الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستيقاظ من حلم الانتصار✌/ ماذا 😶 بعد ذلك ...

مروان صباح

2021 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


/ بادئ ذي بدء ، هو طرح من المؤكد يخالف كل ما قدم حتى الآن من تحليلات أعتبرها شخصياً ليست خاطئة بقدر أنها غير محايدة ، وللمرء إن أراد إتباع الحياد ، ما عليه سوى الاستماع👂للجميع ومن ثم يناقدهم ، لأن هناك من قد يكون ترعرع في جو ليبرالي أو راديكالي وفي أية فرصة تلوح له ، سينقلب على الوجه الآخر ، وهو وجه قد يكون ملائم لمصالحه الشخصية ، إذنً ، لم يكن إحتلال أفغانستان هدف من أهداف الإدارات الأمريكية التى تعاقبت على إدارة البيت الأبيض ، قطعاً ، بل العكس ، كانت حركة طالبان والقوى التى تطلق على ذاتها بالجهادية ، يصنفون في خانة الحلفاء ، لأن باختصار لم تكن أفغانستان مدرجة في محور الشر أو في أدبياته أو ما بعد محور الشر ، العراق 🇮🇶 وإيران 🇮🇷 وكوريا الشمالية 🇰🇵 / ووراء محور الشر ، سوريا ليبيا 🇱🇾 وكوبا 🇨🇺، ولم تكن أيضاً ، افغانستان بتركيبتها الاسلامية الجهادية ، ولائها بالطبع أعمى ، فالعلاقة صحيح أنها كانت ضمن دوائر المسيطر عليها لكن ليست مجردة من إحتمالية التمرد ، وبالتالي ، ضربات 9/11 كانت فاجعة😥 للمؤسسة القومية الأمريكية والتى منعت عنها التفكير والتصرف بشكل جيد 😎 ، في المقابل ، كانت الرسالة التى أراد الأمريكي 🇺🇸 إيصالها في أفغانستان أو خارج الحدود الأفغانية ، تقول ببساطة ، أننا وعلى مدار 20 عاماً ، تمكنا إنفاق دون أن يتزعزع أو يتأثر اقتصادنا الوطني أو حضورنا العالمي في كل مطلع فجر 300 مليون دولار 💵 من أجل 🙌 قتل رجل واحد☝ ، الذي تجرأ على المساس بالكرامة والسردية الوطنية الأمريكية 🇺🇸 ، فالقوميات الأمريكية على اختلافها تظل في المحصلة تدور حول شارع وول ستريت Wall Street الذي هو ضامن للاقتصاد الجامع ، فأمريكا 🇺🇸 بالرغم من أنها جغرافية المنفيون ، إلا أن سماتها المتعددة جعلتها الوطن الاصلي للجماعات المختلفة ، وإذا كان المنفى في أي دولة أخرى لا يحظى سوى بالقليل ، فإن الولايات المتحدة 🇺🇸 كانت ومازالت قادرة على تحويل المنفيون فيها إلى مواطنيين مشبعون بالعواطف والمشاعر والمصالح الجماعية ، لن يترددون في الدفاع عنها بشراسة ، وهذا كان قد حدث ايضاً مع اليابان 🇯🇵 عندما تجرأت الأخيرة في ضرب قاعدة بيرل هاربر عام 1941 من القرن الماضي والتى كلفت طوكيو ذلك قنبلتين نوويتين ، إذنً ، دخول الجيش الأمريكي بقيادة البنتاغون إلى الأراضي الأفغانية ومن ثم شرُوعه في تعمير القاعدة الشهيرة باغرام ، آنذاك ، طرح البعض تساؤلاً عبر عبارة محددة ، ( ماذا بعد ) ، فالنصر تماماً مثل النائم الذي ربما يحلم 😴 لكنه في النهاية سيستيقظ منه ، وهذا السؤال ايضاً ، لا بد لأعضاء الحركة أن يسألون أنفسهم، ماذا بعد النصر أو الانسحاب الأمريكي .

على الأغلب ، في مراجعة مبسطة وهو أمر يتفق مع قدرات المرء على قراءة المواقف ووعيه بأي حدث في المعمورة ، لم تكن تاريخياً قرارات الولايات المتحدة 🇺🇸 بعيدة عن الحزم احياناً أو تصحيح المسار اطوارً أو أيضاً الانتقال من أجل 🙌 ضبط الايقاع الدولي في كثير من المرات ، فهي تتصرف بعيداً عن عقلية العناد أو العبثية ، فأمريكا 🇺🇸 ليست اسم فقط ، بل هو بلد ذو امكانيات خاصة وكبيرة ومتفرد ، وبالتالي ، عندما ذهبت كان الهدف هو تلقين حليفاً متمرداً درساً ، ومن خلاله أيضاً العالم ، من الطبيعي ، وهذا هو الدرس الآخر الذي يغيب عن الكثير ، فالأمريكيون عندما يصلون إلى مرحلة يشعرون بأن حليفهم ، كحكومة أشرف غني ليس بالحليف الذي يمكن له مشاركتهم عبء التضحيات ، لا يجدون أي مانع من الانسحاب حتى لو كان ذلك سيوصف بالهزيمة ، لأن ببساطة ستوقف واشنطن بذلك السقوط في وحل الاستنزاف ، وهذا بالطبع عكس ما حصل معهم في كوريا الجنوبية 🇰🇷، التى برهنوا أنهم على الاستعداد خوض الحرب إلى النهاية أو بالأحرى لحدً ما يستسلم الحليف الكوري ، كان دوايت أيزنهاور قائداً عاماً للجيش الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية وهو لا سواه من يقود الحلفاء في أوروبا وكان أيضاً مسؤولاً عن التخطيط والإشراف على غزو شمال أفريقيا في عملية السلام في عام 1942-43 ، وأيضاً غزو الحلفاء الناجح لفرنسا وألمانيا في الجبهة الغربية عامي 1944-45 وفي عام 1951، أصبح أول قائد أعلى لحلف الناتو ، كان قد قرر خوض حرب فيتنام 🇻🇳 عندما أصبح رئيسًا للولايات المتحدة 🇺🇸 ، لكن عندما الحليف الفيتنامي تقهقر ولن يعد قادر على العطاء ، انسحبت واشنطن وأقرت بالهزيمة ، لكي تتجنب التورط بحرب استنزاف تؤدي إلى إنهيارها ، وهي على يقين أنها لن تربحها ، بل في افغانستان استخدموا براغماتيتهم السياسية الملفتة ، لقد مكنوا حركة طالبان الحليف السابق من البلاد ، لأنهم كما يبدو 🙄 يستعدون إلى تلقين إيران 🇮🇷 درس آخر ، وبالتالي ، يتطلب ذلك خروجها من أفغانستان ، وهنا لا بد من تصويب بوصلة القارئ ووضعَّ الأمور في مسارها الصحيح ، كانت إدارة الرئيس ترمب قبلت بكل ما تحمله كلمة براغماتية من معنى عميق 🧐 ، للرد الصاروخي على قاعدة البنتاغون في العراق ، كرد على اغتيال قاسم سليماني ، وذلك يندرج في سياق عدم رغبت واشنطن في اسقاط نظام الملالي الايراني نظامياً ليس شعبياً ، لأنه شعبياً هو ساقط ، وكل ما يقال خلاف ذلك ، فهو يندرج ضمن سياقات التهريج والإعلام المضاد .

في النهاية ، المنطق الأبسط ، وأيًا كانت التقديرات التى تسعى إلى تدليل على عكس ما هو ، كانت السنوات الأخيرة لواشنطن في أفغانستان ، من الممكن للمراقب أن يُطلق عليها ، بالوسيط الدبلوماسي بين حركة طالبان والحكومة كابل ، الذي يعني باختصار ، بأن الولايات المتحدة 🇺🇸 أعادت علاقتها مع الحركة منذ زمن بعيد ورتبت كل خطوة ستخطوها في المستقبل وليس أثناء الانسحاب فحسب ، كما أن ، هذا لا يعني أن انتصار✌ الحركة سيبدد لـ40 عامًا من الحروب وأجواء القلق التي شهدتها وتعيشها أفغانستان ، بل ولأن حركة طالبان تُعتبر أول نموذج إسلامي جهادي نجح في الوصول إلى سدة الحكم ، وهو يقف بين دول تُصنف بالدول الغنية بالتجارب والموارد والحضور الدولي ، لهذا ، لكي تتحول الحركة إلى دولة منافسة لا بد من إقامة العدالة الغائبة في تلك الدول ، العدل ، وهو الشيء الموزون تماماً على غرار التوازن الحاصل بين السماوات والأرض، والأمر الآخر ، التساوي في الفرص ، أما الشيء الذي يعني كل شخص ، هو حقوق الفرد وضمان نيل حقه ، الذي يُطلق عليه في المعنى الحديث ، الأعراف الاجتماعية التى تطالب بالعدالة الاجتماعية ، أما الأمر الأخير ، الرحمة التى بدورها توصل المجتمع لحدود الكمال ، وفي نظرة أخرى إلى الملف ذاته ، كل ما اسلفناه يعالج جذور قضايا الوحدة والهوية الأفغانية وفي مقدمتها الفساد ، هذا من الممكن له أن يتغير ، ويتغير بسرعة إذ كانت هناك نوايا سليمة ، لأن الفساد نفسه متغلغل في مؤسسات والمجتمع الأفغاني بشكل مأساة ، وقد يكون الفساد في افغانستان مركب / معقد ، لأنه بلد يعوم على زراعة 🧑‍🌾 الخشخاش الافيون ، لقد تشكلت في هذا الجزء من القارة الآسيوية طبقة سفيهة ، بالفعل تنفق أموالا ًطائلة على مواد سامة ومخدرة ، على الرغم أنها منطقة مفعمة بالحيوية وأهلها كانوا دائماً مقبلون على الحياة ، وعلى الرغم ايضاً ، أن زراعة المخدرات لم تكن شيء جديد ، فالهندوس 🇮🇳 تاريخياً اعتقدوا اعتقادات غريبة ، من بينها أن الإله (شيفا) ، يتكفل في استحضار أو نقل نبات القنب أي الحشيش من المحيط ، ثم يتم إستخراج منه باقي الآلهة ، وهنا تجدر الإشارة التنويه ، بأن القصد من رحيق الإلهي ، هو الحشيش بعينه ، أي أنه مقدس لدى شعوب كثيرة ، بل في الجانب الأخر، كانوا الإغريقيين قد تركوا على جدران القبور والمعابد نقوشاً على شاكلة الصور لنبات الخشخاش ، في المقابل ، تماماً أطلقوا الهنود عليه بمخفف الأحزان والالام ، ايضاً الصينيون 🇨🇳 يطلقون شعبياً عليه ، بواهب السعادة ، لكن بعد إحتلال السوفيات لأفغانستان أرتفعت وتيرة الزراعة لتصبح نمبر وان في العالم ، تفردت افغانستان وحدها بانتاج 85% من افيون العالم ، وبالرغم أن زراعة المخدرات وتحديداً أثناء حكم حركة طالبان الأول ، سُجلت تراجع في الانتاج ، بالطبع ، تحت ضغوط دولية كانت مورست بالفعل ، لكن الملفت أيضاً ، اثناء وجود الحلف الناتو وحكومة كابل المدعومة منه ، أصبح في افغانستان 4 مليون متعاطي وتقدر العوائد السنوية من المخدرات ب 20 مليار دولار 💵 ، ولأن بلد مثل افغانسان وتحديداً في فترات حكم حكومات الاحتلال ، كثر فيه فساد المؤسسات ، الذي أنعكس ذلك على انتعاش صناعة المخدرات .

وبطريقة أو بأخرى ، ولعل أولى إشارات النزوح الشعبي جاء أثناء الانسحاب الأمريكي 🇺🇸 ، وتشير التجارب السابقة في البلدان الأخرى ، أنه لن يتوقف بعد اللجوء الأول أو الثاني أو حتى العاشر ، أو أن اللجوء سوف ينحسر عند المشهد الفرار الهستيري ، بالعكس ، لأنه مرهون بالنتائج ، وبالتالي ، ستجد طالبان على الأرجح أن حكم أفغانستان أصعب من السيطرة عليها ، لكن في المقابل ، استطاعوا الفيتناميون بصراحة 😶 وبفترة زمنية قصيرة ، تعمير بلدهم ومن ثم وضعوه على طريق الإنتاج والاقتصاد المشابه للاقتصادين الصيني 🇨🇳 والتايلاندي ، وبالتالي الخلاصة ، إذا كانت حركة طالبان تمكنت من إخراج 😳 الأمريكي بتكلفة أقل بكثير عن الثمن الذي دفعوه الفيتنامين ، وذلك باستخدام طريقة قتالية تعتمد على النفس الطويل والعمليات الخاطفة ، فإن بإمكان للأفغان ايضاً التميز بتعمير بلدهم بطريقة تتفوق على الفيتنامين ، بل هناك فرصة سانحة للأفغان عموماً ولحركة طالبان خاصة ، فحلف الشمال ( الناتو ) ، لا يستطيع صياغة استراتيجية جديدة في آسيا الوسطى دون مشاركة الجهات الحقيقة العاملة على أرض الواقع ، لها تأثير بين التركيبة السكانية وحضور عريض بين الشباب وقادرة على تجديد نفسها، إذنً ، قد يكون النموذج الأهم بين الحلفاء ، هي العلاقة بين واشنطن 🇺🇸 وتل ابيب 🇮🇱 ، لأنها قائمة على القدرات الذاتية ، فإسرائيل اعتمدت منذ البداية على عقيدة لا ترى بديل عنها ، الاستناد اولاً واخيراً على الإمكانيات الإسرائيلية قبل وبعد أي إمكانيات أخرى . والسلام ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أولينا زيلينسكا زوجة الرئيس الأوكراني. هل اشترت سيارة بوغاتي


.. بعد -المرحلة الأخيرة في غزة.. هل تجتاح إسرائيل لبنان؟ | #غرف




.. غارات إسرائيلية على خان يونس.. وموجة نزوح جديدة | #مراسلو_سك


.. معاناة مستمرة للنازحين في مخيم جباليا وشمالي قطاع غزة




.. احتجاج طلاب جامعة كاليفورنيا لفسخ التعاقد مع شركات داعمة للإ