنانية ذات سمة دينية كما هي المقاومة الفلسطينية .. لكنها اثبتت انها بعيدة كل البعد عن روح التعصب والحقد ..وهذا فعل إيماني لايتعارض مع أي شكل من أشكال الديمقراطية والحرية , وقد أثبتت الممارسة ذلك , هذه الممارسة التي حققت اصطفاف كافة القوى الوطنية من ديمقراطية , علمانية , قومية يسارية بكافة أشكالها وابتعادها التام عن الحالة الطائفية والمذهبية , وهذا ماجعلنا نلمس التأييد من كافة الطوائف والمذاهب لها دون أية تحفظات .. أليس هذا هو مفهوم المواطنة . .؟ وعلى العكس فان القوى المعادية لهذه المقاومة كانت تنفخ بشدة في الحالة الطائفية والمذهبية والاختلاف السياسي محاولة شق الشارع والدفع به باتجاه حروب أهلية بشكل يتطابق تماما ً والأهداف الأمريكية الصهيونية .
نحن الآن باتجاه ثقافة جديدة هي بالتأكيد ثقافة التحرر والحرية والديمقراطية , ومن الجدير بالقوى السياسية الوطنية على كافة تنويعاتها وانطلاقاً من الحالة الوطنية أن تعيد صياغة مفاهيمها متكئة على واقع المنطقة بعيداً عن المفاهيم المسبقة التحضير التي تلائم الواقع الذي خرجت منه وقد تكون غير ملائمة لمجتمعاتنا بالمطلق .. لتكون قوة فاعلة ورئيسية في إعادة صياغة هذا الشرق المبتلي بحالتين رئيسيتين أسوأ من بعضهما البعض وتشكلان وجهان لعملة واحدة وهما الاستعمار بأشكاله المتعددة والأنظمة الهزيلة المتخلفة والخائنة .
انها أكبر فرصة للقوى السياسية الوطنية بعد أن ثبت خيانة الأنظمة المتخلفة وحلفائها من قوى التشدد والتكفير الديني التي فحشت في العراق بشكل لامثيل له في التاريخ وتعمل على تعميم رؤيتها على صعيد المنطقة تحت مظلة النظام الأمريكي والصهيوني بالرغم من مزاعم الخلاف معه .. ومن تابع ماجرى خلال الحرب اللبنانية الإسرائيلية كيف تصاعدت عمليات التفجير في العراق والأعداد الهائلة من الضحايا البريئة من المدنيين في العراق , في الوقت الذي كانت فيه الأنظار مشدودة باتجاه الجبهة اللبنانية الإسرائيلية .. لقد ازداد الدفع باتجاه حرب أهلية في العراق بشكل غير مسبوق على أيدي القوى التكفيرية كنموذج معد للمنطقة وبشكل يقصد منه تجاوز قدرة القوى الوطنية العراقية عن الإحاطة به وتفشيله , لكن اتفاق الفصائل المقاومة الأخير بتحريم هدر الدم العراقي بكافة انتماءاته قد يكون مدخلاً جيداً لتفشيل المخطط الأمريكي ولكن ألا يستلزم ذلك من كافة القوى العراقية أن تتعهد بالوقوف بوجه القوى التكفيرية وحليفتها الحقيقية أمريكا كخطوة صحيحة في الاتجاه الصحيح وبذلك يوضع الأساس السليم والصحيح لإعادة الشعب العراقي كله وبكافة أطيافه تحت مظلة الوطن والمواطنة الصحيحة والسليمة . وبالتالي تنسجم جميع شعوب هذه المنطقة مع الثقافة الجديدة التي أنتجها لبنان الوطني بعيداً عن ثقافة العنصرية الأمريكية الصهيونية .
ماهي أسس وأبعاد الثقافة الجديدة .. هذا ماسنحاول مناقشته ..مستقبلاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف