الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف ستعيد أمريكا ترتيب أولوياتها ..؟

خليل صارم

2006 / 8 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


لنناقش هذه الفرضية ..اعتماداً على المنطق الشاذ الذي يعتمده النظام الأمريكي الذي يتحكم فيه الحمقى والمهووسين العنصريين .
لو افترضنا أن المشروع الأمريكي المعد للشرق الأوسط قد فشل وفق الصيغة التي طرحتها تحت عنوان ( الشرق الأوسط الجديد ) .. بعد انتصار المقاومة وتفشيلها لأهداف الحرب الإسرائيلية المعلنة في بداية العمليات ثم تلاشي هذه الأهداف في نهايتها .. ثم استنجاد إسرائيل بأمريكا معلنة عجزها عن المتابعة بالعمليات الحربية لغاية إعلان موافقتها على وقف إطلاق النار .
إسرائيل أصلا ًهي حجر الأساس في المشروع الأمريكي المعد أساساً لمصلحة إسرائيل , كلب حراسة المصالح الأمريكية . وبالتالي انتهاء صلاحية هذا الكلب .
أمريكا الغارقة حتى الآذان في مستنقع العراق ذي الرمال المتحركة .. هل اقتنعت أنه من غير الممكن لها أن تتابع اجتياح المنطقة وفق ماحصل في العراق .. ؟؟ وهل صرفت النظر عن الاعتماد على إسرائيل في تفكيك سوريا وحزب الله في لبنان عبر هجوم صاعق ..؟ وهاهي الأحداث تثبت ذلك .؟
يبقى البديل الوحيد أمام النظام الأمريكي العنصري .. حل وحيد .. هو .. العودة الى سياسة الخمسينات من القرن المنصرم .. وهي سياسة الانقلابات العسكرية ..؟ يبدو أنها اعتمدتها .. فمع بدء العمليات .. كان هناك تصوراً ما ..؟ هو أن يتم جر سوريا نحو مايبدو أنه شكل من أشكال الحرب الإقليمية.. يتم خلالها توجيه ضربات صاعقة ومكثفة بالطيران .. تمهيداً لتحرك معد له يجري خلاله القضاء على النظام واستبداله بأدوات أمريكية يتم بعدها الالتفاف على المقاومة وطعنها في الظهر .. وهذا مايفسر هجمة جماعة ( الأنتي ليبانيز ) أو 14 شباط المسعورة ضد سوريا ومعهم بعض المحللين المعروفين بتعاونهم مع النظام الأمريكي العنصري واسرائيل , وبعض الأنظمة المتخاذلة العميلة .. ومحاولة الشحن وكثرة الأحاديث الاستفزازية عن عدم فتح سوريا لجبهة الجولان ..؟ وهي لعبة تكشفت حقائقها وتأكد أنها تهدف الى ماقلناه أعلاه .
اذاً كيف سيتابع النظام الأمريكي الحالي تنفيذ مخططه ..؟ هو يعرف أن الأنظمة التي يعتمد عليها في المنطقة قد باتت غير صالحة ومهترئة ..وغير قادرة على خدمة المخطط .. خاصة وإنها قد تورطت في مواقف ضد المقاومة اللبنانية خلال العمليات الحربية مما أثار مشاعر الشارع العربي ضدها وازداد حجم الحقد عليها في بلادها .. يعني أنه ستكون هناك بوادر تحركات شعبية قد تودي بهذه الأنظمة لتظهر أنظمة بديلة تكون حاقدة على أمريكا وسياستها ..هنا تكمن الخطورة .. لذا فإنه من المتوقع في هذه الحالة أن يبدأ النظام الأمريكي باستباق الأمور ويوجه نحو ترتيب انقلابات يخرجها من جعبته تجيء بأنظمة بديلة تكون أشد عمالة وأسوأ أساليباً بمواجهة الشعوب الأمر الذي قد يدفع الى حروب أهلية في دول تعتبر مستقرة نسبياً وغير معتادة على الانقلابات العسكرية . وهذا قد يأخذ وقتاً ريثما تظهر حقيقة هذه الانقلابات لأنها بداية ً وبالتأكيد سترفع شعارات تدغدغ أحلام الشارع ريثما يستقر الأمر لها . .. هذا يعني العودة لاعتماد الأساليب السياسية التي كانت سائدة في خمسينات القرن الماضي كما أسلفنا .
لوصح هذا التحليل يكون السؤال من هو النظام الأكثر ترشيحاً للانقلاب والتخلص منه . قد يتفاجأ الجميع لو قلنا أنه النظام السعودي .. قد يكون أمر لايصدق .. كونه أكثر أنظمة المنطقة استقراراً .. ولكن من يذكر أنه وقبل حوالي سنة كانت السعودية هي الدولة الأكثر ترشيحاً لفرض نموذج الشرق الأوسط الجديد المقسم وقد طرح في حينه مشروع لتقسيمها الى ثلاثة دول من بينها دولة دينية تشبه الفاتيكان , تضم مكة والمدينة . ثم أن النظام السعودي هو من أكثر الأنظمة تزمتاً يعود بعقليته الى مايشبه القرون الوسطى في نظامه .. الا أن ماقد يدفع به الى واجهة الاستبدال هو ازدياد حجم الكراهية له في هذه المرحلة ( الحرب اللبنانية الإسرائيلية ) وظهورها بمظهر المساند لإسرائيل ضد حزب الله .. وارتفاع الأصوات من قلب السعودية ضد توجهات نظامه . الأمر الذي يوفر خداع الشارع العربي وتقبله لأي انقلاب فيها لاعتقاده أنه يقوم ضد توجهات النظام المعادي لحركة المقاومة في لبنان وفلسطين ولما كان النظام السعودي عشائري في تركيبته وطائفي في توجهاته الداخلية والخارجية فان أي انقلاب سيرشحها لكي تكون مسرحاً لحرب أهلية توفر المبرر لأمريكا كي تعمل على تقسيمها . وهكذا يبدأ تفكك المنطقة من هناك بدلاً من الطريقة السابقة التي اعتمدت على حصار سوريا وتأليب الأنظمة الموالية لأمريكا ضدها بما فيها السعودية نفسها .. لقد اتضح لأمريكا أنه لايوجد قوى تعتمد عليها في سوريا بعد أن ثبت هزال وتفاهة المعارضة المرتمية في أحضان أمريكا وتكشف حقيقة هذه المعارضة للشارع السوري الذي لفظها وأظهر احتقاره لها . لذا فان احتمال أن تلجأ أمريكا تفجير الأنظمة المحيطة بسوريا بديلاً مؤقتا ً لمتابعة السير في مخططها المرسوم للمنطقة .. هذه وجهة نظر تحتمل الصحة كما تحتمل الخطأ . لنتابع الأحداث .. لأن أمريكا ستعيد ترتيب وضع إسرائيل لتستعيد دورها ان أمكنها ذلك للجم أي تحرك للقوى الوطنية لمنعها من الوقوف بوجه المخطط الأمريكي .. أليس من الواجب الخروج من عصر المفاجآت الأمريكية بوضع كافة الاحتمالات على الطاولة حتى الغريبة والمستبعدة منها حتى لاتأتي الضربة من النقاط الغير متوقعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب