الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الله :حزب الناس

مها أحمد

2006 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لا أعرف إذا كان يهود أولمرت أو وزير دفاعه بيريتس أو حتى رئيس أركانه حالوتس قد أدى الشهادتين معلتاً نفسه مسلماً سنيّاً حتى يتحالف معه بعض الحكام العرب ( السنّة !!) جهاراً نهاراً بدعوى محاصرة مشروع (الهلال الشيعي ) ...
أخيراً وقد وضعت الحرب أوزارها وانجلى غبار المعارك ،إلى حين، يمتلك المرء الوقت والأعصاب وصفاء الذهن ليتساءل هل الصراع في الشرق الأوسط الجديد (جديد بطريقة أحبطت عرّابته كونداليزا رايس ) قائم على أساس عقائد دينية متنافرة أو مشاريع سياسية حضارية ثقافية وجودية متضاربة ، وهل شنّت أميركا والدول العربية حربها الشعواء على حزب الله لخروجه على سنّة الرسول محمد (ص) واتّباعه لمذهب آل البيت ،أم لخروجه على سنّة أمريكا التي جرّبت أن تكرّس نفسها ظلاً لله على الأرض فحوّلت مئات الملايين من العرب والمسلمين (سنّة وشيعة)والمسيحيين وحتى اليساريين والشيوعيين إلى شيعة للمقاومة داعمة لها مبايعة سيدها إماماّ مطلقاً مكللاً بالنصر والدعوات المنطلقة من المساجد والحسينيات والكنائس والساحات التي تصرخ رافضة المشروع الاستعماري الذي يمد أذرعه الأخطبوطية مضيقاً الخناق على شعوب الكون بكل انتماءاتهم العقائدية والسياسية والفكرية ، وإلا ماالذي يدفع الحزب الشيوعي الروسي أو أحزاب اليسار في الأرجنتين لتنظيم تظاهرات حاشدة مؤيدة للمقاومة رافعة علمها الأصفر الذي غدا راية كونية لا تعترف بحدود تجوب القارات متنقلة عبر عواصم العالم من باريس ولندن وروما إلى نيويورك وفنزويلا واستراليا ناهيك عن العام الإسلامي الممتد من إندونيسيا حتى المغرب ، وعلى الجبهة المقابلة يصطف أنصار المشروع الأمريكي من محافظين جدد وأصوليين تكفيريين وليبراليين ورؤساء حكومات وملوك ورجال دين وكتّاب يساريين وآخرين يمينيين وصولاً إلى جمعيات أنصار( السلام) والفضائيات (المستقلة) منها والمملوكة لدول بعينها وتيارات بعينها .
إذاً هي حرب عالمية ثالثة خاضها حزب الله ( المصنّف حزباً دينياً ) في وجه دولة دينية حتى العظم رغم ادّعاءها الديمقراطية ( إسرائيل اليهودية كما يتبناها بوش الابن ) ، وتحت هذا التصنيف الظاهري لأطراف الصراع تكمن الحقيقة التي لم تعد خافية على أحد فرغم أن رابين قد قال يوماً : ( لاشك أن حزب الله قد أقنع الله أن يقاتل معه ) إلا أن المعركة ليست معركة الله ، هي معركة الناس فدماء الشهداء ودموع الأطفال ودعوات الأمهات قاتلت وانتصرت ، حزب الله هو ببساطة حزب الناس ، فماذا يهمّ المرء بوذيا كان أم هندوسياً ،مسلمً شيعياً أو سنّياً أو حتى ملحداً ، من كل التصنيفات والتحزّبات الأيدلوجية والعقائدية إذا لم يكن هدفها الأول والوحيد التأسيس لحياة كريمة وحزب الله عندما خاض معركة الكرامة الأخيرة نجح في جعل معظم العالم من شيعته وأنصاره مستحقاً كل إعجاب بسنّته في الصمود .... إنه حزب الله حزب الناس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح