الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاهد

سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)

2021 / 9 / 6
الادب والفن


جاء جاء من هناك ذلك الهناك البعيد يحمل معه كومة من الاوهام والمخاوف والهواجس مكومة في داخله في ركن مظلم في زاوية رطبة ومرعبة يحمل في داخله كل رعب الدنيا في كل المحطات في كل البوابات وكل نقاط االحدود يقذف بهذا الرعب في وجه الموظفين الرسميين وغير الرسميين والذين يكتبون في دفاترهم أو في شاشاتهم الالكترونية ارقاما وحروفا وحالات وجودية يبتسمون بود مصطنع ويتمنون له يوما سعيدا ويقذفونه بعد ذلك مع ملفه إلى الحجيم لقد هربت من الهواجس والاوراق والملفات والمقابلات لأجد نفسي محاصرا في حفرة مليئة حتى الحافة بالاوراق والمواعيد والمقابلات ومع ذلك فما زلت بلا أوراق تنقصني الورقة الأساسية في كل مكتب رجل أو امرأة تريد أن تعرف كل شيء عن حياته التفاصيل الدقيقة والافكار الغامضة والواضحة يريدون أن يعرفوا من هو لماذا هو هنا متى وجد في هذا العالم الساعة واليوم والشهر والسنة وما الذي يريد أن يفعله وما هو مشروعه لماذا كل هذا الخوف لقد هربت من الجحيم لأقع في جحيم أكثرعمقا وشراسة هربت من الغول طحت في سلال العقول ولكنه سيهرب ثانية بالتأكيد سيهرب لن يذعن لكل هذه الأوراق سيهرب وسيجد الحل يوما ما لا أريد أن أموت أسير هواجسي ومخاوفي الليلية وسأجد المكان الذي أستطيع أن أنام فيه دون أن أرى هذا الوجه القبيح للقلق والذي يواجهني كلما نظرت في المرآة أو في فنجان القهوة الداكنة في بعض اللحظات من السكون الذي يتخلل فجأة كل المكان ينهار ذلك الجدار الصواني اللعين الذي يفصلنا عن الأشياء نتحسس لأول مرة رائحة الأعشاب الطرية وملمس المطرالخفيفة على الوجه والجسد ونحس احساسا عميقا بالحياة التي تنقصنا ويتذكر الشمس اللون البرتقالي الرائع للحظات شروق الشمس وغروبها ويفتقد السماء والنجوم والقمر الفضي في ليالي الصيف على الشاطئ وأصوات الحشرات الليلية يفتقد البحر وملوحة الماء مع حرارة الشمس التي تبعث ألما حادا في العينين وعلى سطح الجلد المحترق المصبوغ بذلك اللون النحاسي وأثناء شربه لجرعة ماء باردة بدأ ذلك الجدار المزري في الارتفاع ثانية بطريقة شيطانية يحس بالظلمة تغلف عينيه وجسده ولم يعد يميز جيدا الجدار المقابل من الجدار الذي على يساره وترتفع الموسيقى والضجيج في الغرفة المجازرة تعود تلك الأحداث الكريهة صوت القطار وهو يجتاز الكيلومترات في لحظات صوت القطار مختلطا بحشرجة إنسان يختنق وصخب السكارى يضحكون ويحاولون فتح باب القطار باقدامهم واحد منهم يفتح سرواله ويبول البيرة والويسكي على وجه الآخر الملقى على الأرض ينفتح الباب فتدخل نسمة هوائية باردة ويزداد الضجيج ويلقي السكارى الثلاثة كانوا ثلاثة وربما أربعة بالرجل خارج القطار وأقفلوا الباب ليعم صمت ثقيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حمل نفسه
هانى شاكر ( 2021 / 9 / 6 - 23:51 )

حمل نفسه
____

حمل نفسه على خطوات نحيفة الى الحانة القريبة و طلب وجبة من الوهم وكأس من السراب

....

اخر الافلام

.. فيلم الممر مميز ليه وعمل طفرة في صناعة السينما؟.. المؤرخ ال


.. بكاء الشاعر جمال بخيت وهو يروي حكاية ملهمة تجمع بين العسكرية




.. شوف الناقدة الفنية ماجدة موريس قالت إيه عن فيلم حكايات الغري


.. الشاعر محمد العسيري: -عدى النهار- كانت أكتر أغنية منتشرة بعد




.. تفاصيل هتعرفها لأول مرة عن أغنية -أنا على الربابة بغني- مع ا