الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاتل والمقتُول ليبياً .. والبطل ليس من يطلق النار أولاً

فتحي سالم أبوزخار

2021 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تردد الكاتب كثيراً قبل أن يقدم على كتابة هذه المقالة لألم الفاجعة الأخيرة بمقر الرقابة الإدارية بطرابلس، فما أن تلوح في افق السياسة الليبية، مسلوبة الإرادة، بوادر انفراج بالذهاب للانتخابات أو ظهور بصيص ضعيف وباهت من الأمل حتى نرى تحركات مشبوهة "للكاو بويز" بالعاصمة وخارجها وذلك بالهرولة للسلاح والتسابق على من يطلق النار أولاً! فقط لفرض وجهة نظره.. فالمنطق السائد اليوم وتروج له الكثير من الدول الداعية للاستقرار والسلام في ليبيا هو: أفرض نفسك على الأرض بسلاحك وهذا أكيد يعني بأن الغلبة والبطل من يطلق النار أولاً. نعم ما يحدث على أرض ليبيا "القزونة" عبث وبالوكالة! لا يمكن أن يقنعنا أحد بأن اللجوء لإطلاق النار والعنف هو الحل لخدمة ليبيا والشعب الليبي.
الصورة المؤلمة لما يحدث اليوم ترجع بالكاتب إلى النصف الأخير من ستينات القرن الماضي وأيام أفلام الكاوبوي على قناة الملاحه التلفزيونية أو سينما اللابيتي "دار عرض الحرية" وغيرها من قاعات السينما! فالصورة التي حاولت عروض أفلام الكاوبوي ترسيخها في ذهن المتلقي بأن البطل هو دائماً من يطلق النار أولاً!

الكاوبوي لا يعمل لحساب أحد
عندما يقرر "البطل" الدخول لساحة القتال ومقارعة الأخر بمسدسه وهو ساكن في جرابه بالتأكيد لا يعمل لحساب أحد لأنه على يقين بأنه أمام خيارين لا ثالث لهما أما أن ينتصر على خصمه أو يموت .. ولكن ألا يعلم شباب ليبيا اليوم القاتل والمقتُول هو خسارة لليبيا وللشعب الليبي والمستفيد الوحيد أكيد من خارج الوطن. وربما يضاف أناني أخر لا تهمه ليبيا ولا شعبها بل يدفع شبابها للموت لكي يحقق مكاسب مادية شخصية لا تنفع الوطن.

هل نعيش المؤامرة؟
التآمر على الخير والاستقرار هو ديدن الأشرار من يوم بدأت عملية تكاثر البشر، بل التآمر حصل مع الرسل والأنبياء، لذلك لا يرى الكاتب إي معنى لرفض وجود المؤامرة اليوم إلا إذا كان ذلك كنوع من التعالي والثقة الزائدة "overconfidence" . صحيح درجة فاعلية المؤامرة، التي لا يمكن الهروب منها، تعتمد على مدى التماسك الداخلي وقوته. فالتدخل الخارجي ناموس كوني نعيشه كل يوم في حالة الطقس الجوي وكذلك السياسي بالعالم قبل ليبيا. نعم لا مفر من التأثير الخارجي ولكن ليس بشرط أن يكون مدمراً إلا إذا كان إعصاراً على بنية تحتية ضعيفة. فالرياح العاتية تضر الغابات والمزارع ولا تقتلع إلا الأشجار بجذور سطحية وضعيفة ولا تتكسر من الأشجار المقاومة وبجذور ضارب في أعماق أرضها إلا أغصانها البالية والمنخورة بالسوس! وهكذا المجتمع الليبي شجرة أما أن تكون لها جذور قوية وضاربة في أعماق الأرض الليبية وتحمل أغصان متينة خالية من المنافقين والمفسدين والمضعفين لها أم يكون العكس فينخر أطرافها السوس وتقتلع من جذور تأسيها بسبب قواعدها الضعيفة.

البنية الاجتماعية الليبية وتماسكها عامل أساسي في مقاومة التدخل الخارجي. وغياب الضوابط والأعراف والقوانين الاجتماعية تساعد على التدخلات الخارجية بل وتحويل وقود عجلة التنمية والبناء "الشباب" إلى معول هدم ودمار للأمة. وعوضاً أن يتنافس شباب ليبيا ليبرز من يدرس وينتج وينجز نجد التسابق اليوم بين من يطلق النار أولاً!

من المسؤول عن إطلاق النار؟
كلنا جميعاُ مسؤولون عما يحصل في ليبيا، وهذه العنجهية والتخلف الذي يروج له في ليبيا علينا جميعاَ مقاومته. فلا يمكن قبول أن يترسخ في أذهان شبابنا بأن البطل هو من يطلق النار أولاً.. ولنتعلم من سيدنا المصطفى في صلح الحديبية عندما رضي ألا يكون البطل في نظر أصحابه وقبل بالشروط المجحفة، من أعدائه، ولكن ضمن لهم الأمن والاستقرار. بالتأكيد الآثار والرياح الخارجية، ولو ظاهرها سلبياً، ولكن في ظل المجتمع القوي بجذوره والمتماسك بأغصانه ستتحطم وستتكسر هذه الآثار الخارجية على صخرة الأمل والسلام والعدل. عاشت ليبيا حرة.. تدر ليبيا تادرفت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات