الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا إحياء الفرق الخاصة ضرورة ؟!

سامي عبد الحميد

2021 / 9 / 2
الادب والفن


كانت الفرقة المسرحية الخاصة (الأهلية) في الأربعينيات من القرن الماضي مكونة من مجموعة من هواة فن التمثيل ولم يكن لديها أهداف فكرية أو فنية واضحة سوى الظهور على خشبة المسرح وإغواء الجنس الآخر كما لم يكن لديها برنامج تطبقه خلال المواسم بل راحت تنتج المسرحيات حسب أمزجة البعض من اعضائها وكان تقليد تقنيات الفرق المصرية التي زارت العراق من وسائلها وفي العادة كانت تلك الفرق تقدم عروضها المسرحية على مسارح (الملاهي) قبل البرامج الليلية الغنائية والراقصة.
عندما تشكلت (الفرقة الشعبية للتمثيل) من عدد من المتخرجين في فرع التمثيل بمعهد الفنون الجميلة نهاية الاربعينيات وفي المقدمة كان إبراهيم جلال و ................... تأملنا خيراً لحركة المسرح في العراق حيث كانت لمعظم أعضاء تلك الفرقة أهداف فنية وفكرية بخلاف أعضاء الفرق السابقة، ولكن للأسف فقد تخلى المسؤولون عنها وعن مهمتهم النبيلة وبعد أول انتاج مسرحي هو (شهداء الوطنية) للفرنسي (ساردو) وذلك بسبب خلافات شخصية وفي بداية الخمسينيات قام عدد من طلبة معهد الفنون الجميلة وبقيادة استاذهم (إبراهيم جلال) والطالب آنذاك (يوسف العاني) بتشيكل (فرقة المسرح الحديث) والتي راحت تقدم عروضها في أماكن غير تقليدية مثل حدائق جمعية النداء الاجتماعي في الأعظمية أو حدائق نادي السكك في الصالحية واستقطبت الفرقة جمهوراً أخذ يتزايد يوماً بعد يوم حيث تُلمس الأهداف الفكرية الواضحة للفرقة بالتزامها تقديم ما هو مناهض للسلطة الغاشمة والتنديد بوسائل القهر والاستبداد والتأكيد على الصراع الطبقي ومظلومية الطبقة الكادحة من أبناء الشعب.
وعندما لمس بعض أعضاء الفرقة الشعبية القدماء ذلك الإقبال الجماهيري الذي حظيت به عروض فرقة المسرح الحديث، بادروا لاحياء فرقتهم وكان الراحل (جعفر السعدي) أول المبادرين هو و(عبد الكريم هادي الحميد). واتخذوا من قاعة (الأمير عبد الاله) آنذاك في الكاظمية مقراً مؤقتا لهم، بينما لم يستطع أعضاء "الحديث" أن يجدوا لهم مقراً إلا آواخر عام 1968 حين استأجروا (مسرح بغداد) والذي كان قد انشأه (إبراهيم جلال) ليكون معهداً أهلياً رديفاً لمعهد الفنون الجميلة، وراحت الفرقتان (الشعبية) و(الحديث) تتنافسان في تقديم عروض تجتذب الجمهور الواسع. وعند قيام الحكم الجمهوري في العراق تشكلت فرق أهلية أخرى اضافة للفرقتين السابقتين وكان من أنشطها (فرقة اتحاد الفنانين) و(فرقة مسرح اليوم) ومن ثم (فرقة 14 تموز للتمثيل) وأصبح لكل من تلك الفرق جمهورها وإسلوبها في جذب ذلك الجمهور فتنوعت عروضها فنياً وفكرياً وعم الوسط المسرح في العراق خلال الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين نشاط لم يسبق له مثيل وكانت أغلبية عروض تلك الفرق ملتزمة بقضايا الشعب والوطن.
وتتصدى لمظاهر التخلف في الحكم وفي المجتمع وتستنكر ظواهر الظلم والاجحاف ولم يكن من أهداف تلك الفرق المردود المالي جراء تقديم مسرحياتها بمعنى إن النزعة الاستهلاكية والتوجه التجاري لم يكن من حسبان أعضائها وبسبب أهدافها النبيلة وتحسس السلطة التي جاءت في شباط 1963 في فعالية تلك الفرق في نشر الوعي الوطني ووقوفها ضد التعسف والظلم فقد تم إلغاء إجازة جميع تلك الفرق ولكنها وبعد زمن قصير وجدت إنها بحاجة إلى نشاط أعضائها عادت فأجازت تشكيل البعض منها بعد أن قامت بتعديل قانون الفرق التمثيلية الذي كان سارياً آنذاك. كما أن تلك السلطة وبغية الحد من نشاط الفرق الأهلية بادرت لتأسيس فرقة مسرحية تابعة للدولة سمتها (الفرقة القومية للتمثيل) تابعة لدائرة السينما والمسرح وكانت الفرقة قد مارست نشاطاً ناججاً قبل ان تصدر الاوامر بتشكيلها رسمياً، وكان من وسائل إدارة الفرقة القومية لتحجيم نشاط الفرقة الاهلية اجتذاب عدد من اعضاء تلك الفرق وضمنهم كأعضاء موظفين يتقاضون رواتب شهرية جراء انضمامهم في حين لم يكونوا يحصلون إلا على مردود متواضع جداً جراء نشاطهم في فرقتهم الخاصة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-


.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت




.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً


.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو




.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس