الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حبّ فلسطيني... في أربع ساعات
سليم البيك
2006 / 8 / 19الادب والفن
لم تكن مأساة... كانت مجرد ملهاة... بين طفلين أحمقين... ملهاة مجردة من كل مآسي الحياة... من كل الورود و القبلات... من كل الملذات... إلا الأحلام... و ما أخفته في ثناياها من آمال.
كنت أتسكع على ضفاف أملي في العودة... أتحركش بكل جليلية أمر بها... سأعود انتظرنني... لا تعبثن بأنوثتكن... أنثر ما تبقى من أمل تكثف على قاع كأسي العتيق... فأملي هذا مُركّز... يختصر نصف قرن.
بدأتُ أوزع أملي عليهن بالمساواة... فالمساواة في الظلم عدلٌ كما قال اليائسون... و بعد ذلك بمئات السنين تحولتُ فجأة إلى عاطل عن الأمل... و لا فائدة من تربيته بعد تلك الليلة... فقد وُلد و قُبر في أربع ساعات... استخلق من يأس عكّية ما تبقى فيه من أمل... بقبلة حياة قاتلة.
بعد أن ملني الأمل و هجرني و صرت لاجئاً مرتين... بعد أن وبخني... بأن الحياة معي لا تطاق... طويلة و مقرفة... هو كفراشة... جميل و رقيق و يحترق بسرعة... استنفذتُ ما لدي من عشق لاستبقائه... عبثاً... خاف أن يموت بتولاً... كان شهوانياً هذا الأمل... يستدرج حياةً جميلة ليضاجعها... مرة و إلى الأبد... فيموت حالماً بأمل آخر بحياة أخرى... فيهجرني... بعد أن هجرني ... لم تبلغه النشوة و أنا لاجئ... عن الوطن... و عنها... أجمل صبايا الوطن.
يا رب العالمين
يا رحمن يا رحيم
لماذا كل هذا الحقد يا الله
أستكثرت علينا اللقاء.. البقاء
أشتهيتها فلم تردها لغيرك
أقتلك كيداً حبي لها
و أنت من ظننتَ بأنك المعشوق
المشتهى
فنمت طويلاً مطمئناً
فلتنم إذاً.. نم لوحدك
أو مع نساء الكون كلهن
و لكن
اتركها لي
اترك لي وطناً.. عشيقةً
و اترك لغيري شيئاً من مآسيه
يا الله
إلته بعبدتك
ألا يكفوك
ألا يحبوك
ألا يجلوك
فلأكْفها أنا... أحبها.. أجلها
ما كل هذا الاستهزاء يا الله
أتخلق الدنيا بسبعة أيام
و تخلق حبنا و تميته
بأربع ساعات
أصرت متمرساً الآن
تختبر بنا براعتك في الخلق
فتبطش مراهقاً بي و بها
لا تخف.. فلن ترث عرشك
هي لا تريده.. تريدُني نبيها
و أريدها ربي
فالعب بعيداً عنا
ما كل هذا القتل يا الله
ما كل هذا الدمار
أتغتال حبنا هكذا
بدموية ممعنة مفرطة
و تنتقل لشؤون غيرينا
ببرودة أعصاب
و تهلكُ ديناً
أُنزل من جليلية
و تلقفُْته نبياً
لنؤمن ونكفر به بأربع ساعات
ما بال الناس لا يحسون بنا... و كأن شيئاً لم يراد له أن يكون فما كان... و كأني و هي لم نطفح بمجوننا على شهواتهم... ما بال فلسطين لا تبكي لاجئاً و إلهةً تسكن بحر عكا اتفقا على حالة اللاعشق الأبدية المنهِكة المستنزِفة... اتفقا على خيانة أحدهما الآخر حتى يعود.
كانت "احبك" أصدق الانتحاريات... قتلتْ حباً خلقته... جبلتْ الجليل باللجوء... و بدأ سِفْر اللجوء على اللجوء عن الوطن... ليبدأ سِفْر الغربة على الغربة عن الوطن... ألن أموت في حضنها... يسألني أملي متأملا أم مجاملاً قبل رحيله... أم أنها فرصته الأخيرة... لينكأ جراحاً لم تندمل منذ أربعة عقود... ليفرك بها ملح الاحتلال.
كم اشتهيت أن يقتلني سم الشفاه قبل الأملْ... أن أمحي الشامة بالقبلْ... ألاّ أكتفي بصوت و صورة تعذبانني... بل بنَفَس و جسد و كلٌ على جدلْ. فلتشهد فلسطين يا حبيبتي... بأني على قيد الاشتياق... فلن يَسكن ما أُشعلْ... إلى أن أكون شهيدك... و أنا يا حلوة على عجلْ.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الفنان نوار بلبل يكشف حكايات الخوذ البيضاء.. جنود الظل في سو
.. استعدوا لأقوى نسخة.. وزراء الثقافة والأوقاف يفتتحون معرض ال
.. الكلب عمل فيلم وراح أوروبا وعمل فوتوسشين وأنا لأ
.. وزيرا الثقافة والاتصالات يطلقون تطبيق «كتاب» لتسهيل القراءة
.. كلمة وزير الثقافة خلال افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب في