الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ المصرى للتعاون ؟

حسن مدبولى

2021 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


أولا المتعاونون مع الغزو الفارسي

بعد إعتلاء القائد العسكرى قمبيز إبن الملك كورش عرش فارس عقب وفاة والده ، وجه معظم جهوده للقضاء على الإضطرابات والمؤامرات التي حدثت عند توليه الحكم، وعقب إستتباب مقاليد الحكم لقمبيز وسيطرته على زمام الأمور ،بدأ على الفور بالتجهيز لغزو مصر ،لتحقيق خطط والده كورش بالهيمنة على العالم ،وقد تمكنت قوات الفرس من الدخول إلى مصر بسهولة عبر الصحراء الشرقية ،وذلك بفضل الجهود( المخلصة) التى بذلتها سواعد وعقول ( المتعاونين ) وعلى رأسهم أحد الجنرالات المرتزقة المنشقين عن الجيش المصري وقتها ويدعى فانيس هيلكارناسوس،وكذلك عن طريق الاستعانة ببعض الخونة من البدو الذين عملوا كمرشدين لقوات الحملة الفارسية لتسهيل عبورها للصحراء، فضلًا عن مساندة البعض ممن ينتمون لأحد الأقليات الدينية ( اليهود ) الذين كانوا يدينون بالولاء للفرس منذ أن قام كورش( والد الملك قمبيز ) بفك أسر المنتمين لطائفتهم فى العراق ، وأخراجهم من السجون،عقب دخوله إلى مملكة بابل واحتلال أرض العراق،
ولم يتمكن الجيش المصري المتكون في أغلبه من المرتزقة الإغريق من التصدي للغزو الفارسى، وأضطر الملك المصري بسماتيك الثالث إلى الإنسحاب والتراجع بشكل غير منظم،الأمر الذى أدى إلى عدم توفير أى حماية للمواقع الاستراتيجية المؤدية إلى فروع النيل ، كما ساهمت الخرافة أيضا فى إستكمال سيطرة الفرس على البلاد، وذلك عندما لجأ قمبيز إلى نوع من الحيلة لشل قدرة المصريين على مقاومة الغزو والحصار، حيث أمر بأن تجمع القطط والكلاب وبعض الحيوانات التي يقدسها المصريون، وتم وضع تلك الحيوانات في مقدمة الجيش الفارسي ، فخشي بذلك المصريون من استخدام السلاح ضد ما يمثل آلهتهم، وآثروا الإستسلام أو التراجع والهروب؟
وهكذا سقطت العاصمة المصرية ( منف ) بيد الفرس، وكان الملك المصرى بسماتيك الثالث قد تمكن من الفرار في البداية، إلا أنه تم القبض عليه بعد فترة قصيرة، ونقل أسيرا مقيدًا بالسلاسل مكللا بالعار ،كأخر حاكم مصري يحكم مصر حتى منتصف القرن العشرين، بينما أصبحت مصر ولاية فارسية بفضل المتعاونين ، وضعف الحكام، وانتشار الخرافة، وذلك فى عام 525 قبل الميلاد ،،


ثانيا المتعاونون مع الغزو الفرنسى

غزت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت أرض مصر فى عام 1798، وقد تمكنت القوات الفرنسية من إحتلال سائر محافظات البلاد رغم مقاومة البطل محمد كريم ورفاقه ، وحاول الفرنسيون تثبيت أركان حكمهم وإدارتهم لمصر بشكل سريع ودائم ،لكنهم كانوا يواجهون صعابا في تحقيق ذلك، لوجود مقاومة شعبية ترفض الوجود الأجنبى من جهة ، كذلك لعدم توافر بيانات تسجل إيرادات ومصروفات البلاد والضرائب التي يجب فرضها على الشعب من جهة أخرى ، ونتيجة لذلك استعان نابليون ببعض المصريين من الأقليات الدينية و الذين كانوا مشهورين في ذلك الوقت بالعمل كجباة للأموال وكذلك كصيارفة وخلافه ، وأصدر نابليون قرارا بتعيين أحد المتعاونين وهو جرجس الجوهري ليكون مسئولا عن تنظيم الموارد المالية لحكومة المحتل ،كما استعان الإحتلال بمتعاون مصرى آخر هو المعلم يعقوب حنا للعمل كمسئول عسكرى مساند للقوات المغتصبة لمواجهة عناصر المقاومة من بنى وطنه ،وقد إستعان القائد العسكرى الفرنسى الجنرال ديسيه بالمعلم يعقوب في حملته التي قام بها لإخضاع الصعيد،حيث كانت لدى يعقوب خبرة بطرق الصعيد وأوضاعه المالية والإدارية، و قام يعقوب بتجهيز ما يلزم الحملة وتأمين مواصلاتها وأيضا المشاركة في القتال بهذه الحملة، وقاد المعلم يعقوب فصيلة من الجيش الفرنسي المكلف بهذه الحملة ضد قوة مصرية ومملوكية في أسيوط، واستطاع يعقوب أن يحقق الانتصار ويهزم المماليك والمصريين، مما دفع ديزيه إلى أن يقدم له تذكاراً عبارة عن سيفٍ منقوش على مقبضه "معركة عين القوصية 24 ديسمبر 1798م." ثم قام يعقوب بإستكمال تكوين جيش ( طائفى أقلوى) لمساندة ودعم الإحتلال الفرنسى،وهو شبيه بالجيش الأفغانى الذى أنشأه الأمريكان، والذى انهار ولم يصمد وهربت جنرالاته على الطائرات الأجنبية ،
وقد ساهم المعلم يعقوب فى إخماد ثورتى القاهرة الاولى والثانية وحول منزله إلى ما يشبه القلعة العسكرية، وجعل له بوابةً محصنة يقف عليها الحرس المسلحون ليلاً ونهاراً، وتوافق ذلك مع شروع نابليون في بناء عدة قلاعٍ حول القاهرة، بحيث تحيط مدافعه بالقاهرة كلها، واعتبرت قلعة المعلم يعقوب واحدةً من قلاع الفرنسيين في القاهرة،
ونتيجة لجهود يعقوب فى خدمة المحتل كافأه كليبر بأن وكله بجمع الأموال العامة من الشعب كيفما يشاء، فلم يتوانى يعقوب واستخدم أسوء الوسائل لجمع المال فكان يفرض على الفلاحين مالا يطيقون على دفعه ومن لم يستطع كان أعوان يعقوب يتطاولون عليهم بالسب والضرب وحرق ممتلكاتهم والأعتداء على أعراضهم، كما تمت ترقيته لرتبة الجنرال بعد اغتيال كليبر وتعيين الجنرال جاك مينو في عام 1801 م.
ومع نهاية الحملة الفرنسية على مصر وإندحارها، عزم الجنرال يعقوب ورفاقه
(المتعاونون) على السفر إلى فرنسا ، وقام يعقوب بجمع متاعه وأهله وعسكره وخرج إلى الروضة ليكون مع من قرروا المغادرة مع الحملة إلى فرنسا، وركب السفينة الأنجليزية( بالاس )ليخرج بواستطها من القاهرة في 10 أغسطس عام 1801م.فى تشابه كبير لهروب وفرار المتعاونين الأفغان مع القوات الأمريكية فى أفغانستان؟

