الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من باع أفغانستان..ونساءها؟!...

غسان صابور

2021 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


من باع أفغانستان.. ونساءها؟!...
موقع ميديابارت Mediapart الفرنسي المعروف بتحقيقاته.. نشر وثيقة جديدة لجماعة طالبان.. صباح البارحة.. وبعد سيطرتها كليا على دولة أفغانستان إثر الانسحاب المخزي للقوات الأمريكية والأطلسية منها كليا قبل نهاية الشهر الماضي.. تاركة عتادا وأسلحة ووسائل نقل ومصفحات.. وحتى عشرات من طائرات الهيلوكوبتر القتالية الصالحة للاستعمار... توجهت هذه الوثيقة الصادرة من اللجنة الثقافية (نــعــم!) التابعة للإدارة الدينية لجماعة أو حكومة طالبان.. لمقاطعتين شماليتين من أفغانستان.. لإحصاء الفتيات العازبات من سن الثانية عشرة طبعا.. والأرامل دون الخامسة والأربعين.. وذلك لترحيلهم وتزويجهم مع محاربي طالبان بمقاطعة وزيرستان...
تصوروا هذا التطور الثقافي الأفغاني الجديد.. والذي باعنا إياه الرئيس الأمريكي جو بايدن.. والحكومات الأطلسية... وروسيا والصين... وعشرات من المؤسسات الرأسمالية العالمية.. والتي تتراكض على مسرح أفغانستان الطالباني الجديد... وأوله تجارة البشر...
تخلي الغرب وديمقراطيتهم المزيفة... بعد عشرين سنة أمريكية وأطلسية.. بشعارات أممية وإنسانية...أثبتت تجديد وتشريع كل كذب ودجل خيانات المؤسسات العالمية.. والقوى الكبرى التي تقاسمت خلال الخمسين سنة الأخيرة... كل ما تبقى من خيرات العالم وشعوب العالم الثالث.. والرابع.. والخامس.. وآمالها من الخروج من الفقر والجهالة والعتمات الدينية... هذا القرن الواحد والعشرين.. عالم التأخر والجوع وانتشار الجهل والمخدرات... واتساع هيمنات المؤسسات الرأسمالية الديناصورية.. وانتفاخ أرباحها المجنونة.. بالأمراض والمجاعات الجماعية.. والعودة للتجهيل الجماعي الديني...
هذه هي السياسة الأمريكية السائدة... التدخل.. ثم الانسحاب.. بعد نشر الخراب الشامل...
ماذا تركت للشعب الأفغاني.. لنسائها.. وكل من آمنوا بالديمقراطية والحريات الإنسانية والأمل بالخروج من العتمة.. تركت لهم طالبان.. وقطاعي رؤوسها... وما زالت تأمر وتنهي.. موزعة.. بائعة ديمقراطيتها مع الهامبورغر والكوكاكولا...
وما زالت الدول الأوروبية تتساءل.. من تقبل.. أو لا تقبل من الهاربات والهاربين من أفغانستان طالبان....
بيع شعب أفغانستان لطالبان.. وصمة عار جديدة لا إنسانية.. تقلقني.. تحزنني.. وتزيد يأسي وبأسي من هذه السياسة العالمية التعيسة.. وتجارها وإعلامها...وأتساءل ماذا نترك لأولادنا وأحفادنا المخدرين بالسياسات المزورة.. وكرة القدم..... ومما يزيد قلقي تراجع المبادئ الإنسانية والديمقراطية والعلمانية الحقيقية بالعالم... وأنتشار تمزق الشعوب والعصبيات العرقية والراديكاليات الطائفية...وخاصة غالب القواعد الإنسانية وتآخي البشر... هذه المبادئ التي اخترتها منذ بدايات فتوتي وشبابي... والتي اخترت من أجلها فــرنــســا... كوطن وأرض وشعارات ومدرسة... ولكنني اليوم أرى العتمة والجهل والجهالة.. تغمر العالم... والمبادئ الإنسانية التي تعلمتها.. ووهبت كل طاقاتي للدفاع عنها... تتغير وتتضاءل... وتموت...
ما يصيب نساء أفغانستان وفتياتها وطفلاتها... الــيــوم... وصمة عار ابدية... على جبين كل الدول التي تخلت عنهن!!!.......
نقطة على السطر... انتهى...
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث