الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفضائيات تعود لقتيلها المعتاد

هويدا طه

2006 / 8 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


العدو الدائم للعربي هو إسرائيل.. هذا ما نعرفه منذ نعومة الأظفار.. ويبدو أنه سيستمر حتى اللحد.. على الأقل بالنسبة إلى بعضنا، وبينما يكون اللبناني أو المصري أو السوري هدفا إسرائيليا في عام أو آخر.. في مرحلة أو أخرى.. فإن الفلسطيني هو الهدف الدائم اليومي لرصاص إسرائيل، الآن.. وبينما صارت نافذة المواطن العربي الوحيدة على المقاومة هي الفضائيات.. ومنذ انتشارها في الفضاء العربي.. فإن موقف هذه الفضائية أو تلك من القضية الفلسطينية والقتيل/الشهيد الفلسطيني.. هو موقف يؤخذ كوسيلة تصنيف لهوى هذه الفضائية أو تلك، الشهر الماضي كان لبنانيا بطبيعة الحال على كل الشاشات، كانت أخبار العدوان الإسرائيلي الدائم على غزة وأهلها وبيوتها وأشجارها.. تأتي في ذيل الأخبار (أو لا تأتي على الإطلاق حسب مقدار مفاجئات حزب الله)، الآن ستخف تدريجيا المتابعة للحالة اللبنانية التي جاءت مفاجئة- في مسيرتها ونتائجها- وستعود الفضائيات إلى خبزها اليومي المعتاد: قتلى غزة.. اختطاف إسرائيل لأعضاء حكومة السلطة الفلسطينية.. قذائف الهاون لكتائب الأقصى والقدس وغيرها من الكتائب على المستوطنات الإسرائيلية.. حكومة حماس والصراع الخفي بينها وبين حركة فتح المتهمة بالفساد على سلطة هي سلطة على شيء لا هو دولة ولا هو حكم ذاتي أو محلي ولا هو شيء على الإطلاق.. و.. و.. إلخ من مفردات الحالة الفلسطينية! لون مختلف من المقاومة.. لا يشبه حزب الله.. فالفلسطيني من حماس كان أو من الجهاد أو كان من فتح أو الجبهة الشعبية.. هو مقاوم لاحتلال متجذر في الأرض ويعيش عليها مع فريسته.. والفلسطيني لا ترقى مصادر تمويله ولا طبيعة أرضه وعلاقته بالاحتلال إلى درجة أن يحوز سلاحا وجيشا أو شبه جيش مثل حزب الله.. واقتصاده خاضع تماما لإسرائيل ومطالبه أصعب من مطالب لبنان حزب الله.. ولا تسانده مالا وعتادا وفكرا دولة مثل إيران أو غيرها.. وتخلى عنه العرب إلا من التأسف على دمه المسكوب على شاشات التليفزيون.. باختصار حالته حالة كرب! قتلى غزة لم يأخذوا نصيبهم المعتاد على شاشات التليفزيون في الشهر الماضي لأن قتلى حيفا كانوا الأكثر جاذبية! الآن وبعودتهم إلى صدارة الأخبار تنتبه رغما عنك إلى شيء مفزع جعلته الفضائيات (عاديا).. عمدا أو بلا قصد.. لا نعرف، هذا الشيء المفزع هو ترسخ الشعور- أو اللا شعور- بأن قتيل غزة منذ أرقدته الفضائيات ليلا ونهارا على شاشاتها.. هو.. (القتيل المعتاد)!
** ريموت كنترول
( 1 ) خطاب الرئيس بشار الأسد الذي وجهه عبر التليفزيون للعالم العربيكان ذا لهجة شديدة.. تدين حكام العرب التابعين لإسرائيل وتقر المقاومة سبيلا وحيدا لتحقيق سلام كريم، حسنا.. كان الخطاب جيدا.. وفخر سوريا بنصر حزب الله هو بطبيعة الحال حق لها بصفتها داعم يقدم دعما لا محدود لهذا الحزب.. لكن.. هناك نقطة الضعف تلك في الموقف السوري التي لا يستطيع لا الأسد ولا أي من أشباله أن يبررها! أولا لماذا لا (تقاوم) سوريا المحتل الرابض على أرضها.. وثانيا.. إذا كان لبنانيو الجنوب رغم ما عانوه التفوا حول قائدهم.. وأظهروا حبهم ودعمهم له مهما كانت التضحية فإن لذلك سببا واضحا.. حزب الله وقائده يقاوم إسرائيل لكنه (لا يقهر جمهوره).. بينما المواطن السوري.. يا إلهي.. ما هو موقفه إذا- بعد كل ما ناله من قهر على يد نظامه الحاكم- دخل قائده حربا مع إسرائيل؟!.. هل تكفي (مقولات) الأسد عن المقاومة كي يدعمه شعب مقهور ويضحي من أجل شعاراته؟ كانت شعارات صدام حسين أروع! لكن عندما خاض حربه.. تركه شعبه المقهور يخوضها وحده.. الأسد وهو يتحدث عن (المقاومة) نسى أن المقهور إن قاوم.. لا يقاوم إلا من يقهره!
( 2 ) إيهود أولمرت ألقى خطابا بعد وقف الحرب.. طالب شعبه فيه بأشياء كان القادة العرب يطلبونها من شعوبهم.. الصبر.. الصمود.. إلخ، صحيح الأيام دول! أعلن حزينا قبول إسرائيل لقرار الأمم المتحدة.. وهي التي لم تقبل أبدا أو تنفذ أبدا قرارا لتلك الأمم العجيبة المتحدة، سمعنا خطابه فعرفنا كلمتين من العبرية وهو يقول "سنلاحق حزب الله في كل مكان وكل زمان".. إذ تركت الجزيرة الكلمتين الأخيرتين بدون ترجمة.. (خُل مكون وخُل زمون)! هذا المهرج.. بدا خطابه وكأنه تمهيد على الجبهة الإسرائيلية ل.. خطاب التنحي!
( 3 ) في لقاء مع قناة الجزيرة قال حمد بن جاسم وزير خارجية قطر إن الحكام العرب فوجئوا أن (المهمة) لم تنجزها إسرائيل في أسبوع أو اثنين كما توقعوا! وعندما سأله غسان بن جدو هل هذا أكيد قال له هذا أكيد ونوقش وراء الأبواب المغلقة! عاد بن جدو وسأله: لنتكلم بصراحة هل صمود لبنان أحرج الأنظمة العربية.. فما كان من وزير الخارجية المثير للجدل إلا أن قال:"لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال"!.. حسنا.. نشكرك.. فقد أجبت!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في