ثالثا المتعاونون مع الإحتلال الإنجليزى

كان أشهر من تعاونوا مع الإحتلال الإنجليزى لمصر شخص يدعى خنفس باشا، و هو لقب لضابط مصري يدعى على يوسف والذي كان من بين الذين خذلوا أحمد عرابي في معركة التل الكبير وتسببوا في هزيمة فادحة للجيش المصري أفضت إلى احتلال الإنجليز للبلاد.
ففي يوم 12 سبتمبر عام 1882،وهو اليوم السابق على معركة التل الكبير بين مصر وقوات الغزو الإنجليزية،أرسل القائد الميدانى المصرى الضابط على يوسف ( خنفس ) رسالة عاجلة من مقدمة الجيش إلى قائده الجنرال أحمد عرابى يبلغه فيها بأن الإنجليز لن يتحركوا في ذلك اليوم، مما أدى إلى قيام عرابى بإعطاء الأوامر إلى قادة الجيش الوطنى بإتخاذ وضع الراحة لكى يتأهبوا للمعركة الفاصلة من صبيحة اليوم التالى ، غير أن رسالة على يوسف كانت متواطئة مع قادة القوات الغازية وبالإتفاق معهم ، حيث تزامن مع رسالة خنفس المطمئنة لعرابى قيام القائد الإنجليزي ولسلي بإعطاء الأوامر لقواته بالزحف الفورى وبهدوء تام بعد منتصف الليل لإحتلال البلاد ، كذلك وفى نفس إطار التواطؤ (والتعاون ) مع العدو، انسحب الضابط عبدالرحمن حسن، قائد فرقة الاستطلاع السواري، الذي كان يحرس الطريق الصحراوي من الشرق، وأمر قواته بالتقهقر شمالًا ليخلي الطريق لمرور الإنجليز دون مقاومة أو حتى رصد،أما على يوسف (خنفس باشا) فلم يكتفِ بترك قوات الجيش الإنجليزي تمر بجوار قواته، بل وضع لهم الفوانيس المضيئة على الطرقات والمسالك التي يمكن للعدو المرور من خلالها بسهولة ويسر، وبالتالى وفي فجر الثالث عشر من سبتمبر وقعت الهزيمة الماحقة بالجيش المصري في التل الكبير بفضل هؤلاء المتعاونين الخونة وسقطت البلاد فى براثن الإستعمار !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا اقول ؟
كامل حرب ( 2021 / 9 / 5 - 20:08 )
اخ حسن ؟ حقيقه انت بتبالغ كثيرا فى حكاويك , احمد عرابى كان رئيس فاشل وجاهل ولايمتلك اى خبره عسكريه وكان يتميز بكرش كبير , كان دائما يفكر فى النكاح والليالى الملاح , بعدما تم ابعاده ونفيه الى سيلان بواسطه الانجليز , هناك بدأ التهييص واللعب على المكشوف وبدأ يضاجع النسوان والصبايا وانجب اولاد كثيرين جدا سواء بزواج او بدون وهذا يدل على انه كان شخص منحل يقدس النكاح وامور الوصال والهوى , اما خنفس باشا فلى وقفه معك , ظاهره الخنافس ظهرت فى ستينات القرن الماضى مع البيتلز فى انجلترا وليس قبل ذلك , اذن كيف تم تسميه الخنفس هذا الاسم والخنافس وقتها لم يظهروا بعد ؟ يعنى مجرد سؤال ؟

اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات